السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

فرنسا تفشل في سباق تطوير لقاح كورونا

فرنسا تفشل في سباق تطوير لقاح كورونا

فرنسا تفشل في سباق تطوير لقاح كورونا - أ ف ب.

أثار إعلان معهد باستور الفرنسي، بأنه سيتخلى عن تصنيع لقاح مضاد لكورونا، غضب العديد من السياسيين الفرنسيين الذين اعتبروا نتائج الدراسات والاختبارات مخيبة للآمال.

وقال باحثون في المعهد إن التجارب السريرية على اللقاح أظهرت نتائج غير كافية لمكافحة الفيروس وأقل مما كان متوقعاً، إذ كان المعهد يحاول تطوير لقاح يستخدم ضد الحصبة لمواجهة كورونا وذلك بالشراكة مع شركة Merck الأمريكية.

وجاء هذا الإعلان بمثابة ضربة أخرى للحكومة الفرنسية التي تواجه انتقادات بسبب بطء طرح برنامج اللقاحات، في حين تكافح شركات اللقاحات المرخصة الأخرى بما في ذلك فايزر لمواكبة الطلب.

وقالت شركة الأدوية الفرنسية العملاقة الأخرى سانوفي، إن لقاحها لن يكون جاهزاً حتى نهاية هذا العام، ويعود السبب أيضاً إلى النتائج الأولية المخيبة للآمال.

وأعلنت شركة سانوفي يوم الثلاثاء أنها ستنتج 100 مليون جرعة من لقاح كوفيد-19، الذي طورته منافستها شركة فايزر بيونتيك بحلول نهاية هذا العام.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة بول هدسون: «نظراً لأننا نتأخر بضعة أشهر عن لقاحنا الرئيسي فقد سألنا أنفسنا كيف يمكننا أن نكون مفيدين الآن وكيف يمكننا المشاركة في الجهد الجماعي لإنهاء هذه الأزمة بأسرع ما يمكن».

وأضاف: «درسنا مختلف الخيارات الممكنة، وتواصلنا مع شركة فايزر بيونتيك ووقعنا اتفاقية معها يوم الثلاثاء، وسنبدأ بتصنيع اللقاحات اعتباراً من يوليو».

لا لقاح في ديار لويس باستور

وأثارت الإخفاقات والتأخيرات المتعلقة بتطوير فرنسا التي كانت رائدة عالمياً في المجال الطبي، ومسقط رأس رائد علم الأحياء الدقيقة لويس باستور الذي اخترع لقاحات ضد داء الكلب والجمرة الخبيثة، إحباط العديدين.

وغرد حساب الكتلة البرلمانية للحزب الجمهوري الذي ينتمي إلى يمين الوسط واعتبر ما حصل مجرد صفعة على الوجه، وجاء في التغريدة: «في سباق مع الزمن للتوصل إلى لقاح، يعلن معهد باستور فشل دراساته بينما أعلنت شركة سانوفي تأجيل إصدار لقاحها لنهاية العام، هذا التراجع العلمي هو صفعة على الوجه».

كما علق على الأمر النائب عن حزب فرنسا المتمردة اليساري المتشدد باستيان لاشود وقال: «لا يوجد لقاح في بلد باستور، هذا هو المكان الذي يعطي الأولوية للقطاع الخاص والاقتصاد، ولا يهتم بالبحث العام».

هجرة الأدمغة

وقال فرانسوا بايرو، وهو حليف للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس حزب الحركة الديمقراطية المنتمي لتيار الوسط، إن هجرة الأدمغة هي السبب، ووصفها بأنها كانت المسبب لهذا الإذلال الوطني.

وقال بايرو الذي تم تعينه مفوضاً للتخطيط الحكومي طويل الأجل «إنها علامة على تدهور البلاد وهذا تراجع غير مقبول».

كما أشار في حديثه إلى ستيفان بانسل المواطن الفرنسي الذي يرأس شركة التكنولوجيا الحيوية موديرنا، والتي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، والتي أيضاً كان لقاحها هو ثاني لقاح يمنح للاستخدام في الولايات المتحدة وأوروبا.

وأضاف بايرو: «ليس من المقبول أن يأخذ النظام الأمريكي أفضل وأذكى باحثينا».

وكانت قضية الفشل في تصنيع اللقاح في فرنسا سبباً لشعور العديد من الفرنسيين بالإحباط، حيث يرى البعض أنها اعتداء على احترام الذات في البلاد.

وقال بايرو إنه على فرنسا تعزيز إجراءاتها العامة بما في ذلك مجال البحث، وأكد أن الأمر يتعلق بإنفاق الأموال والاستثمار في هذا المجال.

عار وإهانة

وكانت شركة سانوفي وهي خامس أكبر شركة أدوية في العالم من حيث مبيعات الأدوية، تسببت بعاصفة العام الماضي بعدما قال رئيسها التنفيذي بول هدسون، وهو مواطن بريطاني، إن الولايات المتحدة ستحصل على أي لقاح ستنتجه قبل بقية العالم.

وفي وقت سابق هذا الشهر أعلنت الشركة عن الاستغناء عن 1700 وظيفة، منهم 1000 في فرنسا وبينهم 400 في مجال الأبحاث.

وقال فابيان روسيل السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي للإذاعة الفرنسية: «هذا عار لمجموعة مثل سانوفي وإهانة لفرنسا التي باتت غير قادرة على التطعيم وغير قادرة على طرح لقاح في السوق».

وأضاف روسيل أن ما حصل هو فضيحة، حيث استفادت شركة سانوفي من إعفاءات ضريبية لأبحاثها من الحكومة تقدر بين 100 مليون و150 مليون يورو.

الجائحة أظهرت هشاشة أوروبا

وأشار تقرير لمركز أبحاث Terra Nova حول الدروس المستفادة من السباق لتطوير لقاحات كوفيد-19 إلى أن الاتحاد الأوروبي ككل قد أظهر حدود قدراته.

وكتب: «لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من طرح الكثير من الأموال على الطاولة مثل الولايات المتحدة».

يقول الخبراء إن الحكومة الأمريكية استثمرت أكثر في أبحاث اللقاحات في العقود الماضية.

و عبر باحثون فرنسيون عن الأسف لأنه من الأسهل والأسرع جمع الأموال من مستثمري القطاع الخاص في الولايات المتحدة.

ووجدت دراسة أجريت عام 2019 أن شركات التكنولوجيا الحيوية في أوروبا تلقت تمويلاً خاصاً أقل بخمس مرات من نظيراتها الأمريكية التي تعتمد بشكل كبير على الاستثمار من صناديق رأس المال.