الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

بايدن وورطة أفغانستان.. الانسحاب العسكري قد يؤدي لحرب أهلية

بايدن وورطة أفغانستان.. الانسحاب العسكري قد يؤدي لحرب أهلية

«فورين بوليسي»: طالبان تتحكم الآن في وتيرة الصراع في أفغانستان. (رويترز)

يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، العديد من التحديات، التي ورثها عن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، ومنها حسم مصير القوات الأمريكية في أفغانستان، حيث من المفترض أن تنسحب في شهر مايو المقبل.

ونشرت مجلة «فورين بوليسي»، تقريراً عن الحرب في أفغانستان، والتي تعد أطول حرب تخوضها أمريكا، ويعد بايدن هو رابع رئيس أمريكي يواجه السؤال المهم: ماذا يجب أن نفعل في أفغانستان؟ وعلى بايدن أن يقرر هل سيمضي في تنفيذ الانسحاب، أم سيقرر تمديد بقاء القوات؟



مجموعة دراسة أفغانستان

وأوضح التقرير أنه للمساعدة على حسم القرار بشأن مصير القوات الأمريكية في أفغانستان، كلف الكونغرس 15 من كبار السياسيين والعسكريين والخبراء، بدراسة الأوضاع، وأسماهم «مجموعة دراسة أفغانستان»، يقودهم السيناتور السابق كيلي أيوت، ومنهم رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق جوزيف دانفورد، والرئيسة السابقة لمعهد الولايات المتحدة للسلام نانسي ليندبورغ، ووزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند، وميشيل فلورنوي التي كانت مرشحة لمنصب وزيرة الدفاع في إدارة بايدن، وغيرهم من الشخصيات المرموقة في مجال السياسة الخارجية، كما اعتمدت المجموعة على رؤى قدمها 26 من كبار المستشارين، بخلاف مجموعة من المساعدين المحترفين.



ولفت تقرير فورين بوليسي إلى أن أبرز توصيات «مجموعة دراسة أفغانستان»، هي الإبقاء على القوات الأمريكية في أفغانستان لما بعد مطلع مايو المقبل، سواء بموافقة حركة طالبان، أو بمعارضتها، للاحتفاظ بتواجد عسكري أمريكي هناك، رغم أن ذلك يكلف واشنطن نحو 5 مليارات دولار سنوياً، بالإضافة إلى تخصيص حزمة من المساعدات الاقتصادية، حتى يتم تحقيق الأهداف الأمريكية في أفغانستان.

وفند تقرير «فورين بوليسي» بعض أبرز توصيات نتائج «مجموعة دراسة أفغانستان»، وفي مقدمتها إبقاء القوات الأمريكية، مشيراً إلى أنه لم يتم تحديد فترة زمنية لبقاء القوات هناك، ما يعني أنها قد تبقى لما بعد فترة رئاسة بايدن، ليواجه الرئيس المقبل السؤال ذاته الذي يواجهه بايدن الآن، حول مصير القوات الأمريكية في أفغانستان.

مصالح أمريكا في أفغانستان

كما لفت التقرير إلى أن «مجموعة دراسة أفغانستان» وضعت على رأس المصالح لأمريكا في أفغانستان، منع الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة، وهو ما يستحق الاستثمار فيه والتضحية من أجله، وكذلك ربطت المجموعة ما بين إبقاء القوات الأمريكية هناك، وبين احتواء خطر القاعدة، وأكدت المجموعة أن المصلحة الأمريكية الأولى هي احتواء خطر الجماعات الإرهابية التي لا تزال نشطة في أفغانستان، ويمكنها أن تشكل تهديداً على الأراضي الأمريكية، كما حذرت المجموعة من أن الانسحاب الأمريكي غير المسؤول، يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية في أفغانستان، بخلاف أن ذلك الانسحاب سيعطي الجماعات الإرهابية هناك، الفرصة للظهور وكأنها انتصرت على أقوى دولة في العالم.

واعترفت نتائج «مجموعة دراسة أفغانستان» بأنه بعد نحو عقدين من الوجود في أفغانستان، فإن كل ما قامت به القوات الأمريكية من تدريب وتأهيل لقوات الأمن الأفغانية، لم يجعلها قادرة على الصمود بمفردها في وجه حركة طالبان، والتي تظل القوة السياسية والعسكرية الأقوى في الساحة الأفغانية.

ولفت تقرير «فورين بوليسي» إلى أن طالبان تتحكم الآن في وتيرة الصراع في أفغانستان، وتدرك أن أمريكا وحلفاءها سيأتي عليهم يوم ويغادرون فيه البلاد، تماماً كما غادرها الإنجليز في القرن الـ19، وكما غادرها السوفييت في 1989، وعندئذ ستحظى طالبان بأكبر نصيب من السلطة السياسية.