الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

خبراء بواشنطن لـ«الروية»: الضربة الأمريكية رسالة تحذير لإيران.. و«بايدن» ليس «أوباما»

خبراء بواشنطن لـ«الروية»: الضربة الأمريكية رسالة تحذير لإيران.. و«بايدن» ليس «أوباما»

محللون: الضربة الأمريكية تحمل رسالة سياسية صارمة إلى إيران.

وصف خبراء في مراكز بحثية في واشنطن تنفيذ أمريكا ضربات جوية على مواقع مسلحين مدعومين من إيران بأنها خطوة ضرورية للإيرانيين لعدم تجاوز الخطوط الحمراء، وتوجه رسالة واضحة أن «بايدن» ليس «أوباما».

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمر بتنفيذ ضربات جوية على مواقع للبنية التحتية التي تستخدمها جماعة مسلحة مدعومة من إيران في شرق سوريا، وذلك رداً على الهجمات الأخيرة ضد أفراد القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق.

رسالة واضحة

وقال إبراهيم الأصيل كبير الباحثين بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن لـ«الرؤية» إن قرار توجيه الضربات صائب ومفيد وضروري، وإنها جاءت في توقيت يتساءل فيه الجميع هل جو بايدن مثل أوباما، مضيفاً أن ما حدث يوضح أن الرئيس الأمريكي الحالي ليس مثل الرئيس الأسبق، لافتاً إلى أنه رغم أن الضربة محدودة وموجهة، وليست كبيرة عسكرياً، لكنها تحمل دلالات سياسية واسعة، هي أن بايدن لن يتهاون فيما يخص الهجمات المدعومة من إيران على المصالح الأمريكية، وهذه رسالة مهمة جداً للميليشيات ولإيران التي كانت تحاول أن ترى لأي درجة يمكن الاقتراب من الخطوط الحمراء.

وأضاف أن بايدن يريد أن يقول للإيرانيين لا تقتربوا من الخطوط الحمراء وإلا سيكون هناك رد، لن يكون هناك تسامح لأي هجمات صاروخية أو ضربات عسكرية على المصالح الأمريكية وهذا ضروري جداً لمصلحة المفاوضات، كما أنه يبعث رسالة طمأنة للحلفاء بالمنطقة.

رد مدروس

بدورها، وصفت رئيسة مبادرة «مستقبل إيران» في مركز أبحاث المجلس الأطلسي في واشنطن، باربرا سلافين، الرد الأمريكي بأنه يبدو مدروساً بعناية كرد على الهجمات الصاروخية ضد أهداف أمريكية في العراق.

وأشارت لـ«الرؤية» إلى أن الولايات المتحدة لا تتجاهل أفعال إيران، في حين تتخذ واشنطن خطوات للعودة إلى الاتفاق النووي المعروف بخطة العمل المشتركة الشاملة لأنها هي التي بادرت بالانسحاب من الاتفاق.

تباين مواقف في الإدارة

وفيما يخص مواقف الإدارة الأمريكية المتباينة من الملف الإيراني أشار إبراهيم الأصيل كبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط بواشنطن إلى أن هناك فريقاً في الإدارة، منهم وزير الخارجية أنتوني بلنكولن ومستشار الأمن القومي، لا يميلون للتراخي مع إيران ويرون ضرورة التوازن، ولدينا أيضاً فريق آخر منه روبرت مالي المبعوث الخاص الذي يرى كثيرون أنه متساهل مع إيران ويعطي الأولوية للعودة مهما كانت الكلفة ويميل لتقديم تنازلات.

وأشار إلى أن القول بأنه للحديث عن الصواريخ البالستية وميليشيات إيران بالمنطقة يجب حل الملف النووي أولاً، ليس الطرح الأفضل، خاصة أنه مما رأيناه في المفاوضات السابقة، تفاوض إيران في الملف النووي وتزيد شراستها في الملفات الأخرى، في حين تغض الولايات المتحدة النظر عن الملفات الأخرى.

وشدد على أن عدم موازنة الولايات المتحدة في الاتفاق السابق بين الملفات المختلفة هو ما أدى إلى زيادة عدم الاستقرار في المنطقة، وأشار إلى أن هناك خيار الوصول إلى تجميد الاتفاق النووي مؤقتاً ثم التفاوض، وهذه المقاربة إذا ارتبطت بإشراك الحلفاء في التفاوض ستكون نقطة مهمة.

الكونغرس

أما بالنسبة للكونغرس، فأوضح أن الجناح التقدمي بالحزب الديمقراطي يؤيد العودة مهما كانت الكلفة، في حين يريد ديمقراطيو الوسط والجمهوريون حزماً أكبر ولا يريدون عودة مجانية، ويرون أنه إذا ما أعيد الخطأ بصفقة مشابهة لما كانت عليه في 2015 فلن يتم المصادقة عليها في الكونغرس.

ولفت إلى أن إدارة بايدن ترى حتى الآن أن الشرق الأوسط ليس أولوية في ملفاتها الخارجية، «لكن أعتقد أن المعطيات تفرض على بايدن أن يعطي الأهمية للمنطقة بسبب المصالح الاستراتيجية الأمريكية، وسيصل إلى هذه النقطة عاجلاً أو آجلاً».

وأشار إلى أن إيران خسرت نوعاً ما، ورقة الضغط، «فهي أرادت أن تحشر الولايات المتحدة في الزاوية وتجبرها على العودة للاتفاق بشكل عاجل جداً بدون البحث في التفاصيل، ولكن تم رفض ذلك، ورغم رفض إيران عمليات التفتيش الكاملة فإنها في الوقت ذاته لم تلغِ عمليات التفتيش بشكل كامل كما طالب البرلمان الإيراني وتم الوصول لحل وسط يتيح للمفتشين الدخول، ولكن ليس دخولاً مطلقاً كما تنص بنود الاتفاقية، بمعنى أن كل الأطراف جراء هذا الاتفاق استطاعت شراء بعض الوقت».

الصبر الأمريكي

ورداً على سؤال: متى نقول إن الولايات المتحدة نفد صبرها، قال «الأصيل»: المشكلة الحقيقية أنه يبدو أن صبر الولايات المتحدة طويل جداً وهذا خاطئ لأنه يتم قراءته في طهران بشكل خطأ، وأن الولايات المتحدة ستغض الطرف من أجل التوصل لاتفاق نووي، لكن الموضوع هذه المرة مختلف لأن هناك عقوبات شديدة جداً على إيران والعقوبات ستبقى حال استمرار الموقف الإيراني.

ورداً على سؤال حول ماذا يحدث حال اقتراب إيران من الوصول لقنبلة نووية، قال: أعتقد هنا أن الورقة الحاسمة هنا هي إسرائيل لأنه إذا اقتربت طهران من القنبلة النووية سنشهد عملية عسكرية، وعندما يصل الأمر للأمن القومي الإسرائيلي فإن تل أبيب تتحرك منفردة بعيداً عن الولايات المتحدة.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تريد أن توضح لحلفائها أنها تتحمل مسؤولية خروجها من الصفقة النووية من طرف واحد، ولكن في الوقت نفسه لن تستمر بتقديم تنازلات خاصة أن إيران أخلت ببعض البنود.

وبخصوص البنود التي تود الولايات المتحدة إضافتها للاتفاق القديم، أشار «الأصيل» إلى أن هناك تفاوضاً على حدود زمنية جديدة، حيث تريد واشنطن جدولاً زمنياً أطول عكس رغبة طهران، كما تريد أمريكا أن تتأكد من إنهاء سعي إيران للحصول على القنبلة النووية.