الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

أوضاع إقليمية وأولويات.. متغيرات تعرقل عودة بايدن للاتفاق النووي

أوضاع إقليمية وأولويات.. متغيرات تعرقل عودة بايدن للاتفاق النووي

صعوبات وتحديات تواجه إدراة بايدن في التعامل مع إيران. (أي بي أيه)

رغم إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، عزمه العودة للاتفاق النووي مع إيران، الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب، إلّا أن الأوضاع قد تغيرت كثيراً، سواء في إيران أو الأوضاع الإقليمية، أو حتى أولويات واشنطن.

وذكر تقرير نشرته مؤسسة راند، وصحيفة «ذا هيل»، الاثنين، أن بايدن لا يستطيع إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، والعودة لذلك الاتفاق، ليس فقط لأنه أغفل العديد من القضايا؛ مثل استمرار تطوير إيران لبرنامجها الصاروخي، وكذلك دعمها للإرهاب والميليشيات الإرهابية في المنطقة، بل أيضاً بسبب الأوضاع الجديدة في المنطقة والعالم.

تغيرات داخل إيران

وأوضح التقرير أن الاتفاق النووي أقيم على أوضاع لم تعد قائمة الآن، فالاتفاق كان هدفه عرقلة سعي إيران للوصول للسلاح النووي، وليس منعها من امتلاكه، وكان مقيداً بسقف زمني يجعل إيران –عند توقيعه عام 2015- على بعد ما بين 10-15 عاماً من الحصول على السلاح النووي، أما الآن فإن عنصر الوقت لم يعد في صالح أمريكا، وفقاً لما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي أعلن أن إيران على بعد أسابيع من امتلاك مواد نووية كافية لصناعة القنبلة.

وأضاف التقرير أن الاتفاق النووي أغفل قضايا هامة؛ في مقدمتها تطوير إيران لصواريخها الباليستية، والتي يمكن أن تستخدمها لحمل رؤوس نووية، حيث استمر تطوير البرنامج الصاروخي حتى مع توقيع إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما على الاتفاق النووي، كما أغفل الاتفاق أيضاً قضية دعم إيران للإرهاب والميليشيات في المنطقة، وتنفيذها العديد من العمليات الإرهابية، مثل مهاجمة السفن في الخليج، أو مهاجمة السفارات الأمريكية والإسرائيلية حول العالم.

ولفت التقرير إلى أن العديد من الافتراضات التي قام الاتفاق النووي على أساسها لم تعد موجودة حالياً، وفي مقدمتها الدعم الشعبي في إيران للاتفاق النووي، فقد أظهرت استطلاعات الرأي أن الاتفاق كان يحظى بتأييد 85% من الإيرانيين عام 2015 بعد توقيعه، ولكنه تراجع إلى 42% في عام 2019 بعد انسحاب إدارة ترامب منه.

تغيرات إقليمية

وأشار التقرير إلى تغير الأوضاع الإقليمية، بعد «اتفاقات السلام الإبراهيمي» بين إسرائيل والدول العربية، وبالتالي لم تعد المشكلة الرئيسية في المنطقة هي الخلافات العربية- الإسرائيلية، وأصبح الخلاف في المنطقة هو بين إيران وجميع الدول بالمنطقة، ولهذا فإن أي اتفاق نووي مع إيران يجب يكون في إطار سياقه الإقليمي، حيث تنظر الدول العربية السنية وإسرائيل إلى الأسلحة النووية الإيرانية باعتبارها «تهديداً وجودياً»، كما تشكك تلك الدول في قدرة الاتفاق النووي على منع إيران من امتلاك السلاح النووي.

وأضاف التقرير أن هناك الآن تقارباً خليجياً مع إسرائيل، ولدى الجميع موقف ضد الاتفاق النووي، بل إن رئيس الأركان الإسرائيلي أعلن قبل أسابيع أن عودة واشنطن للاتفاق النووي سيكون «أمراً خاطئاً»، وأن بلاده تعيد تحديث خططها حول الخيار العسكري.

أولويات أمريكا

ولفت التقرير إلى أن أمريكا هي الأخرى تغيرت، ولم تعد قضية إيران هي الأولوية في واشنطن، والتي تركز حالياً على مجموعة من القضايا، في مقدمتها مواجهة جائحة كورونا، وتأثيراتها الاقتصادية، والتعامل مع التطرف الداخلي، وفي السياسة الخارجية تركز على التغير المناخي، والصين وروسيا.

واختتم التقرير بالتأكيد أنه حتى لو كانت إدارة بايدن تريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء والعودة للاتفاق النووي، وحتى لو كان ذلك الاتفاق هو الحل للمشكلة النووية الإيرانية، فإن ذلك ربما كان صحيحاً قبل 6 سنوات، لكن العالم الآن قد تغير كثيراً.