الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

تحذير من التردد في التلقيح.. العالم على أعتاب موجة رابعة من كورونا

تحذير من التردد في التلقيح.. العالم على أعتاب موجة رابعة من كورونا

حملات التلقيح في الباراغوي.(أ ب)

مع مرور نحو عام على جائحة كورونا، يقف العالم اليوم على أعتاب الموجة الرابعة من الجائحة، بينما تسابق بعض الدول الزمن، للانتهاء من حملة تطعيم مواطنيها باللقاحات، لمنع موجات الزيادة في أعداد المصابين والوفيات.

ونشرت صحيفة «ذا هيل» تقريراً لها، أوضح أن أعداد المصابين بالفيروس، تزايدت عبر العالم في الأسبوع الأخير من شهر فبراير المنصرم، بعد 6 أسابيع من التراجع، بسبب السلالات الجديدة من الفيروس، التي تعد أكثر انتشاراً، مقارنة بالسلالة الأولى، التي ظهرت في مدينة ووهان الصينية، وفي شمالي إيطاليا.

زيادة حالات الإصابة

ونقل التقرير عن مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم قوله الأسبوع الماضي «ذلك الأمر مخيب للآمال، ولكنه ليس مفاجئاً، نحن بصدد أزمة عالمية، تحتاج تنسيقاً وتعاوناً عالمياً».

ولفت التقرير إلى الأوضاع في أمريكا، والتي تسجل 66 ألف حالة إصابة جديدة يومياً خلال الأسبوع الماضي، بانخفاض كبير يصل إلى 73% عن الذروة التي وصل إليها الوضع في بداية يناير الماضي، لكن الانخفاض الجديد الذي ظهر في أواخر يناير وأوائل فبراير شهد تراجعاً خلال الأيام الأخيرة، ما زاد المخاوف من اقتراب موجة جديدة من الجائحة.

حملات التطعيم ومعدلات الإصابة

ونقل التقرير أيضاً عن مدير مركز أبحاث الأمراض المعدية والوقاية منها في جامعة مينسوتا الأمريكية، مايكل أوسترهولم قوله «المرة الأولى التي تجعلنا قادرين على أن نقود ذلك الخطر، هي انتشار حملات التطعيم باللقاحات، ولكننا لم نصل إلى ذلك بعد».

ولفت التقرير إلى أنه تم شحن نحو 107 ملايين جرعة من اللقاحات الثلاثة التي إقرارها، ليتم توزيعها عبر الولايات الأمريكية، وتم تلقيح 53 مليون أمريكي بجرعة واحدة، بنسبة تصل إلى 16% من السكان، كما حصل 27 مليون أمريكي على جرعتين من اللقاح، وبدأ الأسبوع الماضي التلقيح بجرعات من لقاح شركة جونسون أند جونسون التي تتميز بأنها ذات جرعة واحدة فقط وليس جرعتين.

وذكر التقرير أن الأوضاع العالمية تشير إلى وجود 115 مليون مصاب بالفيروس، ربعهم أي نحو 28.7 مليون شخص في أمريكا، كما أن هناك 518 ألف حالة وفاة بسبب المرض في أمريكا أيضاً، بنسبة 20% من حالات الوفاة على مستوى العالم، بينما ما زال هناك 41 ألف شخص يتقلون العلاج منه في المستشفيات.

وذكر التقرير أن التوقعات تشير إلى أن معدلات الإصابة والوفاة الأسبوعية ستستمر في الانخفاض في مارس الجاري، وكذلك في أبريل المقبل، رغم أن المرض سيظل يحصد أرواح الآلاف.

تخفيف الإجراءات الاحترازية

وأشار التقرير إلى تخفيف بعض الولايات للإجراءات الاحترازية، التي فرضت الصيف الماضي في بيئات العمل، وفي التجمعات، رغم أن معدلات العدوى ما زالت مرتفعة، أكثر مما كانت عليه عند فرض تلك الإجراءات، فقد أزال حكام تكساس وميسيسيبي فرض ارتداء الكمامة، كما أزالت معظم الولايات القيود المفروضة على سعة عدد الأفراد في الأماكن المغلقة مثل الحانات والمطاعم، كما حذر خبراء الصحة العامة من أن السباق نحو إعادة فتح الأماكن يمضي بشكل أسرع مما يحدده العلم.

وقال مدير بوليسي لاب، ديفيد روبين «إذا كنا متقلبين بعض الشيء في هذه المرحلة الدقيقة، فكأننا نعمل على إطالة أمد الجائحة، فهناك الكثيرون قد اقتربوا من الوصول لخط النهاية في مواجهة كورونا، بالحصول على اللقاحات، لكنهم قد يصابون بالمرض، وشهور الربيع المقبل ستشهد قضاء الكثيرين وقتاً أطول في الأماكن المفتوحة؛ ما قد يساعد في المعركة ضد كورونا، بالإضافة إلى أن دفء الطقس في الولايات الجنوبية في أمريكا كان له دور في تراجع معدلات العدوى خلال شهر فبراير الماضي».

عقبات في طريق المواجهة

ولفت التقرير إلى أن العودة إلى الحياة الطبيعية يعوقه التردد في الحصول على اللقاحات، حيث إن الملايين عبروا عن شكوكهم تجاه حملات التلقيح، رغم أنه لم يظهر عنها أي عواقب طبية خطرة، كما قال أوسترهولم «إذا لم تحصل أعداد كبيرة على اللقاحات، فسيكون لذلك أثر كبير على الحفاظ على معدلات منخفضة للعدوى، حتى رغم وجود اللقاحات، وللأسف فلم نقم إلا بالقليل لمواجهة ذلك».

وذكر التقرير أن المشكلة الأبرز حالياً وراء زيادة معدلات العدوى في أمريكا تتعلق بالسلالات الجديدة، فقد عبر العلماء عن قلقهم على وجه الخصوص تجاه السلالة البريطانية، وسلالة جنوب أفريقيا.

واعتبر التقرير أنه مع زيادة أعداد الحاصلين على اللقاحات في أمريكا، فإن المجتمعات تترقب تحسن الوضع في الربيع أو الصيف المقبل، إلا أن الخبراء حذروا من أنه إذا كان هناك ضوء في نهاية النفق، فإن ذلك النفق ما زال طويلاً، وسيستغرق وقتاً لاجتيازه.