الاحد - 18 مايو 2025
الاحد - 18 مايو 2025

«فورين أفيرز» ترسم خريطة طريق لهزيمة كورونا

«فورين أفيرز» ترسم خريطة طريق لهزيمة كورونا

حملات التطعيم تجري على قدم وساق في أمريكا.(أ ب)

تسابق البشرية الزمن الآن بكل ما لديها من معرفة تكنولوجية، لتجاوز سرعة فيروس كورونا في التحور والانتشار، فبينما ينتج البشر جيلاً جديداً كل 20- 30 عاما، ينتج الفيروس سلالة جديدة في غضون دقائق أو ساعات، وهو ما يمنحه الفرصة للتحور، بعضها قد لا يكون خطراً، ولكن البعض الآخر يجعله أشد خطورة على الإنسان.

السلالات الجديدة

مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية قالت في تقرير بعنوان «الجائحة التي لا تنتهي»، إن سلالات جديدة نشأت وستنشأ مما يدفع العلماء للخوف من أنه ربما لا تكون اللقاحات المتاحة حالياً، ناجحة في التعامل مع السلالات المرتقبة، وبالتالي تبرز أهمية الحصول على اللقاحات، وليس العكس، فالسلالات الجديدة يمكن أن تكون قادرة على الانتشار عندما يكون الناس غير حاصلين على اللقاح، وبالتالي فإن أفضل طريقة لكي نسبق سرعة الفيروس في إنتاج سلالات جديدة، هي تطعيم أكبر عدد من الناس لجعلهم محصنين ضد الفيروس.

وقال التقرير إن التمييز بين الدول الغنية والفقيرة في الحصول على اللقاح أمر خطير، ولن يحمي مواطني الدول الغنية، إذا ظهرت سلالات جديدة من الفيروس وانتشرت في الدول الفقيرة، والحل يكمن فقط في العمل الجماعي من أجل حماية كل البشرية.

جدوى اللقاحات الحالية

وأوضح التقرير أن السلالات الجديدة أسهل وأخطر في الانتشار بين الناس، ما يعني أنها ستزيد من الضغط على المستشفيات والمرافق الصحية المرهقة المكتظة بالمرضى حالياً، أما النقطة الأخطر فهي أنه ربما لا تكون المناعة المكتسبة من اللقاحات الحالية جداراً قوياً يحمي الإنسان من انتقال العدوى له.

وذكر التقرير أن سلالتي جنوب أفريقيا والبرازيل، ربما لا تنتشران في أمريكا أو في دول العالم حالياً بشكل كبير، ولكن كلاً منهما لديها القدرة على التحايل على المناعة التي توفرها اللقاحات الحالية.

ونقل التقرير عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش قوله في فبراير المنصرم «10 دول حازت 75% من اللقاحات التي تم إنتاجها، وأكثر من 130 دولة تضم نحو 2.5 مليار إنسان لم يحصلوا على أي جرعة من اللقاحات، ما يعني أنها عرضة للسلالات الجديدة، وإذا كانت الدول المتقدمة تقترب من مناعة القطيع، فإنها ستظل في خطر بسبب السلالات الجديدة التي قد تنتشر في الدول الفقيرة والتي لم تحصل على اللقاحات».

أضرار اقتصادية

ولفت التقرير إلى التبعات الاقتصادية لهذا السيناريو المفزع بسبب السلالات الجديدة، حيث ستضر بسلاسل التوريد، وبالصناعة والزراعة، في دول تعاني من الفيروس، كما أن الدول قد تقدم مجدداً على إغلاق حدودها، وتمنع حركة السفر، وأوضحت دراسة أجرتها غرفة التجارة الدولية في يناير الماضي، أن عدم المساواة في الحصول على اللقاحات يمكن أن يؤدي لخسائر مهولة في الاقتصاد العالمي، تصل إلى 9.2 تريليون دولار، نصفها في الدول الغنية.

خريطة طريق لهزيمة كورونا

وطالب التقرير الدول الغنية بزيادة دعم مبادرة «كوفاكس» الرامية للتوزيع العادل للقاحات، عبر دول العالم. كما طالب بنقل المعرفة والتكنولوجيا، الخاصة بإنتاج اللقاحات، إلى الدول التي لديها القدرة على إنتاجها، وطالب أيضاً بالبدء في حملات لتشجيع الناس على التطعيم. كما حث الحكومات والمنظمات الصحية على إنشاء نظام مراقبة بعيد المدى لرصد التحور في الفيروس، وكذلك النظر في إنتاج الجيل الثاني والثالث من اللقاحات.