الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

إغلاق ومراقبة وتدريب.. خطوات أوروبا لمحاصرة التطرف وجماعات الإرهاب

تواصل بعض الدول الأوروبية حملاتها لمحاصرة الأفكار المتطرفة ومروجيها على أراضيها خاصة جماعة الإخوان المسلمين وحزب الله، عبر إجراءات ضد بعض المساجد والجمعيات الدينية المتهمة بتلقي تمويلات خارجية، للحد من عملها عبر الإغلاق والمراقبة.

وأوضحت دراسة للمركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب صدرت 28 فبراير الماضي، قيام الحكومة الفرنسية بحظر جمعية الشيخ ياسين التي تأسست عام 2004، بعد اتهامها بتبني أيدلوجية معادية لفرنسا، ونشر الكراهية.

الدراسة تتبعت الجهود التي قامت بها دول مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا وغيرها من أجل الحد من أنشطة هذه الجماعة والجمعيات التي تمثلها في أوروبا.

وبحسب الدراسة، فقد أغلق القضاء الإداري الفرنسي مسجد بانتان في باريس لمدة 6 أشهر، لاتهامه بالترويج لنشر بيانات أسهمت في قتل صموئيل باتي (المدرس الذي قطعت رقبته في 16 أكتوبر 2020 إثر عرضه رسوم كاريكارتير مسيئة للإسلام، كما أغلقت فرنسا في 16 يناير الماضي 9 مساجد، ووضعت 76 مسجداً تحت المراقبة، وتم حل جمعية التجمع المشكوك في قربها من جماعة الإخوان.

وداهمت السلطات الألمانية مسجد مولانا في برلين، للتحقيق في شبهات مالية طالت عمليات تبرع خلال انتشار فيروس كورونا، وصلت إلى 70 ألف يورو، وفق الدراسة الصادرة نهاية الشهر الماضي عن المركز.

ووصف محللون وسياسيون تحدثوا لـ«الرؤية»، الخطوات الأوروبية بالانتفاضة الأوروبية ضد نشر التطرف الفكري والديني.

ويقول المدير الإقليمي للمنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان، الدكتور محمد كاظم هنداوي لـ«الرؤية» "تواجد الجمعيات الدينية والمراكز الإسلامية أمر قديم ليس وليد اللحظة، فالهجرات المتتالية للاتحاد الأوروبي، بدأت منذ السبعينيات، ونشأت معها جمعيات أهلية في الثمانينات، واستخدمت المساجد في أوروبا، للترويج لأفكار معينة وتوجهات سياسية لدول بعينها كوسيلة لجمع الأموال طوال العقود الماضية، لكن الاتحاد الأوروبي انتبه لهذا الأمر مؤخراً، وأغلق مجموعة من المساجد، واتخذ عدة إجراءات للحد من نشاط هذه الجمعيات".

وأكدت دراسة صادرة عن "مركز توثيق الإسلام السياسي" في النمسا أن عناصر جماعة الإخوان في أوروبا يعملون من خلال استراتيجية الضحية واستغلال العداء للمسلمين لتعزيز انقسام المجتمع، بهدف الاستحواذ على أماكن مهمة في أوروبا والنمسا ليقوموا بدور ممثلي مسلمي البلاد.

وأضافت أن عناصر الإخوان يحاولون الظهور بواجهة معتدلة فضلا عن قدرتهم على التنظيم، مما يمكنهم من التسلل في مؤسسات عبر شبكاتهم المالية الواسعة، وأن غرضهم الحقيقي يتمثل في «أسلمة» المجتمع وفقاً لتصوراتهم المتطرفة.

وأشارت الدراسة إلى أن هناك تحديات كبيرة مستمرة تحيط بتعامل الغرب مع الإخوان، خاصة أنهم يقدمون أنفسهم بشكل منفتح عبر ناشطين ومنظمات في الدول الغربية لكسب ثقة المجتمع والحصول على موطئ قدم في المؤسسات، ونادراً ما يعلنون انتماءهم لهذه الجماعة، بالإضافة إلى الصعوبة التي تكمن في غياب الهياكل الرسمية للإخوان في النمسا وكذلك بقية أوروبا.

ويقول الباحث في شؤون الحركات الإسلامية والجماعات المتطرفة، صبرة القاسمي "هناك جمعيات تابعة ومقربة لجماعة الإخوان، اتخذت فرنسا تجاهها إجراءات للحد من نشاطها، وذلك لوجود أدلة على نشرها الفكر المتطرف الذي ساهم في نمو العداء للدولة الفرنسية ظهر ذلك في الهجمات المتتالية التي تعرضت لها نهاية العام الماضي.

ويقول هنداوي "الاتحاد الأوروبي أغلق الجمعيات المتعلقة بحزب الله، كما تم إغلاق جمعيات أخرى تتعلق بالحسينيات، وكانت لهم مساجد خاصة بهم، وكانت تجمع أموالاً وتبرعات لجماعة حزب الله الإرهابية.

ووفق دراسة المركز الأوروبي، فقد شنت ألمانيا حملات تفتيش ضد 30 مسجداً ومركزاً دينياً، شكت في جمعهم للأموال لعناصر حزب الله بلبنان، كما أغلقت السلطات مركز المصطفى، بعد اتهامه بنفس الشيء.

ويقول الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بشير عبد الفتاح إن الإجراءات الفرنسية شملت أيضاً وقف استقدام الأئمة من الخارج، وتشكيل هيئة جديدة لإدارة شئون الأئمة، لان رئاسة الشئون الدينية في تركيا على سبيل المثال لديها 151 إماماً في مساجد فرنسا، وترسل أجورهم من أنقرة، ويوجد 120 إماماً من الجزائر، و30 من المغرب.

وقررت فرنسا أن يكون عام 2024 هو الأخير لهم لإنهاء فترات المتواجدين فعليا".ً

في ألمانيا بجانب الإجراءات القانونية سعت الدولة في نهاية العام الماضي لبدء برنامج جديد لتدريب الأئمة المسلمين باللغة الألمانية، بمشاركة ما يصل إلى 30 داعية.

وبدأت السلطات هذا التدريب الذي يستمر لمدة عامين بجمعية كلية الإسلام في ألمانيا، وبدعم من وزارة الداخلية ووزارة البحث العلمي في ولاية ساكسونيا السفلى.