رفض وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بشدة ما وصفها بـ«التهديدات» الروسية لوسائل الإعلام الألمانية.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ولمجلة «دير شبيغل»، قال الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، اليوم الأربعاء، إن «حرية الصحافة ليست مادة للتفاوض، وقد أبلغنا الجانب الروسي اليوم بهذا الأمر على نحو لا لبس فيه». وأضاف ماس: «مهمتنا وواجبنا خلْق مجال حر حتى يتمكن الصحفيون من أداء عملهم».
وأجرى ميجويل برجر، وكيل وزارة الخارجية الألمانية، اتصالاً هاتفياً في وقت سابق اليوم مع السفير الروسي في برلين، سيرجي نتشاييف، لتوضيح موقف الحكومة الألمانية.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد شكت في وقت سابق من وجود قيود على عمل محطة «روسيا اليوم» الإعلامية الروسية الحكومية في ألمانيا، وهددت باتخاذ عواقب حيال وسائل الإعلام الألمانية المعتمدة في موسكو.
وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية لـ(د.ب.أ) في موسكو: «نحن ندعو برلين بكل جدية إلى ضمان العمل بشكل طبيعي لمحطة روسيا اليوم». وشكت زاخاروفا من غلق حساب للمحطة وطالبت بإنهاء شامل لكل التدابير المقيدة لعمل المحطة.
وذكرت زاخاروفا أن البنوك في ألمانيا ترفض فتح حساب تجاري لـ«روسيا اليوم» بسبب ضغوط من السلطات، ودعت إلى إلغاء كافة القيود التي تمارَس على المحطة. وأضافت: «سنجد أنفسنا في المقابل مجبرين على اتخاذ تدابير مضادة صارمة حيال وسائل الإعلام الألمانية في روسيا».
وقال ماس إنه يجب أن تتمكن وسائل الإعلام في الخارج من التغطية الميدانية بشكل مستقل وحر «هذا متاح في ألمانيا، ويجب أن يكون الحال كذلك في روسيا أيضاً. حرية الصحافة والرأي هي عمود أساسي لديمقراطيتنا». ولفت إلى أن المراسلين الألمان في الخارج يسهمون بعمل مهم في هذا الأمر «لذلك فإننا نعمل ليس في ألمانيا وحدها، ولكن في كل أنحاء العالم من أجل أن تتمكن وسائل الإعلام من التغطية بحرية وبشكل مستقل».