الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

حزب ميركل.. خسائر انتخابية وتراجع في الشعبية عمّقتها إصابات كورونا

كشفت نتائج استطلاع للرأي في ألمانيا، اليوم الأربعاء، تراجعاً ملحوظاً في شعبية تحالف المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي على المستوى الاتحادي على خلفية النقاش الدائر حول قضية فساد تتعلق بصفقات كمامات تورط فيها ساسة من التحالف.

وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد (فورسا) لقياس الرأي حصول تحالف ميركل الذي يضم حزبها المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري على 29% بتراجع بمقدار 4 نقاط مئوية مقارنة باستطلاع الأسبوع الماضي.

وكانت آخر مرة تتدنى فيها شعبية التحالف المسيحي إلى هذا المستوى في شتاء 2020 أي قبل اندلاع جائحة كورونا.


ومن بين الأسباب الأساسية لتراجع شعبية تحالف ميركل وكذلك حزبها هو التعامل مع أزمة كورونا الذي لم يرضِ الكثير من الألمان، وتسبب في خسارة الحزب في انتخابات ولايتي بادن فورتمبرغ، وراينلاند بفالتس.


ووصف تقرير لمجلة «دير شبيغل» الألمانية التدهور الذي يمر به الحزب بالقول إن «الحزب يحترق». وحسب مراقبين فإن ذلك الوضع يشير إلى أن منصب مستشار ألمانيا الذي كان حكراً على الحزب في ظل قيادة ميركل لسنوات ربما ينتقل إلى حزب آخر، بعد تخليها عن رئاسة الحزب واختيار أرمين لاشيت، رئيس وزراء ولاية نورد راين فستفاليا خلفاً لها.

وعرضت الحكومة الألمانية تنظيم الانتخابات العامة التي ستحسم خلافة المستشارة أنجيلا ميركل في 26 سبتمبر 2021.

وأشار تقرير دير شبيغل إلى أن أمام المرشح المحتمل للحزب، أرمين لاشيت، خيارين كلاهما سيئ لعلاج الأزمة: إما إحداث ثورة كاملة في الحزب المحافظ ليقدم كيف سيحكم في المستقبل، «وهو أمر مستبعد لحزب تقليدي بعيد كل البعد عن الابتكار»، أو البقاء على نهجه المحافظ بمزيد من الخسائر.

وأكد المحاضر بقسم السياسة الدولية والخارجية بجامعة كولونيا، البروفيسور «توماس ياغر» في تصريحات خاصة لـ«لرؤية» أن هذه الخسارة في ولايتين كبيرتين تكشف حجم التراجع الرهيب في ثقة الناخبين بالحكومة الحالية، وأن الموضوع الرئيسي لأي انتخابات الآن أو في المستقبل، سيكون حول كيفية إدارة أزمة وباء كورونا، وهو ما تُظهر فيه الحكومة الكثير من الأخطاء «اللقاح قليل وعملية التطعيم بطيئة للغاية، والاختبارات الذاتية لكورونا قليلة أيضاً».

وأظهرت بيانات نشرها معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية الثلاثاء أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا زاد 5480 ليصل الإجمالي إلى مليونين و581 ألفاً و329 كما أظهرت الأرقام زيادة الوفيات بواقع 238 ليبلغ إجمالي الوفيات منذ بدء الجائحة 73 ألفاً و656 حالة.

وأضاف ياغر أن المدارس غير مجهزة للتعليم الرقمي، والمساعدات المالية التي وعدت بها الدولة المتضررين تأتي ببطء ومتأخرة.

وقال «لم يعتقد الألمان قط أن سلطات الدولة يمكن أن ترتكب كل هذه الأخطاء. المستشارة هي المسؤولة عن سياسات مواجهة كورونا؛ فقد كانت تدعي أن كل شيء يسير على ما يرام، وهو أمر بعيد تماماً عن الواقع».

وأكد ياغر أن ميركل وحزبها يدفعون الآن ثمن سوء إدارة ملف أزمة كورونا، وهو ما تسبب في خسارة انتخابات الولايتين الأخيرتين.

الخطر الحقيقي

وأشار إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في أن رئيس الحزب الجديد أرمين لاشيت، والمرشح المحتمل لمنصب المستشارية يقر بأن «كل شيء يجب أن يستمر كما كان من قبل. وهو الأمر الذي لا يجد قبولاً في الشارع، لذا تتراجع ثقة الناخبين في حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي كل يوم».

وأوضح أنه لم يعد من المؤكد أن حزب ميركل سيقدم مرشحاً قوياً للانتخابات المقبلة وأصبح مهدداً بفقدان منصب المستشارية.

تحديات كبيرة

وأشار إلى أنه سيكون لهذا أيضاً تأثير على انتخابات البرلمان الألماني «بوندستاغ»، لأنه حتى لو تم تطعيم جميع المواطنين في وقت ما بحلول الخريف، وأعيد فتح الكثير من مجالات الحياة، فهناك تحديات كبيرة في المستقبل، منها الاقتصاد الذي شهد تراجعاً حاداً، بعد أن هددت أزمة كورونا كثيراً من الشركات بالإفلاس.

وأضاف «قضية الصحة والتعليم خطيرة للغاية في ألمانيا في ظل أزمة كورونا؛ حيث يعانى جيل بأكمله حالياً من خسائر في دور الحضانات والمدارس والتدريب المهني والجامعات».

وأكد «ياغر» أنه إذا لم يتخذ رئيس الاتحاد الديمقراطي المسيحي الجديد لاشيت، والمستشارة ميركل إجراءات صارمة الآن، والاعتراف بالأخطاء، والعمل بشكل أفضل مع فريق جديد، فلن يتغير وضعه.

وقال: «إن المستفيدين بقوة والسعداء الآن هم حزب الخضر؛ لأنهم يحققون مكاسب قوية على الأرض وفي استطلاعات الرأي

وكشفت نتائج استطلاع معهد (فورسا) أن حزب الخضر كان في طليعة الأحزاب التي استفادت من ضعف التحالف المسيحي حيث حصل على 21% بارتفاع بمقدار 3 نقاط مئوية مقارنة باستطلاع الأسبوع الماضي، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.