السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ألمانيا..الانقسام حول إجراءات كورونا يهدد هيبة الدولة

ألمانيا..الانقسام حول إجراءات كورونا يهدد هيبة الدولة

الشرطة تحاول السيطرة على احتجاجات تطالب بإنهاء قيود كورونا. (أ ف ب)

أثارت أعمال شغب في مظاهرات خرجت أمس السبت، بمدينة كاسل الألمانية، للاحتجاج على قيود جائحة فيروس كورونا، الكثير من الفزع بين المواطنين، بعد نشر صور لتجمعات كبيرة دون الالتزام بالإجراءات الوقائية، واجهته بعض قوات الشرطة باستخدام العنف.

ووصفت صحيفة «دي فيلت» الألمانية، المظاهرات بأنها تعكس ضعفاً كبيراً في سلطة الدولة.

وانتقد النائب بالحزب الاشتراكي الديمقراطي، غونتر رودولف، الشرطة، وقال، بحسب التقرير، إن ما جرى يكشف التراجع غير المفهوم في هيبة الدولة حالياً، حيث يمرح الآلاف من مؤيدي نظريات المؤامرة دون كمامات أو مسافات وسط المدينة، مطالباً بضرورة تغيير مفهوم الشرطة «لفشلها في مهمتها».

وأدانت أسقف الكنيسة الإنجيلية بالمدينة، بياته هوفمان، أعمال الشغب. وقالت «حرية التعبير هي رصيد قيم نلتزم بحمايته. لكن السلوك في هذه المظاهرات يعرض عمداً حياتهم وحياة الآخرين للخطر، وسيرفع عدد الإصابات بكورونا. ما حدث إهمال شديد وغير مسؤول».

ووقعت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين رافضين للإجراءات الحكومية لمواجهة كورونا. وتعرض صحفيون للهجوم والإساءة اللفظية. واستخدمت الشرطة رشاشات المياه ورذاذ الفلفل. وألقت القبض على بعض المتظاهرين.

وأكدت الشرطة على موقعها الإلكتروني بالمدينة أن هناك حوالي 15 إلى 20 ألف متظاهر لم يلتزموا بموقع التجمع الذي وافقت عليه المحكمة الإدارية، والتي أقرت وجوب 6000 متظاهر فقط، لا تقل المسافات بينهم عن متر ونصف، مع ضرورة ارتداء الكمامات.

وحاولت الشرطة تبرير موقفها، الذي انتقده الكثيرون بأنه تراجع وعدم حزم مع المتظاهرين، بالتأكيد في بيان لها على «أنه تكتيك لكونها لم ترغب في وقوع العديد من الإصابات إذا هاجمت بحدة المتظاهرين».

سيرك متجول

وعلى صعيد متصل وصف تقرير لموقع «دويتشلاند روندفونك كولتور» المظاهرات بأنها أشبه بـ«جماعات السيرك المتجول».

وقال الخبير في شؤون جماعات اليمين المتطرف، أولاف سندرماير، إن هؤلاء المتظاهرين في جماعات «التفكير الجانبي» يتحركون دوماً في تجمعات، ويحضرون من مدن أخرى مثل برلين، وكأنهم يصلون لحضور مباراة كرة قدم.

وأشار إلى أن «الشرطة تفتقر للخبرات في مثل هذه المهمات، لأن المتظاهرين يعرفون اللعبة أفضل بكثير من الشرطة المحلية».

وأضاف أن المتظاهرين يعلنون على مواقعهم الإلكترونية أنهم سيتحركون لمدينة أخرى الأسابيع المقبلة بنفس الاستراتيجية وكأنهم سيرك متنقل.

وحذر من خطورة أن تتحول هذه التجمعات إلى حركة احتجاج متنامية بقوة في الشارع الألماني، يمكنها أن تستغل فضيحة الكمامات وكارثة عملية التطعيم وسوء إدارة الحكومة الألمانية لأزمة وباء كورونا.

جدل كبير

ووصل الجدل إلى مواقع التواصل الاجتماعي في ألمانيا، ومنها موقع «تويتر»، حيث احتل وسم «نازيّو كورونا» المرتبة الأولى، بينما ظهر وسم «عنف الشرطة» في المرتبة الثانية، حيث الجدل بين من يرون أن هؤلاء أشبه بالنازيين؛ لأنهم يسيرون دون أقنعة، وينشرون الفيروس، ويتسببون في موت الناس، ومن يرون أنهم أحرار يدافعون عن وجهة نظرهم، ولا بد من احترام الشرطة لهم.

ونشر أحد المواطنين تغريدة تضمنت فيديو لمتظاهرين يرقصون دون كمامات أو مسافات، معلقاً: «مرحباً بالموجة الثالثة تحت نظر الشرطة والدولة». وقال آخر «يا للسعادة بأننا سنصل معدلات إصابات غير عادية الأسابيع المقبلة، فهؤلاء نازيّو كورونا يحتفلون بمقتل ربما 70 ألفاً قادمين بسبب عدم ارتدائهم الكمامات».

من ناحية أخرى أثارت مقاطع عنف لبعض قوات الشرطة غضباً بين بعض الألمان، حيث كتب مغردون «أين نعيش؟ هل هذه ألمانيا؟ كيف تفعل الشرطة ذلك مع أشخاص يعبرون عن رأيهم في رفضهم لكل إجراءات الدولة الفاشلة؟».