الثلاثاء - 20 مايو 2025
الثلاثاء - 20 مايو 2025

بالرغم من الوباء.. 2020 يشهد أعلى حصيلة للعنف المسلح في أمريكا منذ عقدين

بالرغم من الوباء.. 2020 يشهد أعلى حصيلة للعنف المسلح في أمريكا منذ عقدين

قتل ما يقارب 300 طفل بالرصاص في عام 2020. (أب)

لربما غابت عناوين عمليات الهجوم المسلح خلال العام الماضي، بسبب استحواذ أخبار وباء كورونا على الاهتمام العالمي، لكن عام 2020 كان العام الأكثر دموية في أعمال العنف المسلح منذ عقود في الولايات المتحدة، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

وكشفت بيانات أرشيف عنف السلاح، أن ما يقارب من 20 ألف أمريكي قتلوا بسبب العنف المسلح في عام 2020، وهي أعلى حصيلة خلال العقدين الماضيين، وإضافة إلى ذلك قتل 24 ألف شخص انتحاراً بواسطة الأسلحة النارية.

وقالت الصحيفة إن الغالبية العظمى من هذه المآسي تحدث بعيداً الأضواء، وتؤثر بشكل غير متناسب على المجتمعات الملونة.


وآخر هذه الحوادث وقع الأسبوع الماضي في مراكز تدليك في أتلانتا عاصمة جورجيا، ثم يوم الاثنين بولاية كولورادو، حيث أدى هجوم شخص مسلح على أحد المتاجر إلى مقتل 18 شخصاً.




وقال مارك باردين أحد مؤسسي مجموعة منع العنف باستخدام الأسلحة النارية إن هناك العديد من المجتمعات في جميع أنحاء البلاد التي تتعامل مع عنف السلاح المستمر وإنه مجرد جزء من حياتهم اليومية، وشدد على أن هذا الأمر لا يحظى بالدعم ولا الاهتمام الوطني.

اتجاهات مقلقة

وكان عام 2017 هو الأعلى في الآونة الأخيرة في حصيلة القتلى بسبب الأسلحة النارية، لكن عام 2020 فاقه بأكثر من 3600 حالة وفاة، وينذر هذا الارتفاع بوجود اتجاهات أخرى مقلقة.

ففي العام الماضي شهدت الولايات المتحدة أعلى زيادة في جرائم القتل، وعانت أكبر مدن البلاد من ارتفاع بنسبة 30%، كما ارتفعت الإصابات الناتجة عن الأعيرة النارية بشكل كبير إلى ما يقارب 40 ألفاً، وهو ارتفاع بمعدل 8000 إصابة عن 2017.

وقال روني دن، أستاذ الدراسات الحضرية في جامعة ولاية كليفلاند، أن أكثر من ألف أمريكي يقتلون يومياً بسبب العنف المسلح من ضمنهم الذين يقدمون على الانتحار، وغالبيتهم من ضمن المجتمعات الملونة.

ويرى الباحثون أن الوباء ربما غذى هذه الزيادة بعدة طرق، حيث أدى انتشار وباء فيروس كورونا إلى إعاقة جهود مكافحة الجريمة، وأدى الإغلاق المصاحب للوباء إلى تفاقم البطالة والتوتر في الوقت الذي كانت فيه المدارس والبرامج المجتمعية الأخرى مغلقة.



كما أشاروا إلى الانهيار الواضح للثقة العامة في إنفاذ القانون الذي أعقب مقتل جورج فلويد في مينا بوليس من قبل رجل الشرطة كأحد الأسباب.

وأشارت الصحيفة إلى أن وباء كورونا، والاحتجاجات ضد وحشية الشرطة، أدى إلى زيادة مبيعات الأسلحة النارية، ففي عام 2020 تم شراء حوالي 23 مليون سلاح، وهي زيادة تقدر بنسبة 64% عن مبيعات 2016، وذلك وفقاً للبيانات الفيدرالية.

وبحسب بيانات أرشيف عنف السلاح، قتل ما يقارب 300 طفل بالرصاص في عام 2020، بزيادة قدرها 50% عن العام السابق.

وقتل أو جرح أكثر من 5100 من المراهقين الذين تبلغ أعمارهن 17 عاماً أو أقل العام الماضي، أي أكثر ب 1000 حالة منذ 2014.

ويخشى الخبراء من هذه الزيادة الواضحة خاصة أنها حدثت في عام كان الأطفال غائبين عن مدارسهم، وتجنبوا حوادث إطلاق النار القاتلة في المدرسة، ما يسلط الضوء على خطورة الانتحار والعنف المنزلي.