الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

النوم تحت الجسور.. تكدس المهاجرين عند الحدود الأمريكية ينذر بأزمة إنسانية

النوم تحت الجسور.. تكدس المهاجرين عند الحدود الأمريكية ينذر بأزمة إنسانية

مهاجرون من هندوراس عبروا الحدود إلى الولايات المتحدة. (أ ب)

كان الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال صغار يعبرون الحدود إلى الولايات المتحدة من المكسيك بالآلاف كل يوم، مما يؤدي إلى الضغط على الموارد الحكومية ونفاد صبر بعض السكان المحليين والمسؤولين في مدن وادي ريو غراندي مثل ماكالين جنوبي ولاية تكساس.

كان يتم السماح بمرور العائلات بسرعة فائقة عند المدن الحدودية بعد أن يتم إجراء اختبار فيروس كورونا، أو وضع بعض العائلات في الحجر الصحي إذا لزم الأمر.

على طول الحدود، وفي بعض المدن البعيدة قليلاً، يتلقى المسؤولون المحليون مكالمات تخبرهم: المهاجرون على وشك أن يتم إنزالهم في محطات الحافلات أو المطارات، أو في ملاجئ المهاجرين وحتى في الفنادق أحياناً.

وأصبحت منشآت دوريات الحدود مكتظة للغاية لدرجة أنه بدأ في الأيام الأخيرة احتجاز مئات العائلات مؤقتاً تحت جسر بالقرب من مدينة ماكالين، حيث ينام المهاجرون المحتجزون طوال الليل على التراب، بحسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية السبت.

ويتعرض نهج الرئيس جو بايدن في ملف الهجرة، لانتقادات شديدة بسبب اكتظاظ مراكز إيواء المهاجرين على الحدود مع المكسيك وخاصة الأطفال.

وقالت الصحيفة إنه في حين أن الأرقام القياسية للأطفال غير المصحوبين بذويهم على الحدود قد استحوذت على أكبر قدر من الاهتمام العام حتى الآن، فإن عدد العائلات المهاجرة المتوجهة إلى الحدود يهدد بالتحول إلى أزمة إنسانية.

وأضافت الصحيفة أن الأعداد الكبيرة من طالبي اللجوء من أمريكا الوسطى، التي تعاني من عنف العصابات، ليست جديدة. فقد شهدت الولايات المتحدة زيادات مماثلة في 2014 و2016 و2019، في ظل رؤساء مختلفين ومجموعة من السياسات الحدودية. لكن هذه المرة، أصبح الوضع أكثر صعوبة بسبب استمرار جائحة الفيروس التاجي الذي أرهق الحكومة والموارد المحلية.



وقال أندرو سيلي، رئيس معهد سياسة الهجرة، وهو مؤسسة فكرية غير حزبية في واشنطن: «ارتفع عدد القُصَّر غير المصحوبين بسرعة، ولكن يمكن بسهولة أن يتجاوزهم عدد العائلات إذا بدأت الحكومة الأمريكية في قبول العائلات على أساس مستمر».

وأضاف: تفرض العائلات العديد من المشكلات الأخلاقية واللوجستية نفسها التي يواجهها القصر بالنسبة للحكومة الأمريكية.

واعتقاداً منهم بأن الولايات المتحدة ستكون أكثر ترحيباً في عهد الرئيس بايدن مما كانت عليه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي قام بحملة ضد الهجرة غير الشرعية، فكر العديد من الآباء بنفس طريقة أوليندا مارلين بورتيو مازاريغوس التي عبرت نهر ريو غراندي مع ابنتها البالغة من العمر 6 سنوات في مساء يوم الخميس الماضي، متسلقة منطقة نائية بحثاً عن حرس الحدود لطلب اللجوء.

وقالت إن والد زوجها العنيف والاقتصاد الراكد دفعاها إلى مغادرة مدينة غواتيمالا، حيث كانت تعمل كطبيبة نفسية في مدرسة لكنها أمضت السنوات القليلة الماضية كبائعة متجولة.

وقالت إن انتخاب الرئيس بايدن حدد توقيتها للقيام بهذه الرحلة، مشيرة إلى أن تكلفتها بلغت 8 آلاف دولار، لكنها أرادت التأكد من أنها إذا أنفقت مثل هذا المبلغ الكبير فسيكون الأمر يستحق التكلفة.



وألغى بايدن منذ اليوم الأول من ولايته الرئاسية، قرارات كان سلفه ترامب اتخذها في ملف الهجرة، وأوقف أعمال بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، واقترح تشريعات تمنح نحو 11 مليون شخص يقيمون بصورة غير شرعية في الولايات المتحدة فرصة طلب الحصول على الجنسية.

ويقول معارضون جمهوريون، إن «نهج بايدن أدى إلى تزايد أعداد المهاجرين الساعين لدخول أراضي الولايات المتحدة بصورة غير شرعية».