بعد أن صعد نجمه في عالم الدبلوماسية الدولية ووصل إلى منصب رئيس الوزراء في بلده السويد، يعود كارل بيلدت ابن إحدى أشهر العائلات السويدية «النبيلة» إلى واجهة الأحداث الدولية من جديد، هذه المرة من بوابة السعي لإنصاف البلدان الأقل حظاً في الحصول على لقاحات فيروس كورونا.
مهمة بيلدت (71 عاماً) الجديدة أعلن عنها بيان صادر الأربعاء عن الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أفاد بتعيين كارل بيلدت مبعوثاً خاصاً للمنظمة لدى مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 والتي يطلق عليها اسم (مبادرة تسريع الإتاحة ACT).
وحسب بيان الصحة العالمية، يحظى كارل بيلدت بسيرة مهنية عريقة، حيث عمل رئيساً للوزراء (91-1994) ووزيراً للخارجية في السويد (2006-2014)، كما تولى مناصب: مبعوث خاص للاتحاد الأوروبي إلى يوغسلافيا السابقة؛ وممثل رفيع المستوى للبوسنة والهرسك؛ ومبعوث خاص للأمم المتحدة إلى البلقان؛ ورئيس مشارك لمؤتمر دايتون للسلام.
وتتمثل المهمة الجديدة لبيلدت، الذي صعد في عالم السياسة دون أن يكمل تعليمه في جامعة ستوكهولم، في قيادة أنشطة الدعوة الجماعية لمبادرة توفير اللقاح حول العالم، وحشد الدعم والموارد اللازمة لذلك.
وقالت المنظمة في بيانها، إن انضمام بيلدت للمبادرة جاء في وقت «بالغ الأهمية بينما ينهمك العالم في نشر اللقاحات واستحداث وسائل تشخيص جديدة وزيادة إنتاج الأكسجين المنقذ للحياة والكورتيكوستيرويدات لمعالجة حالات المرض الوخيمة»، بالتزامن مع ظهور سلالات جديدة.
وتعول المنظمة الدولية على علاقات وخبرة الدبلوماسي للمساعدة على إيصال العلاجات ووسائل التشخيص واللقاحات إلى العاملين الصحيين والفئات السكانية الضعيفة في جميع أنحاء العالم.
وتسعى المبادرة إلى تسريع وتيرة تطوير الاختبارات التشخيصية والعلاجات واللقاحات لمكافحة كوفيد-19 وإنتاجها وضمان الإنصاف في إتاحتها.
وتعد مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 (مسرّع الإتاحة ACT)، إطار تعاون عالمي لتسريع وتيرة تطوير الاختبارات التشخيصية والعلاجات واللقاحات لمكافحة كوفيد-19، فيما تمثل مبادرة "كوفاكس" ركيزة اللقاحات ضمن هذا الإطار الذي تقوده منظمة الصحة العالمية وشركاؤها، لتطوير مجموعة من الأدوات لمحاربة فيروس كورونا.
وتعد المبادرة الصحية العالمية استجابة لنداء وجهه قادة مجموعة العشرين في شهر مارس العام الماضي، وأطلقت في أبريل 2020، بالتعاون بين منظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوروبية وفرنسا ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، وتمثل إطاراً للتعاون مصمّماً لحشد الجهات الفاعلة الرئيسية، بهدف وضع حد للجائحة في أسرع وقت ممكن عن طريق تسريع وتيرة تطوير الاختبارات التشخيصية والعلاجات واللقاحات وضمان الإنصاف في توزيعها وتوسيع نطاق توفيرها لحماية النظم الصحية والنهوض بالمجتمعات والاقتصادات في المدى القريب.
وبخصوص اللقاحات تهدف المبادرة بالتعاون مع الشركاء إلى دعم بناء قدرات التصنيع وشراء الإمدادات مسبقاً «حتى يتسنى توزيع ما لا يقل عن مليارَي جرعة من اللقاح بشكل عادل على السكان الأشد تعرضاً للخطر وللمرض على الصعيد العالمي بحلول نهاية عام 2021».
وفي مقال سابق له كتب بيلدت، الذي يعيش في السويد مع أبنائه الثلاثة، إن أزمة كورونا تطرح تحديات غير مسبوقة في العالم موضحاً: «مرة أخرى، لا أحد يعرف كيف ستنتهي هذه الأزمة. ولكن من خلال فهم كيف بدأت قد نكون قادرين على منع الأزمة القادمة أو على الأقل تخفيفها».