الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

أمريكا.. الكابيتول بات هدفاً ضعيفاً والنواب والعاملون قلقون على حياتهم

أمريكا.. الكابيتول بات هدفاً ضعيفاً والنواب والعاملون قلقون على حياتهم

مسألة تامين مبنى الكابيتول نقاشاً ساخناً في الكونغرس في الأسابيع الأخيرة - أ ف ب.

حطم الهجوم العنيف الذي استهدف منطقة مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن، الجمعة، الشعور بالهدوء النسبي الذي كان يشعر به الأمريكيون بعد فترة طويلة من الاضطرابات والفوضى والوباء، وذكر الجميع بأن البلد الذي بدأ للتو الخروج حثيثاً من الوباء الطويل، ما يزال تحت التهديد بعد مرور ما يقارب 3 أشهر على هجوم الكابيتول في 6 يناير الماضي.

وفي الأسابيع التي أعقبت مغادرة الرئيس السابق دونالد ترامب، وتولي الرئيس جو بايدن، تسارعت وتيرة إعطاء اللقاحات المضادة لكورونا بشكر متزايد، وتم تسريع تشريع الإنقاذ الاقتصادي لمواجهة كورونا عبر الكونغرس، وعاد الشعور بالعمل كالمعتاد إلى مبنى الكونغرس بعد فترة من الإضرابات والفوضى.

وفي تقرير لها، قالت شبكة سي إن إن الأمريكية، الهجوم الأخير على مبنى الكابيتول يرسل رسالة واضحة تفيد بأن مبنى الكابيتول وقاطنيه ما يزالون هدفاً ضعيفاً، حتى مع بدء نسيان التمرد الذي اجتاح الكونغرس في 6 يناير الماضي.



وأشارت الشبكة إلى أن دوافع المشتبه به الذي تم تحديده بواسطة مصادر إنفاذ القانون الفيدرالية، والمعروف باسم نوح جرين ما تزال غير معروفة.

وأقدم المشتبه به على الاصطدام بالحاجز الشمالي لمبنى الكابيتول بعد الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي، وأصاب 2 من ضباط الشرطة، ومن ثم أشهر سكينه وخرج من سيارته متجهاً نحو الضباط قبل أن يتم إطلاق النار عليه من قبل الشرطة.

وصرح مصدر فيدرالي لشبكة سي إن إن، أن المشتبه به كان يبلغ من العمر 25 عاماً.

يعاني من جنون العظمة

وأوضحت شبكة سي إن إن، أن التدوينات التي كان ينشرها جرين على وسائل التواصل الاجتماعي، تشير إلى أنه كان يعاني من جنون العظمة والوهم.



كما نشر غرين الذي عرف نفسه على صفحته بفيسبوك بأنه من أتباع لويس فرقان، زعيم أمة الإسلام، الذي اتُّهم بالترويج مراراً لمعاداة السامية ومعاداة البيض، مقطع فيديو مصحوباً بتعليق يقول إن حكومة الولايات المتحدة هي العدو الأول للسود.

ولم يمر سوى أسابيع فقط على إزالة السياج المؤقت والأسلاك الشائكة التي تم وضعها حول مبنى الكابيتول، ولكن اقتحام مبنى الكابيتول الأخير أوجد تصوراً بأن المبنى ما يزال عرضة للهجوم، والمقترحات لتأمينه بقيت عالقة في صراع داخلي بين الحزبين.

الخوف يجتاح الكونغرس

وعلى الرغم من أن السلطات لا تعتقد أن الهجوم الأخير مرتبط بدوافع إرهابية، إلا أن ذلك لم يُهدئ الكثيرين من مساعدي وأعضاء الكونغرس الذين أصبحوا يشعرون أن حياتهم معرضة للخطر، ولا يشعرون بالأمان في العمل.

وقال رو خانا عضو الكونغرس الديمقراطي من ولاية كاليفورنيا، إنه لم يفكر قط عندما تم انتخابه لعضوية الكونغرس أن مكان عمله سيشكل خطراً على حياته.

وأضاف أنه سيتعين على السلطات إعادة التفكير في محيط وأمن المجمع بأكمله وكيفية الحفاظ على سلامته.

انقسام على تأمين الكونغرس

وأثارت مسألة تامين مبنى الكابيتول نقاشاً ساخناً في الكونغرس في الأسابيع الأخيرة، حيث طالب العديد من الأعضاء من كلا الحزبين بتبرير واضح للقيام بذلك.

وعلى الرغم من أن المشتبه به في الهجوم الأخير لم يكن قادراً على اختراق الحاجز، إلا أن قوات الحرس الوطني تدخلت على الفور.

وأثارت وفاة أحد ضباط شرطة الكابيتول، الكثير من الأسئلة حول المخاطر المستمرة التي يتعرض لها ضباط شرطة الكابيتول في الخطوط الأمامية.



وبعد إجراء مراجعة استمرت لمدة 6 أسابيع لحالة الأمن في مبنى الكابيتول بناءً على طلب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، حث اللفتانت جنرال المتقاعد راسل أونوريه وأعضاء آخرون في فرقة العمل التي ترأسها الكونغرس على زيادة طاقم شرطة الكابيتول، وإنشاء سياج متحرك، وتعزيز حماية أعضاء الكونغرس، بالإضافة إلى تحسينات أخرى.

وأشاروا في تقريرهم، إلى أن طبيعة التهديدات ضد مبنى الكابيتول وأعضاء الكونغرس قد تغيرت، وتأتي بشكل متزايد من عناصر محلية.

كما خلص تقرير فريق العمل إلى أن شرطة الكابيتول ليست بوضع يسمح لها بالتتبع أو التقييم أو التخطيط أو الاستجابة لهذا الكم الهائل من التهديدات، وذلك بسبب النقص الكبير في القدرات والتدريب.

وتابع أن شرطة الكابيتول لديها عدد قليل من الموظفين، وغير مجهزة ومدربة بشكل كافٍ للتعامل.

كما انتقد المفتش العام في الكابيتول بالولايات المتحدة إخفاقات المخابرات ونقص التخطيط داخل الإدارة التي أدت إلى هجوم يناير في تقرير أولي عن الحادث.



وأعلن الرئيس جو بايدن أنه والسيدة الأولى جيل بايدن يشعران بحزن شديد بسبب الهجوم.

وقال بايدن في بيان «شعرت أنا وجيل بحزن شديد عندما علمنا بالهجوم العنيف عند نقطة تفتيش أمنية أمام مبنى الكابيتول الأمريكي»، وأعطى أوامره لتنكيس الأعلام في البيت الأبيض.

وأضاف الرئيس «نعلم مدى صعوبة الأوقات بالنسبة إلى الكابيتول وكل من يعمل فيه ومن يقومون بحمايته».