الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«هيكسا برو».. علماء يعكفون على إنتاج لقاح رخيص لكورونا

«هيكسا برو».. علماء يعكفون على إنتاج لقاح رخيص لكورونا

التطعيم بلقاح فايزر في المانيا.(أ ف ب)

يعكف الباحثون حالياً على العمل لتطوير لقاح جديد ضد فيروس كورونا، يمكن إنتاجه بكميات كبيرة جداً، وبأسعار زهيدة، خاصة أن اللقاحات الحالية مثل بيونتك-فايزر، استرازينكا، موديرنا، وجونسون أند جونسون، تعتبر مكلفة للغاية ومعقدة الصنع.

وبحسب تقرير نشرته مجلة «دير شبيغل» الألمانية، فإن الأبحاث الحالية يفترض أن تنقذ العالم من كورونا، وتعتمد على إنتاج لقاح يعتمد على ما يعرف باسم «بروتين الفيروس المتكيف».

وتحدث التقرير عن أن اللقاحات الحالية لها نفس العيوب تقريباً، وهي البنية التحتية عالية التقنية المطلوبة لإنتاجها بصورة مكلفة للغاية، بخلاف أن إنتاجها يكون بكميات قليلة، ولذلك يعمل الخبراء الآن للوصول إلى لقاحات جديدة، يمكن إنتاجها بثمن بخس، وبكميات ضخمة، في أي مكان في العالم تقريباً.

لقاح «هيكسا برو»

وذكر التقرير أن لقاحاً يُدعى «NDV-HXP-S» أو«هيكسا برو»، طوره باحثون في الولايات المتحدة، يمكن أن يقدم مساهمة حاسمة في ذلك، ويستطيع أيضاً مساعدة الدول الأكثر ثراءً لاحتواء الطفرات الجديدة للفيروس.

وأشار التقرير إلى أن فكرة اللقاح الجديد تعتمد على ما يطلق عليه «البروتين» الذي يخترق به فيروس كورونا جسم الإنسان، وأن الخبراء يستخدمون هذا الهيكل البروتيني لتحفيز جهاز المناعة داخل الإنسان للتعامل مع الفيروس، وتتمحور الفكرة حول أن الجسم يتعرف على هذا البروتين الذي يوفره التطعيم، على أنه مادة غريبة، ويقوم بتطوير أجسام مضادة له، وفي التجارب على الفئران تم اكتشاف تطويرها لاستجابة مناعية قوية عندما لامست هذا البروتين.

وتطرق التقرير إلى أن اللقاحات الحالية مثل «بيونتك- فايزر» تستخدم طرقاً أخرى لصنع هذا البروتين داخل الجسم، عبر مخطط جيني أكثر تعقيداً، وأشار التقرير إلى أن «هيكسا برو» كما أطلق عليه الخبراء، أي البروتين المتكيف، يقاوم الحرارة والتأثيرات الخارجية الأخرى، بشكل أفضل من غيره، ما يسهل عمليات إنتاجه ونقله وتخزينه.

ولفت التقرير إلى أنه ينبغي أن تستفيد من ذلك البلدان الناشئة والنامية، والتي تفتقر إلى المعدات التقنية، ولم يحصل الكثير منها حتى الآن على فرصة لتطعيم سكانهم ضد كورونا.

وأكد التقرير أنه سيُسمح لـ80 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل، باستخدام البروتين المعدل في اللقاحات، دون دفع رسوم الترخيص، وأنه يمكن لبعضهم تصنيع لقاحات تعتمد على «هيسكا برو» على نطاق واسع في منشآت الإنتاج التي تنتج كميات كبيرة من لقاحات الأنفلونزا الرخيصة.

تجارب ناجحة على الحيوانات

وقال التقرير إن الخبراء قاموا بتجربة هذه التقنية الجديدة، في أحد مصانع الدجاج في فيتنام، حيث أدمجوا البروتين الجديد مع فيروس للدواجن، يعرف باسم مرض «نيو كاسل»، وتم إصابة الدواجن بهذه الخلطة التجريبية، فتضاعفت الفيروسات، وشكلت بروتين «هيكسا برو» على سطحه، ما أكسب الدواجن مناعة قوية ضده وضد فيروس كورونا.

ونقل التقرير عن مدير الدراسة بكلية كلية ماونت سيناي للطب في نيويورك، بيتر باليس قوله «أستطيع أن أقول بصدق، إنني أستطيع حماية كل هامستر، وكل فأر في العالم من فيروس كورونا، وعلينا أن نرى ما إذا كان هذا سينجح أيضاً مع الإنسان».

وأكد التقرير أن البرازيل والمكسيك وتايلاند وفيتنام، سيبدؤون الدراسات الأولى الخاصة بإنتاج اللقاح الجديد، في عدد من مصانعهم خلال الأشهر القليلة المقبلة.