الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بعد عام كورونا.. تراجع معدلات المواليد يقلق دولاً غربية

بعد عام كورونا.. تراجع معدلات المواليد يقلق دولاً غربية

نسبة كبار السن تتزايد في أوروبا.(أ ف ب)

أدت جائحة كورونا التي ظهرت قبل نحو عام، إلى العديد من الآثار السلبية، في مناحي الحياة، وأحدها يتمثل في تراجع معدلات المواليد في العديد من دول العالم، بحسب تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.

وأوضح التقرير أنه بعد عام من ظهور الجائحة، فإن الأرقام القادمة من بعض دول العالم بعد 9 أشهر من الإغلاق الذي بدأ في شهر مارس 2020، تشير إلى تراجع ملحوظ في معدلات المواليد، في الدول المتقدمة، وفي بعض الدول الصاعدة.

تراجع بأمريكا وأوروبا وآسيا

ولفت التقرير إلى أنه في الولايات المتحدة الأمريكية، تراجعت معدلات المواليد بنسبة 7.7% في شهر ديسمبر الماضي، مقارنة بنفس الفترة في عام 2019، بل أن تلك النسبة زادت في شهر يناير الماضي ببعض الولايات؛ مثل أريزونا وأيوا وأوهايو وفلوريدا، لتصل إلى حوالي 9%، وفي فبراير الماضي بلغت نسبة التراجع 19% في كاليفورنيا، ويرجع ذلك في جزء منه إلى انتقال عائلات عديدة من الولاية.

كما ذكر التقرير أن تلك الصورة لا تختلف كثيراً في القارة الأوروبية، ففي المجر انخفضت المواليد بنسبة 9.4%، كما انخفضت في روسيا بنسبة 10.3%، وفي فرنسا تراجعت المواليد بنسبة 13.2%، وفي إسبانيا تراجعت بنسبة 20%، ووصلت نسبة التراجع في بولندا إلى 24.7%، بل أن سويسرا التي فرضت قيوداً أقل على الانتقالات خلال العام الماضي، بلغت نسبة التراجع في المواليد بها 6.4%، وإذا استمر تراجع معدلات المواليد في الدول الأوروبية بهذا المنوال، فقد يقل عدد سكان القارة بحوالي 400 ألف نسمة بنهاية العام الجاري 2021.

وبالنسبة لقارة أسيا، أوضح التقرير أن كلاً من اليابان وكوريا الجنوبية، وهما من أكبر الدول التي بها نسبة كبيرة من السكان المتقدمين في العمر، تراجعت معدلات المواليد بهما بنسبة 8%، كما أن الصين وهي أول دولة تظهر بها الجائحة، تراجعت نسبة المواليد في مدن بها، مثل جوانجزو ووينزو، بنسبة 19% و33%.

المواليد والأزمات

وقال التقرير إن الأحداث التي تتضمن نسبة كبيرة من الوفيات مثل الجائحات والأزمات الاقتصادية، يتبعها عادة انخفاض في معدلات المواليد، وكمثال على ذلك فقد انخفضت نسبة المواليد بحوالي 7.1% في الولايات المتحدة في عام 1919 خلال ذروة جائحة الإنفلونزا الإسبانية، وعندما ضرب إعصار كاترينا ولاية أريزونا الأمريكية عام 2005، مخلفا 1800 قتيل، وخسائر بحوالي 125 مليار دولار، انخفضت معدلات المواليد بعده بعام، حيث تراجعت معدلات المواليد بنسبة 19% في المناطق التي ضربها الإعصار.

وذكر التقرير أن تأثير الأزمات والجائحات التي تتضمن نسبة عالية من الوفيات، على معدلات المواليد، لا يستمر طويلاً، لتعود إلى معدلاتها الطبيعية، ففي عام 1921 وبعد عامين من تفشي الإنفلونزا الإسبانية في أمريكا، عادت معدلات المواليد إلى معدلاتها الطبيعية، وهو ما حدث أيضاً بعد إعصار كاترينا بعامين، حيث عادت معدلات المواليد إلى ما كانت عليه، في المدن التي ضربها الإعصار في لويزيانا.

لكن التقرير اعتبر أن تراجع معدلات المواليد قد لا تكون قضية مزعجة في حد ذاتها، ولكن تكمن المشكلة في أنها تأتي بينما الغرب ما زال في مرحلة التراجع العام في معدلات المواليد، التي حدثت في أعقاب الحرب العالمية الثانية في الستينات، مما أدى لارتفاع أعمار السكان في أوروبا، وهو ما انعكس سلباً وأدى لتراجع النمو، وزيادة الديون، ووضع أنظمة الرعاية الاجتماعية في مأزق، وبالطبع فإن كل تلك المشكلات لا يحتاج الغرب للمزيد منها الآن.