الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

بايدن: حان الوقت لإنهاء أطول حرب أمريكية

بايدن: حان الوقت لإنهاء أطول حرب أمريكية

(أ ب)

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيبدأ سحب القوات الأمريكية من أفغانستان اعتباراً من أول مايو، لإنهاء أطول حرب أمريكية، رافضاً دعوات لبقاء القوات الأمريكية لضمان حل سلمي للصراع الأفغاني.

وفي خطاب ألقاه في البيت الأبيض الأربعاء، أقر بايدن بأن أهداف الولايات المتحدة في أفغانستان أصبحت «غامضة على نحو متزايد» خلال العقد المنصرم.



مهلة

وحدد بايدن مهلة لسحب جميع القوات الأمريكية المتبقية في أفغانستان والبالغ عددها 2500 في موعد أقصاه 11 سبتمبر، أي بعد 20 عاماً من هجمات تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة التي أطلقت هذه الحرب.

وبالانسحاب دون تحقيق نصر واضح، تفتح الولايات المتحدة الباب أمام انتقادات بأن تلك الخطوة تمثل اعترافاً فعلياً بفشل الاستراتيجية العسكرية الأمريكية.



وقال «لم يُقصد منها مطلقاً أن تكون مهمة أجيال متعددة. هوجمنا وذهبنا للحرب بهدف واضح. حققنا هذه الأهداف»، مشيراً إلى أن القوات الأمريكية قتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011 وإلى أن التنظيم «تراجع بشدة» في أفغانستان، وأضاف «حان الوقت لإنهاء الحرب الأبدية».



وأودت الحرب بحياة 2448 جندياً أمريكياً، وبلغت تكاليفها ما يقدر بنحو تريليونَي دولار. وكان حجم القوات الأمريكية في أفغانستان قد بلغ ذروته في 2011 عندما تجاوز 100 ألف جندي.



وكان بايدن يواجه مهلة تنتهي في أول مايو حددها الرئيس السابق دونالد ترامب الذي حاول سحب القوات قبل أن يترك البيت الأبيض لكنه فشل. وسيسمح قرار بايدن ببقاء قوات في أفغانستان لما بعد الأول من مايو، لكنّ المسؤولين أشاروا إلى أنه من الممكن رحيل القوات كلها قبل 11 سبتمبر.



رابع رئيس

وقال بايدن «أنا الآن رابع رئيس أمريكي يشهد وجوداً للقوات الأمريكية في أفغانستان. جمهوريان وديمقراطيان... لن أنقل هذه المسؤولية إلى خامس».

والتقى وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع مسؤولين في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل اليوم الأربعاء، وقال إن القوات الأجنبية الموجودة تحت قيادة الحلف في أفغانستان ستغادر البلاد بالتنسيق مع الانسحاب الأمريكي، بعد أن قالت ألمانيا إنها ستنفذ الخطط الأمريكية ذاتها.

كما تحدث بلينكن عبر الهاتف مع قائد الجيش الباكستاني اليوم الأربعاء وناقشا عملية السلام وفقاً لما نشره بيان صادر عن المركز الإعلامي للجيش الباكستاني.

وقال الرئيس الأفغاني أشرف غني على تويتر إنه تحدث مع بايدن وإنه يحترم قرار الولايات المتحدة. وأضاف «سنعمل مع شركائنا الأمريكيين لضمان انتقال سلس وسنواصل العمل مع شركائنا في الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في الجهود الجارية لتحقيق السلام.

ورفض بايدن فكرة أن توفر القوات الأمريكية الضغط اللازم من أجل تحقيق السلام، قائلاً «منحنا هذه الفكرة عقداً من الزمان ولم تثبت فاعليتها».

وأضاف «ينبغي ألا تُستخدم القوات الأمريكية ورقة مساومة بين الأطراف المتحاربة في دول أخرى».

الإرهاب

وذكر أيضاً أن تهديد الإرهاب ليس قاصراً على بلد واحد وإن من غير المجدي ترك القوات الأمريكية في أرض خارجية واحدة بكلفة مالية كبيرة.

ولدى زيارته مقبرة أرلينجتون الوطنية لاحقاً، قال بايدن إن قرار سحب القوات لم يكن صعباً.

وأضاف «بالنسبة لي كان الأمر واضحاً تماماً».

وفي أفغانستان، قال مسؤولون في العاصمة كابول إنهم سيواصلون المشاركة في محادثات السلام وإن قواتهم ستدافع عن البلاد.

ويعد السناتور الجمهوري ليندسي جراهام من أشد المنتقدين لبايدن، وقال إن سحب القوات ستكون له نتائج عكسية بإطالة أمد الصراع ومن المحتمل أن يبعث الحياة من جديد في تنظيم القاعدة.

وأضاف «ما الذي سنخسره بالانسحاب؟ سنخسر بوليصة التأمين تلك ضد 11 سبتمبر أخرى».

لكنّ المعارضين للتورط العسكري الأمريكي يقولون إن من الواضح أنه فشل في دفع طالبان إلى إنهاء الصراع بالشروط الأمريكية. ويلقي بعض الخبراء باللائمة على الفساد المستشري في أفغانستان وتمتع حركة طالبان بملاذ آمن عبر الحدود في باكستان والأهداف المفرطة الطموح المتعلقة بتدريب قوات الأمن الأفغانية.

وانتقد بايدن التطلعات الأمريكية في الماضي بتحقيق قدر من الوحدة للأفغان، وهو هدف تحدى دروس التاريخ على مدى قرون، وقال «لم يتحقق قط».