الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«عودة الإرهاب».. هاجس يؤرق واشنطن بعد الانسحاب من أفغانستان

«عودة الإرهاب».. هاجس يؤرق واشنطن بعد الانسحاب من أفغانستان

تدخلت الولايات المتحدة في أفغانستان غداة اعتداءات 11 سبتمبر 2001.(أ ف ب)

يسابق الجيش الأمريكي الزمن وكذلك وكالات المخابرات، للانتهاء من الخطط الرامية لمواجهة الجماعات الإرهابية في أفغانستان، بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، سحب القوات الأمريكية من أفغانستان 11 سبتمبر المقبل، إلا أن المسؤولين الحاليين والسابقين حذروا من صعوبة التعامل مع تلك المخاطر على الأمن القومي الأمريكي.

وذكر تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن بايدن قد أعلن أن بلاده ستعيد نشر المعدات والأفراد بمجرد سحب البنتاغون للقوات من أفغانستان، قائلاً: «لن تغفل أعيننا عن مخاطر الإرهاب».

ونقلت الصحيفة عن كبار مساعدي بايدن قولهم إن خطوة الانسحاب جاءت رغم التحذيرات من قادة الجيش والمخابرات، من أن الانسحاب قد يعطي الفرصة لتنظيم القاعدة الإرهابي للعودة للتماسك مجدداً، ولكن الانسحاب كان ضرورياً تنفيذاً للاتفاق الذي وقعته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب مع حركة طالبان، كما أن الانسحاب يسمح لأمريكا بالتركيز على التحديات الأكثر أهمية، مثل تنامي القوة العسكرية الصينية.

وأشار التقرير إلى أن بعض المسؤولين حذروا من أن ذلك الانسحاب، وفي ظل هشاشة محادثات السلام ما بين طالبان والحكومة الأفغانية، يمكن أن يكون له تأثير خطير، إذا لم يكن هناك مجموعة من القواعد العسكرية وترسانات الأسلحة والطائرات، وشبكة من المصادر البشرية تمت إقامتها عبر عقدين من الوجود الأمريكي بأفغانستان.

ونقل التقرير عن أكبر مسؤولة بإدارة ترامب عن شؤون أفغانستان وباكستان ليزا كيرتس قولها: «الضعف الشديد لتنظيم القاعدة حالياً، يرجع إلى أننا مارسنا ضغوطاً عليهم، وجعلنا من الصعب عليهم أن يعيدوا توحيد صفوفهم، وبدون أن يكون هناك وجود أمريكي سيكون لديهم الحرية لفعل ذلك».

ويأتي تحذيرها تكراراً لما حذر منه مدير المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ويليام بيرنز لأعضاء الكونغرس خلال الأسبوع الماضي من أن سحب القوات الأمريكية سيقوض القدرات الأمريكية لرصد مخاطر المتطرفين وتنظيم داعش الإرهابي، والتعامل معهم، قائلاً: «سيكون هناك خطر كبير بمجرد انسحاب القوات الأمريكية وقوات التحالف».

وذكر التقرير أن قادة البنتاغون قالوا إن الخطط الأولية لإعادة نشر القوات، والتي تم وضعها خلال مراجعة السياسات، بعد تولي بايدن منصبه، وبعد المناقشات حول الخيارات التي يمكن أن تتبناها واشنطن تجاه أفغانستان، ستتم مراجعتها وتقديمها لوزير الدفاع لويد أوستن للموافقة عليها.

ونقل التقرير عن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي قوله: «نعمل على تحديد شكل العلاقة ما بين أمريكا وأفغانستان في المستقبل، لن يشمل ذلك وجوداً عسكرياً أمريكياً، باستثناء عناصر من قوات المارينز لحماية وتأمين السفارة الأمريكية».

واعتبر التقرير أن من أهم التحديات بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، هو كيفية مراقبة الجماعات المتطرفة، وربما شن هجمات عليها، خاصة أنها دولة غير ساحلية، وبعيدة عن أي قاعدة أمريكية كبيرة.

وقال مسؤولون حاليون وسابقون إن التقدم الكبير في تكنولوجيا المراقبة والذي لم يكن موجوداً قبل الغزو الأمريكي لأفغانستان، في عام 2001، سيسهل من الأمور الآن.

وقال مسؤول عسكري سابق: «شن الغارات سيكون صعباً لعدم وجود فرق العمليات الخاصة على الأرض، تستطيع تنفيذ الغارات ضد قادة الجماعات المسلحة، وليس معروفاً بعد هل سيقدم بايدن على ما قام به الرؤساء السابقون من إعداد قوة صغيرة تكون تحت سلطة السفارة أو المخابرات».

ولفت التقرير إلى تجربة الانسحاب الأمريكي من العراق في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما في عام 2011، حينما أبقى قوة مؤلفة من حوالي 20 جندياً من القوات الخاصة تعمل تحت سلطة السفارة وتقدم المشورة لقيادة قوات مكافحة الإرهاب العراقية، التي أسستها أمريكا بعد الغزو في عام 2003.