الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

عدم مساواة ودخل أقل.. الأسر البريطانية أكثر تضرراً بالأزمات من الأوروبية

عدم مساواة ودخل أقل.. الأسر البريطانية أكثر تضرراً بالأزمات من الأوروبية

مستويات دعم الرعاية الاجتماعية في بريطانيا، ضعيفة جداً مقارنةً بالدول الأوروبية.(أ ف ب)

خلصت نتائج دراسة جديدة أجرتها مؤسسة Resolution Foundation البريطانية، إلى أن الأسرة البريطانية عانت بسبب جائحة كورونا أكثر من الأوروبية بسبب تزايد عدم المساواة.

وأشارت الدراسة التي نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية اليوم الأحد إلى أن جائحة كورونا أدت إلى غرق الأسر البريطانية بالديون، وانخفاض مدخراتهم، وذلك بسبب ضعف نظام الرعاية الاجتماعية مقارنة بفرنسا وألمانيا، إضافة إلى عدم المساواة الذي أدى إلى زيادة تأثير الأزمة.

وبحسب الدراسة، أدت المستويات المرتفعة من عدم المساواة في الدخل إلى زيادة الأعباء المالية للأسر الفقيرة مع انتشار الوباء.


ويعتبر البعض أن هيكل الاقتصاد البريطاني، وعدم المساواة في الدخل، السبب في الخسائر الفادحة التي تسبب بها الوباء في بريطانيا.


وتواصل السلطات الصحية بإطلاق تحذيراتها من أن حالات الإصابة بالفيروس لا تزال عالية في المناطق التي يعمل فيها العديد من الأشخاص بأجر منخفض، والذين لا يمكنهم العمل من المنزل.

وساعدت عمليات التوظيف المرتفعة في بريطانيا، على تمويل الأسر في الفترة التي سبقت الوباء العام الماضي، حيث بلغ معدل التوظيف بين هذه الأسر 75%، وهي نسبة أعلى بكثير من تلك الموجودة في ألمانيا وفرنسا والتي تعادل 66%.

وبحسب الدراسة، فإنه على الرغم من هذه النسبة المرتفعة، كان الأجر النموذجي للساعة في بريطانيا 11.20 جنيه استرليني، وهو أقل بكثير من ألمانيا (12.33 جنيه استرليني) وفرنسا (13.89 جنيه استرليني).

كما وجدت الدراسة أن مستويات دعم الرعاية الاجتماعية في بريطانيا، ضعيفة جداً مقارنةً بالدول الأوروبية الأخرى، ما يؤكد أهمية حماية الوظائف من خلال خطة حكومية طارئة كان قد تم إطلاقها العام الماضي.

وبشكل عام وجدت الدراسة أن الجمع بين الدخل المنخفض في المستوى الأدنى من البريطانيين، والمستويات المنخفضة نسبياً للمدخرات الخاصة، وشبكة الضمان الاجتماعي الأقل سخاءً، يجعل الأسر البريطانية معرضة للصدمات الاقتصادية كأزمة الوباء أكثر من غيرها.

وقال دان توملينسون، كبير الاقتصاديين في المؤسسة التي أجرت البحث: «الدخل النموذجي للأسر التي تعيش في جميع أنحاء المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا متشابه إلى حد كبير. لكن أنماط الادخار والإنفاق لديهم مختلفة تماماً - وهذا يعني أن الأسر في المملكة المتحدة على وجه الخصوص دخلت في أزمة Covid-19 بأمن مالي أقل بكثير من نظيراتها الأوروبية».

وأضاف: «المستويات المرتفعة من عدم المساواة في المملكة المتحدة تعني أن عائلاتنا ذات الدخل المنخفض أفقر، ولديها مدخرات أقل، ومن المرجح أن تكون لديها ديون مالية. وعلى الرغم من أن الأسر البريطانية لديها ثروة سكنية أكبر ومن المرجح أن تعمل أكثر من الأسر في فرنسا، فإن مستوى الدعم المتاح إذا فقدوا وظائفهم يكون أضعف بكثير».