الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

بدوافع سياسية.. ماكرون يلحق الضرر بالسياحة الفرنسية

بدوافع سياسية.. ماكرون يلحق الضرر بالسياحة الفرنسية

إيمانويل ماكرون - EPA.

أثارت قرارات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غضب العديد من الخبراء السياحيين وذلك بعدما لمح إلى أنه لن يسمح للبريطانيين الذين تلقوا اللقاح بزيارة فرنسا هذا الصيف، وسط تصاعد الخلاف بشأن تسليم اللقاحات، في خطوة وصفها البعض بأنها غير منطقية وغبية اقتصادياً.

وقال ماكرون أمس، إن الأمريكيين والأوروبيين سيكون بإمكانهم السفر إلى فرنسا في حال تلقوا اللقاح، أو كان لديهم نتيجة اختبار كوفيد-19 سلبية، ولم يذكر ما إذا كان سيتم إدراج البريطانيين في نظام جواز سفر فيروس كورونا الأوروبي.

ووفقاً لصحيفة الديلي ميل البريطانية، انتقد مسؤولو السفر خطوة ماكرون، واعتبروا أنها مخيبة للآمال بشكل لا يصدق، وأنه من غير المنطقي عدم السماح للبريطانيين الملقحين بزيارة فرنسا.

وتلقى أكثر من 60% من سكان بريطانيا الجرعة الأولى من اللقاح، وتلقى 10 ملايين شخص جرعات ثانية، بينما تعمل دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، على مواكبة المعدل السريع لبريطانيا.

دوافع سياسية

وقال الدكتور ستيفن فرويدمان رئيس معهد السفر والسياحة والرئيس السابق للتحالف الدولي للسياحة، إن تصريحات ماكرون جاءت بدوافع سياسية، ولا تسترشد بالواقع العلمي.

وأوضح أيضاً أن السياح البريطانيين نعمة كبيرة للاقتصاد الفرنسي، حيث أظهرت الإحصاءات أنهم أنفقوا أكثر من 5 مليارات جنيه استرليني أثناء زيارتهم لفرنسا خلال عام 2017.

وبحسب التحالف الدولي للسياحة، فإن بريطانيا هي أكبر سوق مصدر للسياحة في فرنسا، مع أكثر من 13 مليون زائر سنوياً، وأنه باعتبارها بلداً يمتلك أعلى معدلات التطعيم في العالم، فإن تمكين السفر من بريطانيا يجب أن يكون بمثابة أولوية لصناعة السياحة الفرنسية.

وقال الدكتور فرويدمان: "الأمر سيكون مخيباً للآمال بشكل لا يصدق بالنسبة للسياح البريطانيين وشركات السفر في حال اختار ماكرون فتح بلاده للأمريكيين والأوروبيين فقط.

وأضاف: “فعلياً يمثل السياح الأمريكيون عدداً صغيراً، مقارنة بالعدد الهائل للسياح البريطانيين الذين يقضون عطلاتهم في فرنسا كل عام، ولكن بات من الواضح أن هناك أولويات أخرى على جدول الأعمال السياسي لماكرون".

وتابع: «لا يسعني سوى أن أعتقد أنه سيكون من الغباء الاقتصادي فعل ذلك، السياحة البريطانية نعمة للاقتصاد الفرنسي، فرنسا هي الوجهة الأولى في أوروبا لقضاء عطلات البريطانيين».

وقال أيضاً: «إذا لم يتمكن البريطانيون من الذهاب إلى فرنسا هذا الصيف فسيذهبون إلى مكان آخر حيث رحبت بهم العديد من الدول، وستكون هذه خسارة كبيرة لفرنسا».

وتصاعدت التوترات مؤخراً بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشأن تأخير تسليم جرعات اللقاحات، فيما هدد الاتحاد الأوروبي بمنع صادرات اللقاحات البريطانية.

واتهمت فرنسا المملكة المتحدة بـ«الابتزاز» بشأن كيفية تعاملها مع صادرات لقاحات فيروس كورونا، وسط استمرار التوترات بشأن سلاسل التوريد.