الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بايدن يستضيف قمة عالمية للمناخ وسط تحديات عديدة وآمال بخفض كبير للانبعاثات

بايدن يستضيف قمة عالمية للمناخ وسط تحديات عديدة وآمال بخفض كبير للانبعاثات

بايدن يستضيف القمة الافتراضية بمشاركة حوالي 40 من زعماء العالم. (رويترز)

يستضيف الرئيس الأمريكي بعد غد الخميس، قمة المناخ، بالتزامن مع «يوم الأرض»، بحضور نحو 40 من قادة دول العالم، بشكل افتراضي عبر الإنترنت في خطوة تسعى الولايات المتحدة من خلالها إلى تأكيد استعادتها القيادة للجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي.

تستمر القمة يومين، وتتضمن جلساتها بعض الكلمات والعروض العلمية، وجلسات افتراضية مصغرة، وستتناول الاختراعات التكنولوجية، وخلق فرص العمل، والطرق اللازمة على المدى البعيد لإبطاء التغييرات المناخية.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن القمة ستعيد أمريكا إلى قيادة الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي، بعد تقليص إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب للمخصصات في هذا المجال، كما يسعى بايدن إلى استغلال القمة للتأكيد على أن أمريكا عادت إلى صدارة الشؤون العالمية، في البيئة وحقوق الإنسان، والأمن العالمي.

بايدن والتغير المناخي

وذكر التقرير أنه ما زال من غير الواضح، إذا ما كانت الدول ستسير خلف جهود بايدن وتعهداته بخفض الانبعاثات بشكل كبير، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية واللوجيستية المرتبطة بذلك، ما يجعل القمة محفوفة بالمخاطر السياسية والدبلوماسية.

ولفت التقرير إلى أن بايدن انضم مجدداً لاتفاقية باريس للمناخ، بعد انسحاب ترامب منها، كما أصدر عدة أوامر تنفيذية لعكس ما أصدره ترامب بالنسبة للبيئة والمناخ.

ونقل التقرير عن المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي قولها "أراد الرئيس عقد القمة في وقت مبكر من رئاسته، للتأكيد على التنسيق القوي مع الأطراف الرئيسية في المجتمع الدولي على أعلى المستويات الحكومية، وخاصة أن أمريكا واحدة من أكبر الدول المسببة للانبعاثات، وكذلك عدد من الدول التي ستحضر القمة.





تحديات قمة المناخ

واعتبر التقرير أن طريق بايدن لقمة المناخ ليس مفروشاً بالورود، حيث يحاول قيادة بلاده والتعافي من جائحة كورونا، بالإضافة إلى الخلافات مع زعيمي روسيا والصين، كما يواجه بايدن تحدي التوقعات المرتفعة لحلفائه، وخاصة الأوروبيين، والذين تساورهم الشكوك في التزامات واشنطن طويلة الأمد، في ظل التقلب في السياسات الأمريكية مع تغير ساكن البيت الأبيض، خاصة أن القمة ستناقش خفض زيادة درجات الحرارة بسبب التغير المناخي، خلال العقد الحالي، وهي فترة أطول من فترة ولاية بايدن.

ونقل التقرير عن عميدة كلية فلوتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس الأمريكية راشيل كايت قولها «شعر باقي العالم بالارتياح، بعدما أعاد بايدن أمريكا لاتفاقية باريس للمناخ، لكنهم يدركون أن النظام السياسي الأمريكي يجعل من الممكن أن تغادر واشنطن الاتفاقية مجدداً، ولن تكون للقمة أهمية كبيرة إلا إذا قدم بايدن تعهدات طموحة بدرجة كافية، وهو الأمر الوحيد الذي سيعطي لإدارته مصداقية للمضي في حث الدول ذات الاقتصادات الكبيرة للقيام بخطوات مماثلة، قبيل مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في الخريف المقبل في اسكتلندا».

وأوضح التقرير أن خطة بايدن الطموحة الرامية لخفض الانبعاثات الأمريكية بنحو 50% بنهاية العقد الحالي، يمكن أن تعطيه وحلفاءه الأوروبيين، دفعة لممارسة ضغوط أكبر على الدول الكبرى الأخرى، مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل، فبينما تعد أمريكا هي ثاني دولة على مستوى العالم في حجم الانبعاثات، إلا أن 85% من الانبعاثات العالمية تأتي من دول أخرى، ويأمل مساعدو بايدن أن تقدم دول العالم الأخرى على خطوات مشابهة لما سيتعهد به بايدن، لكن من غير الواضح إذا ما كان ذلك سيحدث أم لا.

تدهور أوضاع المناخ

وتأتي القمة بعد صدور تقرير للأمم المتحدة حول التغير المناخي، أمس الاثنين، وصف الوضع الحالي بأنه تدهور كبير، لأوضاع التغير المناخي، مشيرا إلى أن جائحة كورونا لم تؤدِّ إلا للقليل في مجال إبطاء ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه سيطالب دول العالم بالاقتداء بتعهدات أمريكا، وسيطالبهم بخفض الانبعاثات بنسبة 45% بحلول 2030 قائلاً إن «المناخ يتغير، وتأثيراته لها كلفة كبيرة على الناس وعلى كوكب الأرض».

ونقل التقرير عن أكبر مسؤول أوروبي في ملف المناخ، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، فرانس تيمرمانز قوله عندما جاء المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري إلى بروكسل الشهر الماضي إن دول الاتحاد الأوروبي «ستبذل جهداً من أجل إقناع الدول الكبيرة الأخرى للإقدام على نفس الخطوات، لكنني مقتنع أن أمريكا وأوروبا يعملون معاً، وعلينا أن نتأكد أننا سنسلم أبناءنا مناخاً يستطيعون الحياة فيه».