الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

لقاح كورونا.. سباق عالمي لتشجيع حملات التطعيم

أصبح اللقاح يمثل طوق النجاة لشعوب العالم من جائحة كورونا، وإن كانت حملات التطعيم في بعض الدول تعاني من محاولات نشر معلومات مغلوطة لإثارة المخاوف والشكوك. وسعى العديد من الزعماء وكبار المسؤولين في مختلف أنحاء العالم إلى قطع الشك باليقين بأخذ اللقاح أمام عدسات الكاميرات لطمأنة الجمهور إلى سلامة اللقاحات وتشجيعهم على التطعيم. وأخذت الحكومات جهود التشجيع إلى مرحلة جديدة باتخاذ إجراءات تكافئ من يتعاطون اللقاحات وتحث الآخرين على الانضمام اليهم حفاظاً على سلامة المجتمع.

وتنوعت هذه الإجراءات من مبادرات التشجيع على أخذ اللقاح، إلى إصدار ترتيبات قانونية تمنع غير الملقحين من ممارسة بعض الأنشطة والحد من إمكانية تحركهم محلياً ودولياً.

وفي الإمارات، تدرس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث اتخاذ إجراءات مشددة لتقييد حركة غير المطعمين، تشمل عدم السماح لهم بدخول بعض الأماكن والحصول على بعض الخدمات، بهدف ضمان صحة وسلامة الجميع.

وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة الدكتور سيف الظاهري «نتحمل اليوم جميعاً مسؤوليتنا تجاه المجتمع، ودورنا في الحفاظ على صحته وسلامته، ودعم الجهود الوطنية التي ترمي للمضي قدماً نحو مرحلة التعافي والعودة من جديد للحياة الطبيعة وممارسة أنشطتنا كما كنا في السابق».

ولفت الظاهري إلى أن «تردد أي شخص في أخذ اللقاح يقف عائقاً أمام ما نصبو إليه، ويعرّض الأهل والأقارب والمحبين والمجتمع للخطر، إذ إن التطعيم سيسهم في تحصين وحماية هذا المجتمع من هذا الوباء».

ونجحت الحملة الوطنية للقاح في الإمارات في تقديم التطعيم إلى نسبة 65.54% من إجمالي الفئة المؤهلة، ونسبة 74.63% لمن هم فوق 60 عاماً.

مناسك العمرة

وفي المملكة العربية السعودية، أعلنت السلطات السعودية مطلع أبريل الجاري أنها ستسمح فقط للأشخاص الذين تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا بأداء مناسك العمرة والصلاة في المسجد الحرام في مكة المكرمة خلال شهر رمضان.

وقالت وزارة الحج والعمرة في بيان إن منح تصاريح أداء مناسك العمرة والصلوات في المسجد الحرام في مكة، وكذلك زيارة المسجد النبوي في المدينة المنورة، سيكون «بدءاً من 1 رمضان للأشخاص المحصنين».

وأوضحت أن التصاريح تُمنح لكل شخص «محصّن حاصل على جرعتين من لقاح فيروس كورونا، أو محصّن أمضى 14 يوماً بعد تلقيه الجرعة الأولى من اللقاح، أو محصن متعافٍ من الإصابة».

مبادرات عربية

وفي شهر فبراير الماضي، أطلقت البحرين جواز سفر رقمياً لكل من تلقى التطعيم، لتصبح بذلك واحدة من أوائل الدول التي تتخذ هذه الخطوة، حيث يعرض تطبيق «بي أوير» البحريني علامة خضراء بجانب شهادة رسمية تبين اسم الشخص الذي تلقى التطعيم وتاريخ ميلاده وجنسيته واللقاح الذي حصل عليه.

وفي العراق، كشف وزير الصحة حسن التميمي مؤخراً عن توجُّهٍ لمنح جواز سفر خاص للمواطنين الذين تلقوا جرعات لقاح مضاد لفيروس كورونا الراغبين بالسفر إلى أيّ دولةٍ أخرى.

جوازات أوروبية

وفي أوروبا، أعطى الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر لـ«جوازات التطعيم»، حيث رحب مفوض الشؤون العدلية والقانونية في الاتحاد، ديديه رايندرس الأسبوع الماضي، باتفاق سفراء الدول الـ27 الأعضاء على خطة لاعتماد «جوازات السفر الخضراء».

وستقدم هذه الشهادة الخضراء دليلاً على عدم نقل حاملها للعدوى أو على الأقل أن ذلك مستبعد، لأنه إما قد حصل على اللقاح ضد كوفيد-19 أو تلقى نتيجة اختبار سلبية أو تعافى من المرض.

وتلتزم كل دولة من الدول الـ27 بالاعتراف بالشهادات الصادرة عن جميع دول الاتحاد التي تمنحها لمواطنيها، وفقاً لموقع «دويتشه فيله» الألماني.

وتشدد الخطة على أن هذه الوثيقة ليست شرطاً لعبور الحدود وإنما فقط تسهل التنقل وتعفي حامليها من بعض الإجراءات. ويستمر اعتماد هذه الوثائق إلى حين انتهاء الوباء.

ويجب الآن إرسال مقترح التشريع المتفق عليه إلى البرلمان الأوروبي، فيما ينتظر أن يبدأ استخدام «جواز السفر الأخضر» أو شهادات التطعيم، اعتباراً من الصيف.

بدوره، دعا المستشار النمساوي سيبستيان كورتس إلى اعتماد شهادة تسمح بالسفر ودخول المطاعم للملقحين أو الأشخاص الذين لديهم «مناعة» بعد إصابتهم بالفيروس.

دعم شعبي

وفي الولايات المتحدة، حصل الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات على بطاقات إما ورقية وإما رقمية في بعض الولايات كدليل على تلقيهم اللقاح وتقديمه لمن يهمه الأمر لتسهيل حياتهم اليومية.

وتستعين السلطات الرسمية والشركات التجارية لتحقيق هذا الهدف بوسائل عدة من إعلانات رؤساء أمريكا إلى توزيع حلوى الدونات مجاناً. وبلغت حملة تشجيع الأمريكيين على تلقي اللقاح ذروتها في مارس الماضي، مع بث إعلانات لمجلس الدعاية والإعلان الأمريكي يظهر فيها رؤساء الولايات المتحدة السابقون باراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون وجيمي كارتر مع زوجاتهم وهم يتلقون لقاحات ضد كورونا.

وفي اشارة إلى سور الصين العظيم أحد عجائب الدنيا السبع، تبنت حملات تشجيع المواطنين في الصين على التطعيم باللقاح شعار "بالتطعيم في وقته نبني معا سور المناعة العظيم".

وفي بريطانيا، أشار موقع «بي بي سي» إلى أن استطلاعاً للرأي شمل 8000 شخص بالغ في المملكة المتحدة أظهر أن هناك دعماً جماهيرياً قوياً لاستخدام «جواز كورونا» في الأماكن العامة، حيث دعم أكثر من 78% من الذين شملهم الاستطلاع استخدام بطاقة الخلو من كوفيد للسفر إلى الخارج ولزيارة الأقارب في دور الرعاية.

كما بين الاستطلاع أن 74% يدعمون استخدام البطاقة عند زيارة أقاربهم في المستشفيات، بينما دعم 68% استخدامها لحضور العروض المسرحية أو زيارة قاعات الفعاليات الموسيقية.

وأشار الموقع إلى أن إنجلترا، تشهد تطوير برنامج «شهادة كوفيد» لتمكين السكان من تنظيم الحفلات الموسيقية والمباريات الرياضية.