الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

وول ستريت جورنال: الأولويات المحلية توجه بوصلة بايدن في الملفات الخارجية

وول ستريت جورنال: الأولويات المحلية توجه بوصلة بايدن في الملفات الخارجية

جو بايدن - أب.

غير الرئيس الأمريكي جو بايدن اتجاه السياسة الخارجية للولايات المتحدة بعد 100 يوم من دخوله للبيت الأبيض، إلا أنه اتبع نهج الابتعاد عن أي مبادرات جديدة أو كبيرة، كما تجنب المواجهة المباشرة مع الخصوم، وسعى إلى التركيز على التحديات الداخلية.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، السبت، إن بايدن ماضٍ ليفي بوعوده الانتخابية بسرعة لدعم التحالفات الأمريكية، ولا سيما في شرق آسيا حيث يلوح التحدي الصيني في الأفق.

وأضافت الصحيفة أن من ضمن الإنجازات التي قام بها بايدن أيضاً العودة للانضمام إلى الاتفاقيات الدولية، كاتفاقية باريس للمناخ، كما أنه سعى إلى تنشيط القيادة الأمريكية في مجال حقوق الإنسان.

وقال مسؤولون ومحللون في مجال السياسية الخارجية للصحيفة إن بايدن أعطى الأولوية والتركيز الأساسي للأزمات والشؤون الداخلية، كجائحة وباء كورونا، والاقتصاد الأمريكي، ومشروع تطوير البنية التحتية بقيمة تريليوني دولار.

وقال جوزيف جوفي الكاتب في صحيفة دي تسايت الأسبوعية الألمانية، والزميل بجامعة ستانفورد، إن روسيا والصين والشرق الأوسط وإيران تقوم جميعها باختبار بايدن في وقت واحد.

وأضاف: «سياسة بايدن الخارجية في الثلاثة أشهر الماضية لا تزال في وضع تجريبي، ومن الناحية الخطابية تقوم إدارة بايدن بإصدار جميع الملاحظات الصحيحة من ناحية الرد على روسيا والصين واتخاذ التحركات الصحيحة المؤيدة للتحالف في أوروبا وشرق آسيا».

مزج بين سياسة سلفيه

ويضع مسؤولو إدارة بايدن وجهة نظرهم الاستراتيجية على أنها مزج بين تركيز إدارة أوباما على التهديدات العابرة للحدود وتركيز إدارة ترامب على المنافسين العالميين مثل الصين وروسيا.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحيفة: «من وجهة نظرنا أنه ليس لدينا ترف كبير للاختيار بين تلك التحديات، منذ البداية كان واضحاً أننا نواجه تحديات مع روسيا والصين، وفي الوقت نفسه نواجه تحديات عابرة للحدود بما في ذلك تغيير المناخ ووباء كورونا والثورة التكنولوجية».

وأشارت الصحيفة إلى أن الفارق الأكبر بين بايدن وأسلافه حتى الآن هو قراره الذي تجاوز به المستشارين العسكريين، بسحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان خلال فترة وجوده في منصبه.

وفي الشهر الماضي أعلن بايدن أن القوات ستعود إلى الوطن بحلول 11 سبتمبر، وسط تحذيرات مسؤولين أمريكيين من المخاطر التي قد تنطوي على هذه الخطوة.

ومن المرجح أن يأتي الاختبار الأكثر صرامة لبايدن وفريقه من بكين التي أوضح قادتها أنهم يرون الآن الصين تتساوى مع الولايات المتحدة على المسرح العالمي.

ولم تتوانَ الصين في أول اجتماع لها مع الإدارة الأمريكية الجديدة في مارس الماضي، عن توجيه النقد اللاذع للمشكلات الداخلية الأمريكية، رداً على انتقاد أمريكا أفعال الصين في هونغ كونغ وضد أقلية الأويغور.

ويقول بعض المراقبين إن ما تغير ليس العلاقة بين أمريكا والصين التي توترت العلاقة بينهما في السنوات الأخيرة، إنما تغير الرجل الذي داخل البيت الأبيض.

وقال أحد مسؤولي الإدارة إن الرئيس السابق دونالد ترامب، كان لا يمكن التنبؤ بتصرفاته لدرجة أن الصينيين كانوا أكثر حرصاً على عدم إثارة المشكلات، وإنهم ما زالوا يختبرون الوضع مع بايدن لمعرفة ما يمكنهم القيام به.

ودافع الحزبان السياسيان الديمقراطي والجمهوري، عن قرار العقوبات على الصين بسبب الإجراءات الصارمة التي شنتها الصين في هونغ كونغ ومقاطعة شينغيانغ، كما أن بايدن حافظ على التعريفات التجارية والضوابط التكنولوجية التي فرضها ترامب، كما أعطى بايدن الأولوية للتحالفات.

ومن بين القمم الرقمية التي عقدها، كان لقاء رباعي ضم كلاً من أستراليا والهند واليابان، وهو تحالف رباعي لمواجهة نفوذ الصين المتزايد في آسيا، كما أرسل وزير الخارجية أنتوني بلينكين، ووزير الدفاع لويد أوستن إلى سيئول وطوكيو، وكان رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا، أول زعيم أجنبي يزور بايدن في البيت الأبيض.

روسيا

وتطرقت الصحيفة إلى المواجهة الأمريكية الروسية التي تعتبر أيضاً اختباراً لبايدن، وقامت روسيا مؤخراً بحشد قواتها العسكرية على طول حدودها مع أوكرانيا.

وقالت الصحيفة إن سياسة بايدن تجاه موسكو حتى الآن لا تزال متوازنة، وفرضت أمريكا عقوبات رداً على الاختراقات السيبرانية التي يلقي المسؤولون الأمريكيون مسؤوليتها على أجهزة المخابرات الروسية، وحذر الكرملين بشأن معاملة المعارض أليكسي نافالني، كما وافق على تمديد اتفاق ستارت الجديد للأسلحة النووية، واقترح عقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وحتى الآن لم يقم بايدن بأي مهمة خارجية، وألقى عدداً قليلاً جداً من خطابات السياسية الخارجية.

وقال آرون ديفيد ميللر، الخبير حاليا بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، والذي عمل مع وزراء خارجية جمهوريين وديمقراطيين: «لم أرَ إدارة تتعامل مع السياسة الخارجية بأجندة محلية وبالعوامل التي تقود تلك الأجندة».

وأضاف: «تحرك بايدن بحذر بشأن المحادثات النووية ومع كوريا الشمالية، وعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، ولم يظهر أي رغبة في المشاركة بشكل أعمق في صراعات الشرق الأوسط واليمن وسوريا وليبيا ويحاول طي الصفحة في أفغانستان وهي خطوة ستحظى بشعبية في الداخل».