الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

بعد براءات الاختراع.. هذا هو التحدي الكبير لتطعيم البشرية ضد كورونا

بعد براءات الاختراع.. هذا هو التحدي الكبير لتطعيم البشرية ضد كورونا

طوابير تلقي اللقاح في سيريلانكا.(أ ف ب)

تعد خطوة الرئيس الأمريكي جو بايدن للتنازل عن حماية براءات الاختراع، الخاصة بالأدوية واللقاحات الأمريكية ضد فيروس كورونا، خطوة هامة على طريق تطعيم البشرية ضد الجائحة، خاصة وأن شركات الأدوية حققت أرباحاً بمليارات الدولارات، بحسب تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.

تجربة أدوية الإيدز

وأوضح التقرير أن خطوة بايدن أعادت التذكير بخطوة مماثلة قام بها الرئيس السابق بيل كلينتون، لمواجهة مرض نقص المناعة البشرية «الإيدز»، حيث شهدت السنوات التي أعقبت عام 1996، اتخاذ مجموعة من شركات الأدوية، خطوات لمشاركة أدويتهم الخاصة لعلاج الإيدز وتصنيعها، وكان ذلك التعاون نقطة تحول كبيرة في علاجه بعدما كان جائحة، حيث أدركت الشركات أن أي دواء لا يستطيع بمفرده أن يكون فعالاً في علاجه، وإذا تم اللجوء إلى 3- 4 أدوية، تنتجها شركات متنافسة، فإن النتيجة كانت قوية للغاية، ونجا المرضى من شبح الموت.

وأضاف التقرير أن الأدوية ضد الإيدز التي توفرت في الدول الغنية، لم تتوفر للملايين من المرضي بالدول الفقيرة، في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية، وغيرها من الدول، ولذا اندلعت معركة ما بين شركات الأدوية المتمسكة ببراءات الاختراع، وما بين النشطاء المطالبين بتوفير الأدوية، حتى تدخل كلينتون عام 2002، ونجح في السماح لشركات التصنيع الدوائية في الهند بإنتاج الأدوية، مما قلل من تكلفتها السنوية من أكثر من 10 آلاف دولار، إلى 100 دولار فقط.

وأكد التقرير أن هذه التجربة أدت إلى تحسين قوة علاج الأدوية، وقللت من الآثار الجانبية لها، كما أدت لإنتاج أدوية جديدة تستطيع الوقاية من العدوى بالمرض.

لقاحات كورونا وأرباح ضخمة

ولفت التقرير إلى أن الشركات المنتجة للقاحات ضد كورونا حققت أرباحاً بالمليارات، حيث أعلنت شركة فايزر الأسبوع الجاري أرباحاً بقيمة 3.5 مليار دولار، خلال الربع الأول من العام الحالي، من لقاحها ضد كورونا، كما حققت شركة موديرنا أرباحا بقيمة 1.73 مليار دولار، متوقعة أرباحاً بقيمة 20 ملياراً خلال العام الحالي، كما أنه من المتوقع أن تجني لقاحات أسترازينيكا وجونسون أند جونسون أرباحاً بالمليارات، خلال العام الحالي، ويتوقع أيضاً أن يحقق لقاح سينوفارم الصيني، واللقاح الروسي أرباحاً كبيرة، اقتصادياً وسياسياً، خلال العام الحالي، بل إن شركة نوفافاكس التي تنتج بروتيناً مضاداً لكورونا لم يتم الانتهاء منه حتى الآن، يتوقع أيضاً أن تحقق أرباحاً خلال أواخر العام الحالي.

وذكر التقرير أنه رغم الأنباء عن التنازل عن براءات الاختراع للقاحات ضد كورونا، إلا أن تلك الشركات، بالإضافة إلى شركات أخرى، ما زالت تعمل في خطط البحث والتطوير، لإيجاد أشكال جديدة من اللقاحات، يمكنها أن تبقى صالحة في درجة حرارة الغرفة العادية، ولا تحتاج إلى درجات الحرارة الباردة لتخزينها، ويمكن تقديمها عن طريق لصقات على الجلد، أو عن طريق الشرب، أو عن طريق «بخات» عبر الأنف.

التنازل عن براءات الاختراع

وتطرق التقرير إلى احتمالية إقدام الدول الغنية المنتجة للقاحات كورونا، على تكرار خطوة بايدن بالتنازل عن براءات اختراع اللقاح، خاصة وأن تلك الدول يتعين عليها فعل ذلك أيضاً من خلال منظمة التجارة العالمية، والتي أعلنت مديرتها الجديدة النيجيرية نغوزي أوكونجو إيويلا في أول أيامها بمنصبها، أن على رأس أولوياتها، التعامل مع اللقاحات الخاصة بكورونا، في ظل الاتفاقية حول الجوانب التجارية لحقوق الملكية الفكرية (تريبس).

ضخامة الطلبات على اللقاحات

وذكر التقرير أن التحدي الكبير المقبل يتمثل في ضخامة حجم الطلبات على اللقاحات، حيث يشتكى مدير معهد سيروم الهندي أكبر المنتجين للقاحات، أدار بووناوالا من أنهم غارقون من كثرة الطلبات لإنتاج لقاح أسترازينيكا وغيره من اللقاحات.

وأضاف التقرير أن تلك المشكلة قد تكون هي المشكلة الأبرز على طريق توفير اللقاحات، حتى ولو تم تجاوز مشكلة حقوق براءات اختراع اللقاحات، وهو الأمر الذي يحتاج إلى قدر كبير من التنسيق العالمي، لتوفير حوالي 7.8 مليار جرعة من اللقاحات لسكان المعمورة.