الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

واشنطن بوست: الوباء فرصة لعودة أمريكا للريادة العالمية واختبار مبكر لبايدن

واشنطن بوست: الوباء فرصة لعودة أمريكا للريادة العالمية واختبار مبكر لبايدن

دادات اللقاحات والتبرعات والصفقات بهدف تعزيز الصحة العالمية وأيضاً لكسب وتوطيد العلاقات - رويترز.

وعد الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ اليوم الأول الذي أصبح فيه رئيساً للولايات المتحدة، بوضع الدول النامية والفقيرة في الحسبان ضمن استراتيجيته لمكافحة فيروس كورونا.

وخلال كلمة له ألقاها في يناير الماضي، كشف بايدن النقاب عن خطة مكونة من 7 أهداف لمكافحة الوباء في الولايات المتحدة وفي الخارج أيضاً.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إنه بعد مرور 4 أشهر تقريباً على الخطة التي أطلقها بايدن لا يزال آخر أهدافها الذي ينص على مساعدة الدول الأخرى للتصدي للوباء واستعادة قيادة الولايات المتحدة عالمياً موضوعاً حاداً للنقاش داخل الإدارة ومثاراً متزايداً للقلق في الخارج، حيث لا يزال المسؤولون يصارعون حول كيفية ملء الفراغات العديدة في خطة بايدن، بالتزامن مع الأزمة التي تشهدها الهند.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحلفاء العالميين بحاجة للمزيد من الوضوح فيما يتعلق بكيفية مشاركة الولايات المتحدة لمواردها وامكانياتها عالمياً للتصدي للفيروس، وخاصة فيما يتعلق بمخزونها المتزايد من اللقاحات المضادة لكوفيد-19، بعد الانتشار السريع للفيروس في الهند وعدة دول أخرى أصيبت بالشلل.

وأضافت الصحيفة أن بعض مسؤولي الإدارة الأمريكية، يرون أن قرار بايدن الأخير لدعم دول العالم النامي والسماح بمشاركة براءات اختراع اللقاحات، من غير المرجح أن يعزز استراتيجية بايدن، ويرون أنه بدلاً من ذلك يجب وضع استراتيجية شاملة للمساعدة في تطعيم العالم.

كسب للثقة

ووفقاً للصحيفة يرى الخبراء أن تفشي الوباء المتفاقم في بقع مختلفة من أنحاء العالم، يقدم لبايدن أعظم فرصة لاستعادة الولايات المتحدة المكانة العالمية التي فقدتها في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، بالإشارة إلى ما يمكن وصفه باستراتيجية «دبلوماسية اللقاح» التي اتبعتها كل من روسيا والصين والتي تتمثل في إمدادات اللقاحات والتبرعات والصفقات بهدف تعزيز الصحة العالمية وأيضاً لكسب وتوطيد العلاقات مع عشرات الدول.

وقال بروس ستوكس الزميل في صندوق مارشال الألماني للصحيفة: «علينا أن نعترف بأن إدارة ترامب كانت بمثابة كارثة لصورة أمريكا عالمياً، ولقوتها الناعمة في العالم».

وأشار ستوكس إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تصبح مصنعاً عالمياً للقاحات، وهو أحد الأهداف التي وضعها بايدن، وأكد أن القيام بذلك سيمكن الولايات المتحدة من إستعادة ثقة العالم في أمريكا ما سيعود بالفائدة على الولايات المتحدة ضمن مجموعة كاملة من القضايا كتغير المناخ والمنافسة مع الصين.

وأشار التقرير إلى وجود ارتباك حول الوكالة التي تقود الجهود المبذولة لصياغة استراتيجية التطعيم العالمية، ما أدى إلى نهج مجزأ وليس استراتيجية واضحة.

وبينما عينت الإدارة جيف زينتس منسق البيت الأبيض للتصدي للوباء وهو الشخص المسؤول عن المعركة المحلية ضد الفيروس، أكد مسؤولو الإدارة أن هناك الكثير من المنسقين الذين يتعاملون مع التحدي خارجياً وسط غياب التوجيه الكافي.

وتشترك عدة جهات فاعلة في الاستجابة الأمريكية العالمية للوباء، كفريق الاستجابة لفيروس كورونا في البيت الأبيض، ومجلس الأمن القومي، ومكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، ووزارة الخارجية، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الصحة والخدمات البشرية.

واعترف العديد من هؤلاء المسؤولين بأن الولايات المتحدة لا يبدو أن لديها استراتيجية شاملة ولكنها تتبع نهجاً مجزأً، وقام المسؤولون مؤخراً بالتركيز على الإجراءات والأهداف الحكومية الأخيرة، بما في ذلك تقديم 4 ملايين جرعة من لقاحات أسترازينيكا لكندا والمكسيك، والتعهد بتقديم 60 مليون جرعة إضافية في وقت لاحق من هذا العام، ودعم قرار التنازل عن براءات اختراع اللقاحات.

وقالت نتالي كيليان نائبة منسق استجابة البيت الأبيض لفيروس كورونا، إن الاستجابة الأمريكية كانت استجابة للحكومة بأكملها، تضمنت العمل مع عدة وكالات للمساعدة على تقديم الاستجابة الكاملة.

وأضافت أن أفضل تكتيك لتطعيم العالم هو استمرارية التصنيع لإنتاج المزيد من اللقاحات، مشيرة إلى دور قوة التصنيع الأمريكي في دعم الاستجابة.

ومن ناحيته قال نائب مستشار الأمن القومي جون فينر، إن إدارة بايدن على عكس الإدارات الأخرى لا تقدم التزامات لا يمكنها الوفاء بها.

وأضاف: «هناك دول تبالغ في الوعود ولا تلتزم باستجابتها العالمية للوباء لأسباب مختلفة بما في ذلك التحديات التي تظهر فيما يخص اللقاحات والحاجة المحلية».

ويرى مسؤولو الصحة العامة أنه في المرحلة القادمة يجب أن تركز الولايات المتحدة على التوجه الخارجي فيما يخص مكافحة الوباء، خاصة مع تلقي حوالي نصف البالغين الأمريكيين لجرعة واحدة على الأقل من اللقاح، وتراجع حالات الإصابة المحلية إلى أدنى مستوياتها.

وقال مارك ماكليلان الذي شغل منصب مفوض إدارة الغذاء والدواء خلال إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، إن الولايات المتحدة يمكن أن يكون لديها 300 مليون جرعة زائدة من اللقاح بحلول نهاية يوليو في حال تم ترخيص لقاح شركة نوفافاكس.

اختبار مبكر

تعد الاستجابة ازاء الوباء والتصدي له اختباراً مبكراً لأولويات بايدن العالمية، خاصة بعد أن روج بشدة خلال الانتخابات لاستراتيجية في السياسة الخارجية مناقضة لسياسية ترامب، الذي انسحب من الحرب العالمية ضد الوباء، ومن منظمة الصحة العالمية، حيث قدم بايدن عدة وعود ترمي إلى اتباع نهج مختلف.

وبحسب الصحيفة طلب بايدن من مستشاريه تزويده بمزيد من المعلومات حول الحالة العالمية للوباء خاصة بالنسبة لأفريقيا.

ووفقاً لأحد مستشاريه قرار بايدن بدعم تخفيف حماية براءات اختراع لقاحات كورونا بغرض المساعدة في تسريع وصول اللقاحات إلى العالم النامي يفي أيضاً بالتعهد الذي قطعه خلال حملته.

بايدن يغضب شركات اللقاح

أثار قرار دعم بايدن للتنازل عن براءات الاختراع غضب شركات الأدوية وحلفائها، الذين يجادلون بأن الأمر لن يعزز من إمدادات اللقاح، بل سيثير المنافسة على المواد الخام النادرة بالفعل.

ويقول العاملون في مجال صناعة الأدوية إنهم أصيبوا بالإحباط من القرار، ويعلق معارضو القرار آمالهم على دول الاتحاد الأوروبي في إلغاء التنازل عن براءة الاختراع.