الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

مفاوضات فيينا.. الرغبة واحدة والخلافات كثيرة بين أمريكا وإيران

مفاوضات فيينا.. الرغبة واحدة والخلافات كثيرة بين أمريكا وإيران

جانب من مفاوضات فيينا في الاول من مايو.(أ ف ب)

ربما كانت نقطة الاتفاق الوحيدة ما بين أمريكا وإيران، في مفاوضات فيينا، حول العودة للاتفاق النووي، تكمن في أنهما يشتركان في هدف العودة للاتفاق السابق، بينما تغلب الخلافات بين الطرفين، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

وأوضحت الصحيفة أن بايدن وقادة إيران، يقولان إنهما يشتركان في هدف العودة للاتفاق النووي، وبعد 5 أسابيع من التفاوض غير المباشر من خلال الوسطاء الأوربيين، بات واضحاً الآن أن الاتفاق القديم، ربما لا يمكن أن يكون صالحاً لأي منهما.

خلافات الطرفين

وذكرت الصحيفة أن إيران تطالب بالاحتفاظ بمعدات إنتاج الوقود النووي الحديثة التي قاموا بتركيبها بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، والعودة للنظام المالي العالمي، بشكل أكبر مما كانوا عليه حسب الاتفاق النووي لعام 2015، بينما تقول إدارة بايدن إن العودة للاتفاق النووي تعد بداية يجب أن يعقبها وبشكل فوري، التوصل لاتفاق يحد من قدرات إيران الصاروخية، ودعم الإرهاب، ويجعل من المستحيل على إيران لعقود، إنتاج وقود نووي بقدر يكفي لإنتاج قنبلة نووية، وهو ما يرفضه الإيرانيون.

واعتبرت الصحيفة أن جولة المفاوضات الجديدة في فيينا التي بدأت يوم الجمعة، تجد فيها إدارة بايدن نفسها أمام نقطة حاسمة، فالعودة للاتفاق النووي في 2015 أمر ممكن، كما يقول المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون والإيرانيون، لكن من الصعب الوصول لاتفاق يصفه وزير الخارجية أنتوني بلينكن بأنه «أطول وأقوى ويمنع طهران من تخزين المواد النووية لأجيال، ويمنع تجاربها الصاروخية، وينهي دعمها للإرهاب».

الاتفاق القديم

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنه من غير الواضح بعد، إذا كانت طهران جادة في العودة للاتفاق القديم، الذي تعارضه القيادات الإيرانية المتشددة، خاصة أنه لم يتبقَّ على إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية سوى 6 أسابيع، ويتحدث الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف عن أن العودة للاتفاق قد اقتربت.

وقال روحاني للإيرانيين يوم السبت «تقريباً تم الاتفاق على إلغاء كل العقوبات، والمفاوضات جارية حول بعض التفاصيل»، في إشارة لما ستحصل عليه طهران إذا أعادت القيود على برنامجها النووي، وهو ما رد عليه بلينكن قائلاً «ليس بهذه السرعة»، مؤكداً أن واشنطن والجانب الأوروبي لم يحصلا على تأكيدات إيرانية بحدود القيود النووية التي ستعاود إيران الالتزام بها.

وقالت الصحيفة إنه بينما تجرى المفاوضات، فإن إيران تستمر في زيادة الضغوط، من خلال زيادة إنتاجها ومخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، ومن أجهزة الطرد التي تعمل على إنتاجه في انتهاك للاتفاق القديم.

خلافات العقوبات

ولفتت الصحيفة إلى أن مفاوضات جنيف تسير من خلال 3 مجموعات عمل؛ واحدة بشأن رفع العقوبات، والثانية تختص بعودة إيران للالتزامات النووية، والثالثة حول التزامن في الإجراءات بين رفع العقوبات الأمريكية وعودة الالتزام الإيراني، ولكن يثار خلاف حول أي من العقوبات التي سيتم رفعها، حيث فرض ترامب حوالي 1500 نوع من العقوبات.

وقال مسؤولون إن من بين الخلافات حول العقوبات، إصرار إيران على رفع العقوبات عن البنك المركزي الإيراني، بعد وصفه بالإرهاب، بسبب تضرره مالياً من ذلك، لكن سيكون من الصعب على واشنطن الإقدام على رفع وصف الإرهاب بالنسبة للحرس الثوري الإيراني.