الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

فورين بوليسي: «ظاهرة هافانا».. فقاعة أمريكية بلا دليل عملي

دعت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إلى تحديد طبيعة الهجمات المزعومة بأشعة قصيرة ضد دبلوماسيين أمريكيين أو ما يسمى «ظاهرة هافانا»، التي تتردد تقارير عنها منذ عقود، قبل أن تتخذ الولايات المتحدة خطوات ضد «عدو مجهول» يستخدم ذلك السلاح.

وأشارت المجلة إلى أن وزير الدفاع بالإنابة في أواخر عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كريستوفر ميلر، اعتبر أن الهجمات المزعومة ضد الدبلوماسيين ورجال المخابرات الأمريكيين، باستخدام سلاح لتوليد طاقة الموجات القصيرة، ويطلق عليه سلاح «أشعة الموت»، هي بمثابة «عمل حربي».

وقالت المجلة إنه يتم الإبلاغ بين الحين والآخر منذ الخمسينيات عن هجمات ضد دبلوماسيين أمريكيين منسوبة لتلك الظاهرة التي تشمل أعراضها الدوخة، والصداع، وأضراراً بالمخ. ووردت بلاغات عن الظاهرة من البعثات في كوبا وموسكو والصين وسوريا بل ومن العاصمة الأمريكية واشنطن ذاتها.

وأضافت أن وزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية أجريتا تحقيقاً حول الظاهرة، كما أجرت مجموعة جيسون الاستشارية الدفاعية دراسة حول تلك الحوادث. وفسرت دراسات أكاديمية تلك الظاهرة بأن سببها، على الأرجح، هو هجوم بالموجات القصيرة، مقللة من احتمال أن يكون سببها التلوث الكيميائي أو الوسائل المعدية، أو العوامل النفسية والاجتماعية.

وذكرت المجلة أنه لا يوجد أي دليل على وجود مثل ذلك السلاح، كما أن الرأي العلمي يشير إلى أن مثل ذلك السلاح لن يكون عملياً إلى حد كبير، ومن الممكن أن يكون كل المتعرضين لتلك الظاهرة يشتركون في شيء واحد غير معلوم حتى الآن، ومن الممكن أن يكون السبب مجموعة من المشكلات الصحية التي أدت لتلك الظاهرة.

وقال التقرير إن جهود الجيش الأمريكي في إنتاج سلاح ينتج طاقة الموجات القصيرة، وهو المجال الذي عمل به العلماء في السبعينيات، لم تؤدِ إلى ظهور سلاح عملي ويمكن استخدامه.

وقال التقرير إنه لو كان سلاح مثل ذلك موجوداً، فمن المرجح أن تكون روسيا هي المشتبه الأول، فالجيش الروسي كان لديه اهتمام باختراع سلاح «أشعة الموت»، كما استخدموا الموجات القصيرة ضد السفارة الأمريكية خلال فترة الحرب الباردة، ليستهدفوا الدبلوماسيين ورجال المخابرات الأمريكية، ولكن لا يوجد أي دليل على امتلاك الروس سلاحاً يعمل بتلك الطريقة.

واختتم التقرير بالتأكيد أنه لا يوجد دليل يذكر يربط بين أعراض ظاهرة هافانا، وسلاح يطلق طاقة الموجات القصيرة، ولم يقدم أي شخص من المقتنعين بإمكانية ذلك تفاصيل حول طريقة عمل مثل ذلك السلاح إن وجد، ولا توجد أدلة حول أي جهة قامت بتطويره.