الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

البرازيل.. لغز وفاة الأطفال بسبب كورونا يحير الأطباء

البرازيل.. لغز وفاة الأطفال بسبب كورونا يحير الأطباء

نقص الرعاية الطبية قد يكون السبب وراء وفيات الأطفال.(أ ف ب)

يتفشى فيروس كورونا في البرازيل منذ فترة، ويحصد حياة أرواح الكثيرين، إلا أن وفاة مئات الأطفال والرُّضع بعد الإصابة بالفيروس ما زال لغزاً يحير العلماء هناك، بحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

واستشهدت الصحيفة بقصة ليتسيا.. الطفلة الصغيرة، التي كانت درجة حرارتها مرتفعة ولا تنخفض، فهرعت بها والدتها أرياني مارينهيرو إلى مستشفى مارينجا جنوب البرازيل، وفحصها الأطباء وأخبروا الأم أن ابنتها مريضة بكورونا.. ولكنهم كانوا مطمئنين عليها لأن الانطباع السائد هو أن الأطفال غالباً ما تقوم أجسامهم بتطوير المضادات للفيروس.. لكن كانت المفاجأة بوفاة الطفلة الصغيرة بعد أقل من أسبوعين، وهي في وحدة الرعاية المركزة، بعدما عانت من سوء التنفس.

زيادة وفيات الأطفال

وأوضح التقرير أنه منذ ظهور جائحة كورونا قبل أكثر من عام، قتل الفيروس 832 طفلاً في الفئة العمرية حتى سن الخامسة، طبقاً لإحصاءات وزارة الصحة البرازيلية، وهي نسبة مرتفعة عند المقارنة بغيرها من الدول ذات نفس عدد السكان تقريباً، والتي لديها نسبة كبيرة من الوفيات بسبب كورونا، ففي الولايات المتحدة، كانت أعداد الأطفال حتى سن الرابعة من الذين ماتوا بسبب كورونا 139 طفلاً فقط.

ونقل التقرير عن عالمة الأوبئة في جامعة ساوباولو البرازيلية، الدكتورة فاطيما مارينهو قولها «ربما تكون الأعداد الحقيقية غير الأرقام المعلنة، بسبب نقص الاختبارات على نطاق واسع، وهو ما يعني أنه قد تكون هناك حالات أخرى لم يتم تشخيصها».

وأوضح التقرير أن الدكتورة مارينهو تجري دراسة حول أعداد وفيات الأطفال بسبب كورونا، بناء على عدد الحالات المؤكدة والمشتبه بها، وقدرت أن حوالي 2200 طفل حتى سن الخامسة قد توفوا منذ ظهور الجائحة، ومنهم 1600 من الرُّضع الذين تقل أعمارهم عن عام واحد، وقالت «نرى تأثيراً كبيراً من كورونا على الأطفال، ولم نرَ ذلك في أي مكان آخر من العالم».

تأثير سلالة البرازيل

واتفق الخبراء في كل من البرازيل وأوروبا وأمريكا على أن أعداد وفيات الأطفال بالبرازيل بسبب كورونا تبدو مرتفعة، لكن لا يوجد دليل متاح حالياً حول تأثير السلالة التي ظهرت في البرازيل على الأطفال والرضع، والتي يقول العلماء إنها أكثر خطورة على الشباب والبالغين الأصحاء، وكانت سبباً في زيادة حالات الوفيات في البرازيل.

وبحسب التقرير فإن الخبراء يقولون يبدو: أن تلك السلالة المنتشرة بالبرازيل، هي السبب في ارتفاع أعداد وفيات السيدات الحوامل، وبعضهن أنجبن أطفالاً متوفين، أو مصابين بكورونا، حسبما قال عالم الأوبئة بجامعة ساو ليوبولدو مانديك في كامبنياس البرازيلية، الدكتور أندريه ريكاردو فريتاس، والذي أجرى دراسة حديثة عن تأثير تلك السلالة.

وقال فريتاس «يمكننا أن نؤكد أن تلك السلالة أكثر خطراً على السيدات الحوامل، وفي بعض الأحيان إذا كانت السيدة الحامل مصابة بها، فقد لا يعيش الطفل، أو قد تموت الأم والطفل سوياً».

الرعاية الطبية

ونقل التقرير عن الخبراء قولهم إن نقص الرعاية الطبية المبكرة قد يكون السبب وراء ارتفاع أعداد وفيات الأطفال، مضيفين أن العلاج المبكر في أمريكا وأوروبا كان عنصراً حاسماً لتعافي الأطفال المصابين بالفيروس، إلا أن الأوضاع في البرازيل مختلفة، حيث يتأخر الأطباء في تشخيص إصابة الأطفال بكورونا، حسبما قالت مارينهو.

وقال التقرير إن بعض الأطفال الذين توفوا بالبرازيل بسبب كورونا، كانوا يعانون أمراضاً أخرى، إلا أن مارينهو قدرت أن هؤلاء لا تزيد نسبتهم على ربع حالات وفيات الأطفال فقط، تحت سن العاشرة، وهو ما يشير إلى أن الأطفال الأصحاء أيضاً يتعرضون لخطر شديد من كورونا في البرازيل، مضيفة أن الطفلة ليتسيا كانت طبيعية وبصحة جيدة، وكانت قد بدأت المشي، ولم تمرض قبلها.