الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«العيش معاً بسلام».. يوم أممي برسالة طموح

في الثامن من ديسمبر 2017، بادرت الأمم المتحدة إلى إدخال يوم جديد إلى قائمة الأيام الدولية بهدف الفوز في تحدي تقبل الاختلافات بين البشر وامتلاك القدرة على الاستماع للآخر والاعتراف به واحترامه وتقديره، والعيش بسلام واتحاد.

وفي قرارها المعلن لهذا اليوم العالمي الجديد، أكدت المنظمة أن هذه الخطوة جاءت انسجاماً مع مقاصد الأمم المتحدة المتمثلة في «تحقيق التعاون الدولي وتعزيز الحريات للجميع دون تمييز على أساس الجنس أو الدين أو العرق أو اللغة».

وأطلقت المنظمة على اليوم الدولي الجديد اسماً طموحاً هو اليوم الدولي للعيش معاً في سلام، وحددت له موعداً سنوياً في 16 مايو من كل عام.

ودعت المنظمة الدول الأعضاء والمنظمات التابعة لها إلى تيسير الاحتفال بهذه المناسبة لتعزيز ثقافة السلم والتسامح حول العالم.

وأوضحت «أن يوماً كهذا هو السبيل لتعبئة جهود المجتمع الدولي لتعزيز السلام والتسامح والتضامن والتفاهم والتكافل، والإعراب عن رغبة أفراد المجتمع في العيش والعمل معاً، متحدين على اختلافاتهم لبناء عالم ينعم بالسلام والتضامن».

وأوضحت أن «هذا اليوم دعوة للبلدان لزيادة تعزيز المصالحة وللمساعدة في ضمان السلام والتنمية المستدامة، بما في ذلك العمل مع المجتمعات المحلية والزعماء الدينيين والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة، من خلال تدابير التوفيق وأعمال الخدمة وعن طريق التشجيع على التسامح والتعاطف بين الأفراد».

ويحيل إعلان هذا اليوم الدولي إلى الظروف التي تأسست فيها الأمم المتحدة في ظل الخراب الذي خلفته الحرب العالمية الثانية، حيث أنشئت المنظمة بأهداف تسعى بصورة خاصة إلى إنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب.

وكان أحد هذه الأهداف هو بناء تعاون دولي لحل المسائل الدولية ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإنساني، وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعاً دون أي تمييز سواء كان عرقياً أو دينياً أو لغوياً أو على أساس النوع، وفق موقع المنظمة.

وقبل سنوات من إعلان يوم دولي للعيش معاً بسلام، أقرت الجمعية العامة للمنظمة عام 2000 بوصفه «السنة الدولية لثقافة السلام»، وأعلنت في 10 نوفمبر 1998 الفترة 2001- 2010 بوصفها «العقد الدولي لثقافة السلام واللاعنف من أجل أطفال العالم».

وفي 1999، اعتمدت الجمعية العامة إعلاناً وبرنامج عمل بشأن ثقافة السلام «اللذين يمثلان تكليفاً من العالم للمجتمع الدولي، وخاصة نظام الأمم المتحدة من أجل تعزيز ثقافة السلام واللاعنف التي تفيد البشرية وخاصة الأجيال القادمة»، وفقاً لموقع الأمم المتحدة.

وبُني هذا الإعلان على المفهوم الوارد في الميثاق التأسيسي لليونسكو الذي نص على أنه «لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تُبنى حصون السلام».

وفي تصورها للسلام، تشير الأمم المتحدة إلى أن «السلام لا يتوقف على غياب الصراع وحسب، فهو عملية دينامية وإيجابية وتشاركية، حيث تُشجع الحوارات وحل النزاعات بروح التفاهم والتعاون المتبادل».

وترى المنظمة أنه «من الواضح أن تحقيق هذا الطموح يتطلب القضاء على جميع أشكال التمييز والتعصب، بما في ذلك التمييز القائم على العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو التوجه السياسي أو الحالة المالية أو القدرة الجسدية أو غيرها».