الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

لماذا يضرب كورونا أطفال دول معينة أكثر من غيرها؟

لماذا يضرب كورونا أطفال دول معينة أكثر من غيرها؟

ضعف وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية أحد العوامل التي ساهمت في الأمر - رويترز.

كان الاعتقاد السائد في بداية ظهور وباء كورونا هو أن الأطفال لا يعانون بشدة من الفيروس، لكن مع مرور الوقت وظهور سلالات جديدة برزت مؤخراً مؤشرات تنفي هذا الاعتقاد في دول مثل البرازيل وإندونيسيا والهند.

وقالت أخصائية الطوارئ والأوبئة في البرازيل، الدكتورة فاطيما مارينيو، إن الأعراض التي تظهر لدى الأطفال جراء الإصابة بـ«كوفيد-19» في البرازيل، تتناقض بشكل صارخ مع الدول الأخرى التي لم ترصد خطورة بالغة بالنسبة للأطفال، بحسب تصريحاتها لصحيفة الغارديان البريطانية.

وأضافت أن أبرز الأعراض التي يعاني منها الأطفال المصابون في البرازيل هي آلام العضلات الشديدة والإسهال والسعال وآلام البطن.

البرازيل



وأظهرت البيانات الحديثة التي حصلت عليها مارينيو في 15 أبريل الماضي، أن 2216 طفلاً حتى سن التاسعة توفوا بسبب الإصابة بالفيروس، منهم 1397 طفلاً لم تتجاوز أعمارهم عاماً واحداً.

وفي الوقت نفسه، تم إدخال أكثر من 67 ألف طفل في الفئة العمرية ذاتها إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الصحية المناسبة.

وأضافت مارينيو للصحيفة أن الوباء في البرازيل غيّر صورة الحالات الشديدة لمصابي كورونا.

وقالت: «مقارنة بعام 2020 أصبحنا نرى المزيد من الشباب يدخلون المستشفى ويموتون بسبب كورونا. يجب أن تبدأ البرازيل في الوقت القريب بتطعيم الشباب بسبب المخاطر الناجمة عن السلالات الجديدة».

عوامل مساعدة



وأشارت الغارديان إلى أن من بين أولئك الدول التي تتسارع بها وتيرة انتشار المرض والتي تعد بحاجة إلى المساندة وتقديم لقاحات بشكل عاجل بسبب تأثير الوباء بشكل واضح على الأطفال هي الهند والبرازيل وإندونيسيا.

فلماذا يؤثر الوباء بشكل كبير على الأطفال في هذه البلدان؟

على الرغم من أنه لا تزال هناك حاجة كبيرة للمزيد من البحث العلمي، فإن هناك عدة عوامل مشتركة تلعب دوراً كبيراً في الأمر.

تقول مارينيو إن أحد هذه العوامل هو خضوع الأطفال لفحص تشخيص «كوفيد-19» الذي غالباً ما يأتي بعد فوات الأوان ويكون العلاج أكثر صعوبة.

وأضافت أيضاً أن الثقافة السائدة بأن الوباء لا يشكل خطراً على الأطفال تجعل الجميع بما فيهم الأطباء لا يفكرون بالأمر على أنه يتعلق بـ«كوفيد-19».

ويضاف إلى الأسباب السابقة سببٌ آخر، وهو ضعف وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية في الوقت المناسب، بالإضافة إلى عامل الفقر وعدم المساواة؛ حيث يعيش الكثير من الأشخاص في هذه البلدان في مناطق ومنازل يعانون فيها من صعوبة تطبيق إجراء التباعد الاجتماعي، ففي المنازل الفقيرة يوجد أكثر من 4 أشخاص في الغرفة، بحسب مارينيو.

وأشارت مارينيو أيضاً إلى أن تطبيق التباعد الاجتماعي خارج المنازل يعد أمراً صعباً أيضاً، بالإضافة إلى أن السلالات الجديدة من الفيروس قد تحتوي على حمولة فيروسية أعلى مقارنة بالسلالة السابقة لتصبح أكثر قدرة على الانتشار وانتقال العدوى.

وتقول مارينيو إن البرازيل بحاجة إلى إجراء المزيد من فحوصات تشخيص «كوفيد-19»، حيث إن من دون الاختبارات وتتبع الحالات والضوابط لا يمكن السيطرة على انتشار الفيروس الذي يساعد على تطوير طفراته.

إندونيسيا والهند



قالت جمعية أطباء الأطفال الإندونيسية، إن الأرقام الرسمية التي تشير إلى وفاة 28 طفلاً بسبب كورونا، هي أقل من الواقع، والعدد الحقيقي أقرب إلى 160 طفلاً.

وقال رئيس الجمعية أمان بولونغان، إن ما يحصل دليلٌ على عدم صحة أن الفئة العمرية الأقل من 18 عاماً أقل عرضة للإصابة أو الوفاة بسبب الفيروس.

وفي الهند حيث أصبح العديد من الأطفال أيتاماً بسبب ارتفاع معدل الوفيات بسبب الفيروس، فإن الموجة الثانية المدمرة أصابت العديد من الأطفال، في حين أن معدل وفيات الأطفال لا يزال منخفضاً بشكل عام، فإنه يتأثر بشدة.

وأظهرت البيانات التي تم جمعها من معظم المراكز الصحية في الهند، والبيانات الخاصة التي تم جمعها خلال الأشهر القليلة الماضية، أن الموجة الثانية تؤثر على الأطفال بشكل كبير جداً مع زيادة الأرقام تدريجياً، حيث يتم تشخيص ما يقارب من 12-15 حالة إيجابية يومياً.

ويقول مسؤولو الصحة في الهند إنه على الرغم من أن معظم الأطفال يعانون من أعراض طفيفة يمكن معالجتها في المنزل، فإن هناك عدداً متزايداً من الحالات الشديدة عند الأطفال.

ويعزي مسؤولو الصحة الأسباب إلى الإهمال وعدم أخذ أمر الوباء بجدية بعد رفع الإغلاق والقيود في أعقاب الموجة الأولى، بالإضافة إلى الظروف الأساسية القاسية الأكثر شيوعاً التي يعيش بها الأطفال.

الأطفال وكورونا



ويرى الخبراء أن تفسير النظرية التي تقول إن الأطفال بشكل عام أقل عرضة للإصابة بالفيروس من البالغين، هو وجود كمية أقل من المستقبلات المعروفة باسم ACE2 في الجهاز التنفسي، والتي تعتبر المسار الرئيسي لدخول الفيروس المسبب لـ«كوفيد-19» للخلايا. يُعتقد أن قلة مستقبلات ACE2 تعني فرصاً أقل للفيروس في السيطرة.

وفي أعقاب الموجة الأولى، كان يعتقد أن غياب هذه المستقبلات أو انخفاضها عند الأطفال يقيهم بشكل عام من الإصابة، ولكن الموجة الثانية التي جاءت مع سلالة أكثر ضراوة ربما أثرت بهذه النظرية.