الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

في ذكرى وفاته.. كيف غير جورج فلويد وجه الحياة في أمريكا؟

في ذكرى وفاته.. كيف غير جورج فلويد وجه الحياة في أمريكا؟

مقتل فلويد ساهم في فتح فصل جديد على مستوى البلاد في المحادثات الضرورية حول العرق - أب.

مع حلول ذكرى مرور عام على مقتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد، تحت ركبة شرطي أبيض، مما أشعل احتجاجات غير مسبوقة ضد العنصرية، يتساءل الكثيرون في الولايات المتحدة وخارجها عن التغير الذي طرأ على المجتمع عقب الجريمة التي هزت البلاد وما وراءها.

موقع «بوليتيكو» الأمريكي حاول الإجابة على هذه التساؤلات عبر استطلاع آراء عدد من المفكرين الذين تحدثوا عن التغييرات التي طرأت على أمريكا بعد وفاة فلويد في 25 مايو 2020، وكيف أثرت هذه الاحتجاجات في نواح عدة في البلاد وامتدت من العرق إلى أماكن العمل والفصول الدراسية والهيئات التشريعية. لقد هزت عوالم الفن والأدب والإعلام، وبدأ الأمريكيون يتحدثون عن تاريخهم بشكل مختلف.

إعادة تشكيل المستقبل السياسي



إيرين أوبري كابلان الصحفية في لوس أنجلوس، والكاتبة في نيويورك تايمز، قالت إن وفاة جورج فلويد كانت السبب الأساسي وراء دفن فكرة وعبارة العنصرية النظامية بين ليلة وضحاها.

وأضافت أن تأثير ردة الفعل دفعت الرئيس جو بايدن لفعل أمر لم يفعله أي مرشح رئاسي أو فائز من قبل، وهو استخدام عبارة العنصرية النظامية في خطاب ليلة الانتخابات وخلال خطاب التنصيب.

وأضافت أن احتجاجات فلويد أظهرت العنصرية المنهجية التي كان من الصعب جداً رؤيتها أو تسميتها، حيث باتت هذه العنصرية مرئية في كل اعتداء من قبل الشرطة على الأمريكيين الملونين، وفي كلمات وأفعال المسؤولين المنتخبين في جميع أنحاء العالم.

التخلص من إرث العبودية



وقال العمدة السابق ونائب حاكم ولاية لويزيانا السابق، ميتش لاندريو، إن مقتل فلويد ساهم في فتح فصل جديد من المحادثات الضرورية حول العرق.

وأشار إلى أن هذا الفصل أدى إلى مزيد من النقاش حول التاريخ الأمريكي، خاصة فيما يتعلق بالنصب التذكارية التي تكرم الكونفيدرالية، وأنه بات واضحاً جداً أن هذه الرموز كانت عبارة عن تقديس لإرث العبودية والفصل العنصري.

ويعتبر لاندريو أن مقتل فلويد ورد الفعل الواسع الذي تلاه، ساهم في إلقاء نظرة فاحصة فيما يتعلق باستخدام الرموز الكونفيدرالية، مما أدى إلى سقوط العشرات من التماثيل والمعالم الأثرية التي يمكن أن يكون التخلص منها حافزاً لتصحيح التاريخ وجعل المجتمع أكثر شمولاً.

حياة الملونات مهمة



وتنظر كيشا إن بلين أستاذة التاريخ بجامعة بيتسبرغ، وزميلة في مركز كار لسياسة حقوق الإنسان في جامعة هارفارد، إلى الأمر من ناحية أهمية النساء الملونات، حيث ترى أن الفتاة الأمريكية الملونة التي وثقت مقتل فلويد بالفيديو أحيت من خلاله الحركة العالمية لإنهاء العنصرية والعنف ضد الملونين.

وأشارت أيضاً إلى أن احتجاجات فلويد أعادت فتح الدفاتر القديمة، وسلطت الضوء على عمل آخر من أعمال العنف لم يتم التحدث عنه بشكل كبير، وهو مقتل امرأة تدعى بريونا تايلور قبل شهرين فقط من وفاة فلويد.

وقتلت تايلور بالرصاص في منزلها من قبل مجموعة من الضباط وبدون سابق إنذار، كجزء من تحقيق بشأن المخدرات، مما سلط الضوء أيضاً على أن النساء والفتيات الملونات معرضات أيضاً للعنف من قبل الشرطة.

إعادة تشكيل المدن



وقال كايل شيلتون، وهو نائب مدير معهد كيندر للأبحاث الحضرية بجامعة رايس، إن الاحتجاجات لم تغير فقط طريقة التفكير حول ضبط الأمن، بل أحدثت تغييرات ملموسة في الطريقة التي يتم بها تخطيط المدن.

وذكر شيلتون كمثال ما حدث في الصيف الماضي، عندما حول المتظاهرون في مينيابوليس الموقع الذي قتل فيه فلويد إلى ساحة للتجمعات وموقع للتعبير عن الحزن والذكرى والتظاهر.

إصلاح المنظومة الأمنية



قالت مونيكا سي بيل، وهي أستاذة مشاركة في القانون وعلم الاجتماع بجامعة ييل، إنه بعد مقتل فلويد، تم تمرير أكثر من 140 تشريعاً جديداً بهدف إصلاح الشرطة، وتهدف هذه القوانين إلى زيادة مساءلة الشرطة، من خلال الحد من حصانة الضباط في دعاوى سوء السلوك.

وأشارت أيضاً إلى أن مقتل فلويد أدى إلى إثارة تساؤلات عميقة بين الجمهور، حول دور ونطاق الشرطة، ودفع العديد من الأمريكيين إلى طرح أسئلة صعبة وغير مريحة حول السلطة غير المقيدة لأقسام الشرطة.

فصل جديد في الحقوق المدنية



أشار جيفري سونينفيلد إلى أن الغضب الذي خلفه مقتل فلويد، كان بمثابة جرس إنذار للشركات الأمريكية، ففي الشهر الذي تلا مقتل فلويد، أظهرت بيانات الاستطلاع أن الغالبية العظمى من الجمهور الأمريكي يرغب بتعيين مدراء تنفيذيين يتحدثون ويتصرفون ضد عدم المساواة العرقية في الولايات المتحدة.

وأضاف سونينفيلد وهو عميد مشارك أول في دراسات القيادة في كلية ييل للإدارة، أن عقب مقتل فلويد بوقت قصير، نظمت عشرات الشركات مبادرة OneTen بميزانية تقدر بأكثر من 100 مليون دولار، وذلك بهدف تأمين 100 مليون وظيفة جديدة للعمال الملونين.

وأنه تم تنظيم العديد من المبادرات في سوق العمل والصناعة الأمريكي عقب هذه المبادرة، ويقول سونينفيلد إنه في حال ألقينا نظرة فاحصة نرى أن بعض الإجراءات التي تتخذها ركائز الصناعة الأمريكية توحي بتغيير جذري، على الرغم من أن الطريق أمام مجتمع الأعمال لا يزال طويلاً جداً.