السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

بعد ترامب.. الاتحاد الأوروبي يشعر «بغطرسة» أمريكية في قرارات بايدن

بعد ترامب.. الاتحاد الأوروبي يشعر «بغطرسة» أمريكية في قرارات بايدن

هناك معارضة قوية لفكرة التنازل عن براءات الاختراع التي طرحها بايدن بين القادة - رويترز

يستعد الرئيس الأمريكي جو بايدن لبدء أول جولة خارجية له منذ تواجده في منصبه، وذلك للقاء قادة الاتحاد الأوروبي عقب أجواء سادها التوتر خلال فترة ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال موقع «بوليتيكو» الأمريكي إن الغطرسة العدائية التي سادت خلال فترة ترامب قد ولت، ولكن حلت محلها غطرسة أمريكية أكثر دبلوماسية وتهذيباً، والتي تُعتبر نهجاً للرؤساء السابقين للولايات المتحدة.

ومع اختتام قمة بروكسل، أشاد قادة الاتحاد الأوروبي بالتوافق في المواقف الأمريكية الأوروبية فيما يخص التنديد باعتراض بيلاروسيا طائرة ركاب على متنها أحد المعارضين، وأشاروا باستحسان إلى غضب جو بايدن وتأييده للعقوبات الأوروبية، يبدو أنه يحذو حذو الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات عقابية أخرى.

وفي الوقت نفسه، نوه بعض القادة الأوروبيين إلى حقيقة أن بايدن لم يقدم لهم أي تنبيه رسمي قبل إعلان يوم الاثنين عن التوصل إلى اتفاق لعقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جنيف الشهر المقبل.

وأضاف «بوليتيكو» إلى تطرق مناقشات قمة الاتحاد الأوروبي حول جائحة فيروس كورونا، إلى اقتراح بايدن برفع حماية براءات اختراع اللقاح دون التشاور المسبق مع حكومات الاتحاد الأوروبي، ما أثار غضب الزعماء الأوروبيين، وأثار تساؤلات وانتقادات، وأعاد التذكير بغطرسة رؤساء الولايات المتحدة السابقين.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي متطلع على مناقشات القادة، إنهم سعداء بوجود بايدن في البيت الأبيض، خاصة بعد عودة الترابط، إلا أنه أوضح أن الكيانين الأوروبي والأمريكي يسيران على مسارات مختلفة في عدة قضايا.

تحسن وسط تحفظ

وأشار الموقع إلى عدم وجود شكوك حول تحسن العلاقات الأمريكية الأوروبية بشكل كبير منذ رحيل ترامب الذي لم يتوانَ عن انتقاد وتوبيخ الحلفاء الأوروبيين، وطالما وصف الاتحاد الأوروبي بأنه عدو تم إنشاؤه لإلحاق الضرر باقتصاد الولايات المتحدة.

وفي الأسبوع الماضي، جرى اتفاق بين بروكسل وواشنطن يهدف لبدء مناقشات بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا لوقف التعريفات الانتقامية التي سيفرضها الاتحاد الأوروبي على الدراجات النارية الأمريكية الصنع وغيرها من المنتجات، وذلك رداً على التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على الصلب والألمنيوم الأوروبي.

وفي مارس جرى تنسيق بين كل من الاتحاد الأوروبي وكندا وأمريكا وبريطانيا لفرض عقوبات على مسؤولي الحكومة الصينية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.

قلق أوروبي

وأوضح تقرير الموقع الأمريكي أن قادة أوروبا يشعرون بالقلق من الافتراض السائد بين مسؤولي إدارة بايدن، بأن حلفاء الاتحاد الأوروبي سيحذون حذو واشنطن في قراراتها، ومن عدم مناقشتهم أو تحذيرهم بشكل مسبق بشأن القرارات الأمريكية.

فعلى سبيل المثال اشتكى حلفاء الناتو من أنهم تلقوا القليل من التحذير المسبق عند اتخاذ إدارة بايدن قرار انسحاب القوات الأمريكية بالكامل من أفغانستان بعد أشهر من التخطيط.

وأيضاً كان هناك معارضة قوية لفكرة التنازل عن براءات الاختراع بين القادة في قمة أخرى جمعت الاتحاد الأوروبي في البرتغال في وقت سابق من هذا الشهر.

كما أبدى قادة الاتحاد الأوروبي قلقهم ورأوا أنه ليس من المفيد عدم ترشيح إدارة بايدن سفيراً لدى الاتحاد الأوروبي بعد مرور أربعة أشهر على تنصيبه، على الرغم من أن الأمر استغرق خلال إدارة ترامب ستة أشهر.

وأفاد الموقع أن جميع هذه الموقف قادت عواصم الاتحاد الأوروبي للشعور بأنهم بحاجة لإظهار استقلال استراتيجي، وهو شعور سيحدد بعض المناقشات في قمة الشهر المقبل لزعماء مجموعة السبع في بريطانيا وقمة قادة الناتو في بروكسل.

وأشار التقرير إلى أنه عقب هاتين القمتين، سيلتقي بايدن في بروكسل برئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وسيجري العمل على عقد اجتماع مماثل بين قادة الاتحاد الأوروبي، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وعقبها من المتوقع أن يتوجه بايدن إلى سويسرا للقاء بوتين.

وقال مسؤول الاتحاد الأوروبي، أن بروكسل وواشنطن تعملان معاً، ولكن الاتحاد الأوروبي لا يشعر بأي التزام بالاتصال بالبيت الأبيض قبل الإعلان عن إجراءاته ضد بيلاروسيا ورئيسها ألكسندر لوكاشينكو.

وقال المسؤول: «لم يخبرونا قبل بأنهم سيعلنون عن قمة مع بوتين، فلماذا يجب أن نتحدث معهم أولاً قبل اتخاذ موقف على أي حدث».

وقال دبلوماسيون آخرون، إنه في حال لم تتمكن دول الاتحاد الأوروبي من التوصل إلى إجماع فيما بينها، فمن الصعب توقع اتفاقاً كاملاً مع واشنطن أو لندن أو أتاوا أو طوكيو.