الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

العثور على رفات 215 طفلاً في مدرسة للسكان الأصليين بكندا

عُثر على رفات 215 طفلاً في أرضٍ تابعة لمدرسة داخلية سابقة في كندا أنشئت قبل أكثر من قرن لدمج السكان الأصليين للبلاد، وفق ما أعلنت قبيلة محليّة.

وقالت قبيلة «تكيملوبس تي سكويبيمك» في بيان، يوم الخميس، إنّ أحد الخبراء استخدم رادار قادراً على اختراق الأرض لتأكيد وجود رفات التلاميذ الذين التحقوا بالمدرسة بالقرب من كاملوبس في مقاطعة «بريتيش كولومبيا».

وقالت الزعيمة القبلية روزان كازيمير إن «بعضهم لم يتجاوز الثالثة»، واصفة الأمر بأنه «خسارة لا يمكن تصوّرها تمّ التحدّث عنها، ولكن لم يتم توثيقها قط» من قبل مسؤولي المدرسة. وأضافت أنه من المتوقع نشر النتائج الأولية لهذا الكشف في تقرير الشهر المقبل.

في هذه الأثناء، تعمل القبيلة مع أطباء شرعيين ومتاحف في محاولة لكشف ملابسات ما حدث، والعثور على أي سجلات لهذه الوفيات. كما أنّها تحاول التواصل مع المجتمعات التي جاء منها التلاميذ في جميع أنحاء «بريتيش كولومبيا» وخارجها.

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن اكتشاف الرفات «يفطر قلبي»، مضيفاً «إنّها ذكرى مؤلمة لهذا الفصل المظلم والشائن من تاريخ بلادنا».

وأعادت الوزيرة الكندية للعلاقات بين التاج والسكّان الأصليين كارولين بينيت التأكيد على رسالة ترودو، معلنة تقديم الدعم الحكومي للعائلات والمجتمعات الأصلية من أجل «شفائهم في الوقت الذي نكرّم فيه أقاربهم الذين خسرناهم».

وكانت «كاملوبس» الداخلية للسكان الأصليين هي الأكبر من بين 139 مدرسة داخلية أنشئت أواخر القرن التاسع عشر، وكانت تتّسع لـ500 تلميذ وتلميذة. وأدارت الكنيسة الكاثوليكية المدرسة نيابة عن الحكومة الكندية بين عامَي 1890 و1969.

وأُجبر نحو 150 ألف فتى وفتاة من السكّان الأصليين على الانخراط في هذه المدارس، حيث تعرّضوا لإساءات جسدية واعتداءات جنسية وتم تجريدهم من ثقافتهم ولغتهم.

وحدّدت لجنة الحقيقة والمصالحة أسماء أو كشفت معلومات عن 3200 طفل على الأقلّ قضوا نتيجة سوء المعاملة أو الإهمال أثناء وجودهم في مدرسة داخلية، لكنّ العدد الدقيق ما يزال مجهولاً.

وقدّمت أوتاوا اعتذاراً رسمياً عام 2008 عمّا وصفته اللجنة لاحقاً بـ«الإبادة الجماعية الثقافية»، وذلك في إطار تسوية وصلت قيمتها إلى 1.9 مليار دولار كندي (1.6 مليار دولار أمريكي) تم دفعها لطلاب سابقين.