حذرت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية من تأثير الفترة التي عاشها العالم بسبب جائحة كورونا، والتي ظهرت قبل أكثر من عام، على الصحة العقلية لطلاب المراحل الدراسية الأساسية في الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، عن المعلمة جيسيكا بيبيس، قولها إن طلاب صفها كانوا مفعمين بالطاقة والنشاط والحيوية، وإنها كانت تلجأ إلى الصياح فيهم من أجل البقاء هادئين، أما اليوم فإن الفصل الدراسي الذي تشرف عليه ويضم 14 طالباً، فيبدو هادئاً تماماً، فالطلبة كل منهم محاط بدرع زجاجية لحمايته من كورونا.
ويحاول المعلمون دفع الطلبة للمشاركة والتفاعل في حصص الرياضيات في المدرسة الابتدائية التي تعمل بها جيسيكا بولاية كاليفورنيا، أما بالنسبة للطلبة الذين يحصلون على حصصهم عبر تطبيق زووم، وعددهم 20 طالباً، فلا يتحدثون، وكل منهم يعمل بمفرده، وكل منهم حصل على تقدير متأخر.
وفسر التقرير أسباب تراجع الحالة التعليمية للطلبة في تلك المدرسة، بأن بعضهم فقد أحد الأقارب أو الأحباب بسبب كورونا، وبعضهم فقد والده وظيفته وانضم لطابور العاطلين لنفس السبب، وبعضهم ربما وقف في طوابير الراغبين في الحصول على الطعام المجاني، بخلاف حجم المعاناة والضغوط التي تحملتها أسرهم خلال تلك الفترة.
وبالرغم من الأهمية الكبيرة للمعلمين، وخاصة في المراحل الدراسية الأولى، لأنهم أول من يتعامل مع الأطفال الصغار في المدرسة، إلا أن المعلمين غير مجهزين جيداً، ويحتاجون للمزيد من الوسائل والأدوات للتعامل مع الأطفال، للتغلب على التحديات في مجال الصحة العقلية لديهم، مثل القلق والاكتئاب الذي جاء بسبب الجائحة.
وعلى سبيل المثال لم تحصل المعلمة جيسيكا إلا على ساعة واحدة من التدريب على الصحة العقلية خلال العام الماضي، رغم الأهمية الكبيرة لذلك.
وأثرت الضغوط الكبيرة التي نشأت منذ ظهور كورونا، قبل نحو 14 شهرا، على الصحة العقلية للطلبة، فقد حذرت المستشفيات عبر أنحاء الولايات المتحدة من تزايد محاولات الانتحار بين الشباب، كما أن أعداد الأطفال في الفئة العمرية ما بين 11- 17 عاماً، والذين تم إجراء الكشف عليهم خلال عام 2020، بسبب إصابتهم بالقلق والاكتئاب، قد تزايدت بنسبة 9%، مقارنة بعام 2019، طبقاً لتقرير الصحة العقلية في أمريكا.
ويقول المدافعون عن سلامة الصحة العقلية إن القليل من المعلمين قد تلقوا تدريباً على التعامل مع مشاكل مثل الصدمات، وكيفية التعامل معها، ولا يوجد تدريب إلزامي على المعلمين حتى الصف الـ12، في هذا الشأن طبقاً لإدارة كاليفورنيا التعليمية.
ومما يزيد الأمر سوءاً، أنه إذا احتاج تلميذ إلى الجلوس إلى الأخصائي الاجتماعي ليعرض عليه مشكلة ما، فإن ذلك قد يستغرق عدة أسابيع، بسبب قلة أعداد الأخصائيين الاجتماعيين، ونسبتهم واحد لكل 601 طالب، خلال العام الدراسي 2019- 2020، وهي نسبة ضئيلة.
ويقول علماء النفس إن الأطفال إذا شعروا بالصدمة، فإن ذلك يؤثر على قدرتهم على التعامل مع الأحداث اليومية، كما يمكن أن يكون سبب تلك الصدمة مجموعة من الأحداث المهمة التي حدثت خلال فترة زمنية، وتسمى بالصدمة المعقدة.
وخلال جائحة كورونا سادت مشاكل عديدة، مثل انعدام الأمن الغذائي والمالي، والتعرض لحالات الوفاة وللمرض، والخوف من العدوى بالمرض، بالإضافة إلى العزلة لفترات طويلة.