الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

قمة بايدن بوتين.. توقعات وخطوط حمراء

قمة بايدن بوتين.. توقعات وخطوط حمراء

بوتين وبايدن في لقاء يعود لعام 2011. (أ ب)

يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، لأول مرة منذ توليه المنصب. وعلى الرغم من عدم توقع حدوث اختراقات في قمة جنيف بسويسرا، يأمل الخبراء في أن تساعد القمة في وضع بعض الحدود في العلاقة المتوترة بين أكبر قوتين نوويتين في العالم.

وتصاعدت التوترات بين موسكو وواشنطن بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب الهجمات الإلكترونية، والحرب في أوكرانيا، وخط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 (بين روسيا وألمانيا)، واستخدام روسيا لغاز الأعصاب القاتل لمحاولة القضاء على خصومها، والتضليل والتدخل في الانتخابات بالولايات المتحدة، بحسب الاتهامات الأمريكية.

وتوترت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عبر سلسلة من عمليات الطرد الانتقامية للدبلوماسيين، وفي وقت سابق من هذا العام، استدعى البلدان سفرائهما لإجراء مشاورات.

ما الهدف من القمة؟

وفي ظل هذه الأجواء الملبدة بغيوم الخلافات، تبرز العديد من التساؤلات من قبيل.. لماذا يلتقي زعيما البلدين، وماذا يمكن أن نتوقع من القمة؟ وما هدفها؟

بحسب الإدارة الأمريكية، فإن الهدف هو التأكد من جود «علاقة مستقرة ويمكن التنبؤ بها» وهذا هو منهج إدارة بايدن عندما يتعلق الأمر بنهجها تجاه روسيا، بحسب تقرير لمجلة «فورين بوليسي».

لكن ديمتري ترينين، مدير مركز كارنيجي في موسكو فيقول: «أعتقد أن أقصى ما يمكن القيام به نتيجة لقمة جنيف هو توضيح لكلا الجانبين أين تكمن خطوطهما الحمراء الحقيقية».

ورغم الخلافات، صرح الرئيس الروسي في لقاء مع قناة «إن بي سي» الأمريكية بأنه يمكنه العمل مع الرئيس بايدن.

أما إريك جرين، المستشار الأكبر لبايدن في الملف الروسي، فيري أنه على الرغم من أن موسكو وواشنطن تنظران إلى بعضهما البعض بريبة عميقة، إلا أن كلا الجانبين يدركان على مضض الحاجة إلى وجود علاقة عمل لتجنب الكوارث، فهما أكبر قوتين نوويتين كما أنهما عضوين دائمين في مجلس الأمن والعمل معاً ضروري لمواجهة التحديات العالمية.

ماهو جدول أعمال القمة؟

قال جرين إن الموضوعات المطروحة للنقاش تشمل العديد من القضايا ستغطي الحد من التسلح والقيود السيبرانية والدبلوماسية. والأمريكيين المسجونين في روسيا؛ كوريا الشمالية؛ سوريا؛ أفغانستان؛ القطب الشمالي وتغير المناخ. ومن المتوقع أيضاً أن يثير بايدن قضية اختطاف بيلاروسيا لطائرة رايان إير، وأن يؤكد مجدداً التزام الولايات المتحدة بوحدة أراضي أوكرانيا.

وبحسب فورين بوليسي، فإن أحد المجالات التي يدرك فيها الطرفان أنه ليس لديهما خيار سوى العمل معاً هو الاستقرار الاستراتيجي والسيطرة على التسلح، لكن هذا لا يعني أن الأمر سيكون سهلاً.

ماذا يمكن أن نشاهده؟

قالت «فورين بوليسي» إنه من المرجح أن يكون الاجتماع طويلاً ومتوتراً. لكن من غير المرجح أن يعقد الزعيمان مؤتمراً صحفياً عقب القمة أو حتى يصدرا بياناً مشتركاً.

لكن وكالة رويترز وتقارير أمريكية أخرى قالت إن بايدن سيعقد مؤتمراً صحفياً منفرداً بعد اجتماع الأربعاء، والذي سيتضمن جلسة عمل وجلسة أصغر.

وتأمل عائلات الأمريكيين المسجونين في روسيا أيضاً في إمكانية إبرام صفقة لإعادتهم إلى الولايات المتحدة. حيث تلقى بول ويلان وتريفور ريد، وكلاهما من مشاة البحرية الأمريكية السابقين، أحكاماً بالسجن مطولة بشكل منفصل بتهم تعتبرها الولايات المتحدة ملفقة.

هل تنجح سياسة بايدن تجاه روسيا؟

منذ توليها المنصب في يناير، حاولت إدارة بايدن السير في خط رفيع لعدم متابعة إعادة ضبط الوضع مع موسكو بينما تسعى أيضاً إلى تجنب تصعيد في علاقة مشحونة بالفعل.

وكان أحد الإجراءات الأولى لبايدن كرئيس هو الأمر بمراجعة 4 مجالات من الأنشطة التي يُزعم أن الحكومة الروسية لها يد فيها: الاختراقات السيبرانية؛ تسميم زعيم المعارض الروسية أليكسي نافالني؛ التدخل في الانتخابات الأمريكية؛ وتقارير تفيد بأن عملاء استخبارات موسكو دفعوا مكافآت للمسلحين في أفغانستان لقتل القوات الأمريكية. وبمجرد اكتمال المراجعة، أعلنت واشنطن عن مجموعة جديدة من العقوبات وطرد دبلوماسيين في أبريل بسبب مساعي روسيا للتدخل في السباق الرئاسي لعام 2020.

وعلى الرغم من أن إدارة بايدن كانت واضحة في أنها ترى المنافسة مع الصين على أنها أكبر تحدٍ استراتيجي طويل الأمد لها، إلا أن روسيا هي التي كانت سبباً في الصداع الأكثر إلحاحاً في السياسة الخارجية في الأيام الأولى للإدارة، بحسب «فورين بوليسي».