تشهد ألمانيا حالياً جدلاً حول مصير مراكز التطعيم ضد كورونا، فالحكومة الاتحادية أعلنت أنها ستوقف تقديم الدعم المالي لها نهاية سبتمبر المقبل، بينما تطالب جمعيات وخبراء بالإبقاء عليها، لفترات أطول.
وطالب مدير جمعية البلديات الألمانية هيلموت ديدي، ببقاء مراكز التطعيم بقدراتها الكبيرة التي أنشأتها الدولة، لتحقيق أهداف التطعيم وتسريعها، وخاصة أن الوباء لم ينتهِ بعد، وقال «سيتعين إنهاء العقود التي أبرمتها البلديات بحلول نهاية يونيو إذا لم يتم تأمين المزيد من التمويل»، بحسب تقرير لموقع «تاغس شاو» الألماني.
من ناحيته، أكد رئيس اتحاد أطباء الأسر أولريش فيجلدت، أن تكاليف إنشاء هذه المراكز كانت باهظة للغاية، ومن المشكوك فيه الحفاظ عليها لفترة أطول من ذلك، خاصة أن كلفة التطعيم فيها أعلى من كلفة التطعيم لدى عيادة الطبيب.
وأضاف فيجلدت: «الإبقاء على هذه المراكز حية وقائمة سيكون أمراً مصطنعاً للغاية، وعوضاً عن هذه التكاليف غير الضرورية، يجب على السياسيين وضع طاقتهم في التخطيط لمزيد من إمدادات اللقاحات للعيادات».
قرب الإغلاق
كما أظهر استفتاء أجرته وكالة الأنباء «إيه بي دي» بين وزارات الصحة في الولايات الاتحادية، أنه يجب إغلاق جزء كبير من مراكز التطعيم بحلول الخريف المقبل.
وأعلنت مراكز التطعيم في ولاية بادن فورتمبيرغ، أنها ستعمل حتى 15 أغسطس المقبل، وفي قاعات المعارض بهامبورغ حتى أغسطس أيضاً، بينما في ولاية سكسونيا ستظل المراكز مفتوحة حتى نهاية شهر يوليو على الأقل.
كما قررت ولاية هيسن بالفعل إغلاق جميع المراكز، اعتباراً من سبتمبر المقبل، بينما ترغب بعض الولايات في ترك بعض مراكز التطعيم مفتوحة إذا لزم الأمر.
وأكد التقرير أنه من المحتمل أن يتعامل مجلس الوزراء الألماني مع هذه القضية خلال الأسبوع الجاري، حسبما أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية الألمانية.
وكان رئيس وزراء ولاية ساكسونيا السفلى، شتيفان فايل، قد دعا يوم الخميس الماضي، عقب مؤتمر مع المستشارة أنغيلا ميركل، إلى عقد مناقشة حول مراكز التطعيم.
وأكد فايل أن لديه شكوكاً جدية حول ما إذا كان من الحكمة إغلاقها، وخاصة أن الضغط سيزداد على هذه المراكز في إجازة الصيف المقبل، حيث من المتوقع أن يذهب العديد من الأطباء في عطلات.
جدل حول مصيرها
كما نوه التقرير إلى أن مراكز التطعيم تعد عنصراً مجرباً ومختبراً لاستراتيجية التطعيم، ومن الضروري عدم التخلي عنها قبل الأوان، وأنه قبل التفكير في إلغائها يجب أن يكون واضحاً كيف يمكن مواصلة حملة التطعيم بأكبر قدر ممكن من الفعالية بدونها، وأين يجب تطعيم الأشخاص الذين ليس لديهم طبيب أسرة.
بينما طالب الباحث بمعهد الصحة العامة والرعاية بجامعة بريمن بنيامين شوتز، بالحفاظ على مراكز التطعيم جزئياً على الأقل، قائلاً: «مراكز التطعيم لها مهمة تتمثل في أنها مفتوحة للجميع، ومن ضمنهم الأشخاص الذين ليس لديهم مأوى، والذين ليست لديهم تصريحات إقامة وغيرهم».
ورصدت الحكومة الألمانية ميزانية قدرها 500 مليون يورو لإقامة مراكز التطعيم، وحتى الآن، حصل نحو 21 مليون شخص على جرعتي اللقاحات، بينما حصل نحو 40 مليون على الجرعة الأولى منها.