الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الصين والغرب.. خيار وحيد لتطعيم العالم

الصين والغرب.. خيار وحيد لتطعيم العالم

الصين قادرة على انتاج 3 مليارات جرعة لقاح سنويًا.(رويترز)

طالبت صحيفة «الغارديان» البريطانية بالتعاون بين الدول الغربية والصين في مجال توفير التطعيمات في ظل النقص الشديد في الجرعات المطلوبة لتلقيح شعوب الدول الفقيرة، خاصة وأن اللقاحات الصينية أثبتت فعالية ضد الوباء.

وتعهدت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بتقديم مليار لقاح فقط من أصل 11 مليار لقاح مطلوبة لتحصين البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، ما يشير إلى أن الغرب لا يمكنه تطعيم العالم بمفرده.

خصمان أيديولوجيان

وفي حين أن الصين والغرب قد يظلان خصمين أيديولوجيين، فإنه ليس لديهم الآن خيار سوى التعاون في تطعيم العالم، بحسب مقال لصوفي زينسير، زميلة مركز تشاتام هاوس نشرته الصحيفة اليوم الثلاثاء.

ومع تلقيح 6% فقط من سكان الكرة الأرضية بالكامل، من الواضح أن الحاجة إلى الجرعات أصبحت ماسة وتدفع إلى أهمية التعاون بين الدول لإنقاذ الأرواح.

وبعد تفجر الوضع الوبائي في الهند، التي كانت تعتمد عليها مبادرة كوفاكس التابعة للأمم المتحدة في تصنيع اللقاحات المطلوبة للدول الفقيرة، أصبح من الصعب تلبية الطلب العالمي لا سيما في ضوء نقص التمويل الذي تعهد به قادة دول مجموعة السبع، وليس هناك خيار أمام منظمة الصحة العالمية سوى طلب المساعدة من الصين للحصول على جرعات من لقاحي سينوفارم وسينوفاك، حيث تمضي المبادرة نحو تطعيم العالم.

دبلوماسية اللقاح

وبحسب الصحيفة، فإن استخدام الغرب لمصطلح «دبلوماسية اللقاح» لوصف المساعدات الصينية أمرٌ في غير محله، وإذا كانت اللقاحات المصنوعة في الصين يمكن أن تدعم الفجوات في عمل كوفاكس، فإن ذلك أدعى للتوقف عن نهج التشكيك والتنافس.

وأشارت الغارديان إلى أنه حتى الآن، تم تنفيذ تبرعات التطعيم الصينية في الخارج بشكل ثنائي وليس من خلال كوفاكس، لتحقيق المنفعة المتبادلة مع هذه الدول، وهو أمر يتفق مع أهداف السياسة الخارجية المعلنة للصين.

وبحسب الكتاب الأبيض «التعاون الإنمائي الدولي في العصر الجديد»، الذي أصدرته الصين في بداية العام الجاري، تعتبر بكين أن لقاحاتها محلية الصنع «منفعة عامة عالمية». وتشير مسودة خطتها الخمسية الـ14، التي نُشرت في مارس، إلى الدوافع المالية لدبلوماسية اللقاحات، مستشهدة بآمال الأمة في أن تصبح رائدة عالمية في مجال تكنولوجيا الأدوية.

القوة الناعمة

قد تكون اللقاحات المصنوعة في الصين قد زادت من القوة الناعمة لبكين في الخارج، ولكن اختزال الحديث واقتصاره على دوافع سياسية بحتة يتم استقراؤها عبر العناوين الرئيسية يتجاهل الحقائق الصعبة.

فقد أدى اكتناز الغرب للقاحات خلال الأشهر الأولى للوباء إلى إبعاد كوفاكس عن هدفها المتمثل في تطعيم 2.3 مليار شخص بحلول نهاية العام.

ويمكن لمصانع اللقاحات في الصين أن تنتج 3 مليارات لقاح سنوياً، وقد صدرت بالفعل 250 مليون لقاح، بينما الولايات المتحدة بدأت للتو.

عندما يتعلق الأمر باللقاحات، فإن الموقف العدائي لدول مجموعة السبع تجاه الصين يجب أن يتوقف أخلاقياً. يجب على كوفاكس والحكومات الدولية التي تبحث عن جرعات زيادة التعاون بدلاً من المنافسة مع شركات اللقاحات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك تلك الموجودة في الصين. وحذرت الصحيفة من أن التأخير في تحقيق هذا التعاون يعني المزيد من الأرواح.

خطوات صينية

وفي تصريحات لـ«الرؤية» من بكين، قال الصحفي المتخصص في الشئون الآسيوية، عامر تمام: «إن الصين عبّرت عن استعدادها للتعاون مع الغرب في مكافحة فيروس كورونا مرات عديدة، وأعلنت على لسان الرئيس شي جين بينغ تخصيص 2 مليار دولار للدول الفقيرة لمواجهة الفيروس، كما قدمت 10 ملايين جرعة لمبادرة كوفاكس، وملايين الجرعات الأخرى للدول الفقيرة، وبدلاً من دعم الدول الغربية لهذه الجهود والتعاون مع بكين، اتهم الغرب الصين بأنها تستغل هذه المساعدات للسيطرة على الدول الفقيرة».

وأضاف أن الصين أيضاً أبدت استعدادها للتعاون عبر الاعتراف المتبادل باللقاحات وهو ما رفضه الغرب، لاستمرار احتكارهم لهذه الصناعة متجاهلين مصلحة العالم وملايين الضحايا.

وأشار تمام إلى أن الكرة الآن في ملعب الدول الغربية للسيطرة على الوباء والتعاون لمصلحة البشرية والبعد عن المصالح الضيقة».

وتابع أن الصين من أجل تأكيد حسن نواياها، منحت الإمارات ومصر حق تصنيع اللقاحات الصينية، وهو ما يساهم في السيطرة على الوباء في هذه الدول والدول المجاورة في الشرق الأوسط.