تعد كوبا أول دولة في الكاريبي تعلن تطوير لقاحين ضد فيروس كورونا المستجد، يحمل أحدهما اسم «عبدالله» والثاني اسم «سوبيرانا» من ضمن 4 مشاريع لقاحات عملت البلاد عليها، حيث اجتازا عدة تجارب وأثبتا فاعلية في مواجهة «كوفيد-19»، حسب السلطات الصحية الكوبية.
وفيما تعد هذه ميزة مهمة لمواجهة الوباء الذي بدأ تفشيه يقلق السلطات، تواجه كوبا في المقابل عقبة تتعلق بالنقص الحاد لديها في مخزون «الحقن الطبية» اللازمة لاستخدام اللقاحات.
ووفقاً لمراسلة شبكة «أر أف إي» الفرنسية في هافانا، أطلقت كوبا حملة لتطعيم عدد كبير من سكان العاصمة إضافة إلى الطاقم الصحي في عموم البلاد.
وأوضحت المراسلة دوميتيل بيرون أن كوبا تسعى لتنفيذ حملة واسعة باستخدام لقاحيها المحليين اللذين ما يزالان قيد التجارب النهائية، لافتة إلى أن السلطات بدأت في تلقيح السكان في هافانا باستخدام لقاح «عبدالله»، الذي يعود اسمه لمسرحية ألفها شاعر كوبا الأشهر خوسيه مارتي، وتحمل عنوان «مسرحية عبد الله».
مساعدة الأصدقاء
ولفتت إلى أن نقص مخزون الحقن الطبية يمثل عائقاً أمام مساعي كوبا لتسريع حملة التطعيم ضد كورونا، موضحة أنه كان على السلطات الكوبية أن تنتظر الحصول على نحو 380 ألف حقنة من الأرجنتين من أجل البدء في عملية تطعيم سكان العاصمة.
ونقلت المراسلة عن مدير مستشفى محلي قوله إنهم يعتمدون حالياً على المنظمات الصديقة لكوبا في عملية توفير الحقن الطبية على نطاق واسع، مشيراً إلى صعوبات عديدة تكتنف مسار الحصول على الكميات الكافية من هذه الحقن.
ورغم أن اللقاح الكوبي لم يتم إعلان اعتماده رسمياً، إلاّ أن كوبا تشهد إقبالاً عليه من قبل السكان، فيما يعمل النظام الصحي الموزع بشكل منظم على الأحياء لتنسيق وترتيب عملية الحصول على الجرعات.
ويرى الكوبيون أن «الحصار» المفروض على كوبا من قبل الولايات المتحدة يمثل السبب الأول في عدم توفر بلادهم على الكميات الكافية من الحقن الطبية وغيرها من المواد والمستلزمات الصحية الضرورية.
خبرة كوبية
وحسب منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) فإنه قد يبدو من المفاجئ أن تتقدم جزيرة الكاريبي الصغيرة على العديد من البلدان المتقدمة في السباق لإيجاد لقاح فعال. ومع ذلك، فإن عقودًا من الخبرة والاستثمار في قطاعي التكنولوجيا الإحيائية والأدوية في كوبا، قد مكّنت الصناعة من توجيه الموارد بسرعة وكفاءة نحو تطوير لقاحات طارئة، وفقاً لـ (اليونيدو).
وتأمل كوبا التمكن من تلقيح جميع سكانها (11.3 مليون نسمة) ضد فيروس كوفيد-19 بلقاح محلي هذا العام، ووفقًا لمعهد فينلاي للقاحات في هافانا، يمكن توفير 100 مليون جرعة خلال عام 2021 للاستخدام المحلي والتصدير.
وسبق لكوبا أن أعلنت إنجازات طبية أشادت بها منظمات عالمية على رأسها الأمم المتحدة، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية على سبيل المثال عام 2015، أن هافانا تمكنت من القضاء على انتقال عدوى فيروس نقص المناعة البشرية ومرض الزهري من الأم إلى الطفل، لتكون الرائدة بين بلدان العالم في تحقيق هذه النتيجة.