الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«تبرّع بها مالكها».. قصة «فيلا جنيف» مقر قمة بايدن وبوتين

تستضيف فيلا لاغرانج الواقعة في متنزه شاسع على ضفة بحيرة ليمان في وسط جنيف، الأربعاء أهم حدث في تاريخها الحافل بالوقائع، يتمثل بالقمة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

اعتاد هذا القصر الرائع الذي يعود إلى القرن الثامن عشر على استضافة أحداث تاريخية بارزة وشخصيات مهمة.

ففي عام 1864 استضاف القصر بحضور هنري دونان مؤسس الصليب الأحمر، السهرة الختامية لأول مؤتمر في جنيف لتحسين مصير العسكريين الذين يصابون في ميدان المعركة وكان نقطة ولادة القانون الإنساني.



بعد أكثر من قرن على ذلك، في يونيو 1969 أحيا البابا بولس السادس قداساً أمام حشد من 70 ألف شخص في المتنزه الذي كان آنذاك المساحة الوحيدة الشاسعة في جنيف لاستقبال حشود كهذه.

وقال البابا بولس السادس خلال زيارته للمدينة التي تعتبر أحد معاقل البروتستانتية «في هذه المرحلة من تاريخ البشرية والمليئة بالمخاطر لكن بالأمل أيضاً، يعود إليكم إلى حد كبير، بناء العدالة وبالتالي ضمان السلام».

ويتردد صدى هذه الرسالة في قمة بايدن وبوتين التي تبدو صعبة بين القوتين الكبريين.

على البحيرة

يعد متنزه لاغرانج الأكبر في المدينة، مكاناً مثالياً للإحاطة بالفيلا التي تحيط بها أشجار عالية من الجهة الجنوبية وتطل بالكامل على المتنزه والبحيرة من الجهة الشمالية.

ويشهد المكان نشاطاً كثيفاً منذ أسبوع، في الداخل يقوم حرفيون بتلميع الزخرفات المذهبة وبتنظيف الشمعدانات الثقيلة فيما أزيح الأثاث ليكون المكان جاهزاً لاستقبال الرئيسين ووفديهما.

في الخارج، الإجراءات الأمنية واضحة وقد وُضع حاجز معدني حول المتنزه، وعند المدخل، نظف الأسدان الحجريان وهما بمثابة حارسين رمزيين للقمة.



شيد هذه الدارة في سنوات 1660 التاجر جاك فرانكونيس. ثم اشتراها المصرفي مارك لولين عام 1706، فيما كانت عائلة لولين هي التي بنت أول منزل كبير فيها بين 1768 و1773 وتم تجهيزه بحديقة على الطريقة الفرنسية.

وبعد الثورة الفرنسية، قام جان لولين ببيع القصر لمالك السفن في المدينة فرنسوا فافر الذي جنى ثروته من التجارة مع الشرق.





15 ألف كتاب

عائلة فافر هي التي قامت بتغيير المنزل والمتنزه وبنت المكتبة الكبرى عام 1821 التي تضم المجموعة المرموقة لغيوم فافر مع حوالى 15 ألف كتاب بحسب موقع مكتبة جنيف الذي يدير هذا المكان ويعود أقدم مجلداته إلى القرن الخامس عشر.

وفي المكتبة وضع كرسيان أحمرا اللون منذ الجمعة على جانبي كرة أرضية، لاستقبال الرئيسين.

تنظم بلدية المدينة كل ربيع جولات سياحية مع دليل في الفيلا تتيح للعموم التعرف إلى قاعات الاستقبال وغرف النوم والمكتبة كذلك.

وتبرع حفيد غيوم فافر بالفيلا والمتنزه لبلدية جنيف في 1917. وفي عام 1918، فتح المتنزه أمام العموم.