السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

كيف يحدد الإنتربول بيانات «المفقودين ومجهولي الهوية»؟

كيف يحدد الإنتربول بيانات «المفقودين ومجهولي الهوية»؟

طور «الإنتربول» قاعدة بيانات عملاقة تستخدم تكنولوجيا جديدة لتحديد هوية المفقودين. (إيه بي أيه)

يتوارى عن الأنظار سنوياً عدد لا يُحصى من الأشخاص حول العالم، بسبب الجريمة أو النزاعات أو الكوارث الطبيعية، وتصدر منظمة الشرطة الجنائية الدولية «الإنتربول» تنبيهات دولية تعرف بالنشرات الصفراء من أجل البحث عن مثل هؤلاء الأشخاص، بلغ عددها نهاية العام الماضي أكثر من 12 ألف نشرة.



وإضافة إلى التحديات الأمنية التي يطرحها تحديد دقيق لهوية «المفقودين»، يسبب الأمر «ألماً عاطفياً» قاسياً لدى الأسر التي تجهل ما إذا كان المختفون من أقاربها أحياء أم في عداد الأموات، كذلك قد يُخلف عدم وجود شهادة وفاة تبعات إدارية ومالية هائلة على كواهل الكثير من الأفراد والعائلات حول العالم.



وطور «الإنتربول» قاعدة بيانات عملاقة تستخدم تكنولوجيا جديدة لتحديد هوية المفقودين وأصحاب الرفات البشرية المجهولين.



أول قاعدة بيانات

ورصد موقع «الإنتربول» طريقة عمل قاعدة البيانات التي أطلق عليها اسم «آي فاميليا»، مؤكداً أنها أول قاعدة بيانات عالمية تدقق تلقائياً في الفوارق بين البصمات الوراثية بدون اشتراط المعرفة المسبقة بالماضي الجيني للشخص المفقود.



ونقل الموقع عن الدكتور أرنود كال الخبير بالمعهد الهولندي للأدلة الجنائية، قوله: كان تحديد هوية الأشخاص المفقودين على الصعيد العالمي مسألة صعبة على الدوام بسبب غياب إجراءات تبادل البيانات والتعقيد العلمي للتفسير الإحصائي.



تستخدم «آي فاميليا» البصمة الوراثية للأقارب لتحديد هوية المفقودين أو الرفات البشري، وكذلك يمكن مقارنة سمات البصمة الوراثية لأفراد إحدى الأسر بالبصمة الوراثية لجثة أو لرفات مجهول الهوية. وتُستخدَم هذه الطريقة عندما لا تتوفر عيّنة مباشرة من الشخص المفقود (عيّنة أُخذت في فحص طبي أو غرض شخصي كفرشاة أسنان مثلاً).



يشير الخبراء إلى أنه يتعين إجراء حسابات معقدة للحصول على مطابقة لأن لدى الأقرباء البيولوجيين نسباً مئوية متفاوتة من البصمة الوراثية. ويزداد حجم هذا التعقيد عندما تتم المقارنة على الصعيد الدولي بسبب التغيرات الجينية بين سكان العالم.



3 عناصر

وبناء على خبرة الإنتربول، تشارك البلدان الأعضاء الـ194 هذه السمات من أجل إيجاد صلات بين أشخاص مفقودين وقضايا متعلقة بالرفات البشري.



وتتألف «آي فاميليا» من 3 عناصر تشمل: قاعدة بيانات عالمية متخصصة تسجَّل فيها سمات البصمة الوراثية التي يوفرها الأقارب وتُحفظ منفصلة عن أيّ بيانات جنائية، إضافة إلى برمجية لمقارنة سمات البصمة الوراثية تستخدم خوارزميات إحصائية متطورة لحساب احتمالات حدوث مطابقة، ودليلاً لتفسير النتائج أعده الإنتربول من أجل تحديد المطابقات المحتملة والإبلاغ عنها بفاعلية.



وحسب الإنتربول، يتعين على أفراد الأسرة الموافقة على استخدام بياناتهم في إطار عمليات البحث على الصعيد الدولي. ولا تتضمن السمات، التي تُحال على شكل رموز مكونة من حروف وأرقام، أيّ بيانات اسمية.

وعند حدوث مطابقة، تُحال إشعارات إلى البلدان التي وفّرت سمات البصمة الوراثية المرفوعة من جثة مجهولة الهوية وتلك التي أُخذت من أفراد الأسرة. ويمكن إجراء تدقيقات إضافية (في سجلات الأسنان مثلاً والممتلكات الشخصية) لتأكيد المطابقة المحتملة.