الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«الاستثمار في البشر».. مؤشر لإنقاذ العالم

«الاستثمار في البشر».. مؤشر لإنقاذ العالم

يمثل المؤشر مشروعاً عالمياً لتسريع وتيرة زيادة الاستثمار في البشر كماً وكيفاً.

«ما رأس المال البشري المتوقع أن يحصّله طفل مولود اليوم عند بلوغه 18 عاماً، وذلك في ضوء مخاطر سوء ظروف الرعاية الصحية والتعليم السائدة في البلد الذي يعيش فيه؟».. من هذا التساؤل انطلقت فكرة ما يعرف اليوم باسم «مؤشر رأس المال البشري».

يمثل هذا المؤشر مشروعاً عالمياً بقيادة البنك الدولي يهدف إلى «تسريع وتيرة زيادة الاستثمار في البشر كماً وكيفاً من أجل تعزيز العدالة والنمو الاقتصادي».

يركز المؤشر على دراسة المعارف والمهارات والقدرات الصحية التي يستثمر فيها العالم وتتراكم لدى الأشخاص على مدار حياتهم بما يمكِّنهم من استغلال إمكاناتهم كأفراد منتجين في المجتمع.

ووفق خبراء البنك، يساعد الاستثمار في البشر، من خلال توفير التغذية والرعاية الصحية والتعليم الجيد والوظائف والمهارات، على تنمية رأس المال البشري الذي يمثل أمراً في غاية الأهمية بالنسبة لنمو المجتمعات والقضاء على الفقر والحرمان فيها.

يحذر الخبراء من أن 56% من الأطفال الذين يولدون اليوم في مختلف أنحاء العالم سيخسرون أكثر من نصف دخلهم المحتمل مدى الحياة لأن الحكومات وغيرها من الأطراف المعنية لا تضخ حالياً استثمارات فعالة لضمان وجود مواطنين أصحاء متعلمين ويتمتعون بالمرونة ومستعدون للعمل في المستقبل، وفقاً للبنك الدولي.

ويشيرون إلى أنه رغم تحقيق مكاسب غير مسبوقة في مجال التنمية البشرية على مدى السنوات الـ25 الماضية، لا تزال هناك تحديات خطيرة لا سيما بالنسبة للبلدان النامية.



في بعض البلدان تقل سنوات التعلُّم التي يحصل عليها الأطفال بصورة كبيرة عن بلدان أخرى رغم استمرارهم في الدراسة لنفس المدة الزمنية، كما يُنفق السكان في البلدان النامية نحو نصف تريليون دولار سنوياً، أي أكثر من 80 دولاراً للشخص الواحد، من أموالهم الخاصة للحصول على الخدمات الصحية، حيث تلحق هذه المصروفات أشد الضرر بالفقراء.

وفي بلدان العالم الأشدّ فقراً، لا تُغطي شبكات الأمان الاجتماعي 4 من بين كل 5 فقراء، ما يجعلهم معرضين بشدة للمعاناة وقابلية التأثر بالصدمات، كما يموت 300 ألف طفل سنوياً جراء الإصابة بالملاريا التي ترتبط بعدم توافر مياه صالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي.



ويظهر الإصدار الأول من مؤشر رأس المال البشري 2018، الذي تم تحديثه في عام 2020، أن إنتاجية نحو 60% من الأطفال المولودين اليوم ستبلغ في أحسن الأحوال 50% فقط عندما يكبرون مقابل نسبة إنتاجية كاملة إذا تمتعوا بقدر كامل من التعليم والصحة الجيدة.

ويسلط تقرير المؤشر الضوء على التأثير السلبي طويل المدى لجائحة كورونا، مشيراً إلى أن فقدان التعلم ونقص فرص العمل بالنسبة للشباب نتيجة الوباء، هي عوامل قد تسبب خسارة في معدلات الكسب بقيمة 10 تريليونات دولار من الأرباح مع الوقت لهذا الجيل من الشباب.

ويقيس المؤشر 174 دولة في 3 محاور رئيسية هي: البقاء على قيد الحياة والتعليم والصحة، وفي تقريره لعام 2020 حلت دولة الإمارات في المرتبة الأولى عربياً والـ43 عالمياً، فيما تصدرت الترتيب العالمي كل من سنغافورة، كوريا الجنوبية، اليابان، هونغ كونغ، فنلندا.