الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«جزيرة الأرامل».. تدق ناقوس الخطر المناخي للعالم

«جزيرة الأرامل».. تدق ناقوس الخطر المناخي للعالم

مع انتشار درجات الحرارة الحارقة في العديد من مناطق العالم أصبح البحث عن طرق للحماية من الإجهاد الحراري أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.



ويليام مارتينيز، الذي كان يعمل في طفولته في مزرعة قصب السكر في ريف نيكاراغوا، عاش وخبر أجواء صعبة للعمل في درجات حرارة حارقة، مثل التي يدركها الكثيرون في الولايات المتحدة وكندا الآن، والتي تكلف الأرواح وسبل العيش.



وجد مارتينيز، مع زملائه القرويين في لايسلا، نفسه يزداد مرضاً لأنه عمل لأيام طويلة مرهقة في الحقول تحت شمس نيكاراغوا قبل عقدين.



بدأ العمال في المنطقة، يعانون الفشل الكلوي، ولن يتمكنوا من مواصلة العمل، وسيضطرون إلى إجراء غسيل الكلى المكلف والذي يستغرق وقتاً طويلاً.



توفي والده وأعمامه، الذين أصيبوا بنفس البلاء، عندما كان مارتينيز صبياً، ما أجبره على الانضمام إلى هذا العمل الشاق.



على مدى عقود، توفي الكثير من العمال الذكور في هذه القرية، حتى أطلق عليها جزيرة الأرامل، بحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية اليوم الأربعاء.



أصبح المرض الذي عصف بأجيال من العمال معروفاً في وسائل الإعلام بأنه مرض مزمن في الكلى مجهول المنشأ عرف اختصاراً بـ(CKDu)، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعملون في حقول قصب السكر التي لا ترى الظل، كان السبب واضحاً مثل السماء في الأعلى.



«هنا فقدنا الكثير، وما زلنا نتحمل»، كما يقول مارتينيز، وهو الآن باحث متخصص في الصحة والسلامة المهنية في الـ29 من عمره.



وأضاف: «لكن هذا لن يؤثر فقط على نيكاراغوا - إنه سيؤثر في أماكن أخرى أيضاً، ما لم يتم القيام بشيء لتخفيف أو منع الإجهاد الحراري».



يموت أكثر من 5 ملايين شخص كل عام في جميع أنحاء العالم بسبب الظروف الجوية شديدة الحرارة أو البرودة، وفقاً لدراسة حديثة استمرت 20 عاماً، وتتزايد الوفيات المرتبطة بارتفاع درجة حرارة الطقس.



ووجدت دراسة أخرى أن 37% من الوفيات المرتبطة بالحرارة حول العالم في المواسم الدافئة يمكن أن تكون مرتبطة بحالة الطوارئ المناخية.



مع استمرار موجة الحر في الضغط على غرب الولايات المتحدة، حيث تعرض أكثر من 31 مليون شخص لدرجات حرارة أعلى من 45 درجة مئوية، فإن الألم بدأ يصل إلى بلدان أكثر تقدماً أيضاً.



أبلغ المسؤولون في ولايتي أوريغون وواشنطن عما يقرب من 200 حالة وفاة نتيجة درجات الحرارة الشديدة هذا الصيف، والتي يعتقد أنها قتلت أيضاً ما يصل إلى 500 شخص في مقاطعة كولومبيا البريطانية، في غرب كندا.



وفي الوقت نفسه، تستمر حرائق الغابات التي اندلعت بسبب موجة الحر في تدمير المنطقة.



ووصفت كيت براون، الحاكمة الديمقراطية لولاية أوريغون، في مقابلة مع شبكة سي بي إس، موجة الحر بأنها «نذير بأشياء قادمة».



وقالت إن الأكثر تضرراً من ينتمون إلى مجموعات الأقليات والمجتمعات الضعيفة الأخرى، مثل العمال اليدويين.



وتابعت: «علينا أن نفكر في المواطنين من أصل أفريقي والسكان الأصليين بينما نقوم بالتأهب للطوارئ».