الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«جرفت المياه 3 نساء أمام عيني».. «كابوس» غرقى الفيضان يرعب ألمانيا

«جرفت المياه 3 نساء أمام عيني».. «كابوس» غرقى الفيضان يرعب ألمانيا

ألمانيا. (أ ف ب)

قتلى بالعشرات، وبلدات معزولة عن العالم، وبنى تحتية جرفتها المياه، مآسٍ لن تُمحى بسهولة من ذاكرة أوروبا رسمتها فيضانات طالت مناطق عديدة من ألمانيا وبلجيكا وهولندا على مدى الأيام الماضية.





في ألمانيا التي تعتبر هذه الكارثة الطبيعية الأسوأ في تاريخها منذ الحرب العالمية الثانية، تجاوز عدد القتلى نتيجة الفيضانات الكارثية أكثر من 133 شخصاً، وتم إجلاء المئات من مدنهم بعد أن حوصروا وانهارت التربة من تحت منازلهم، وفي بلجيكا تجاوز عدد القتلى 27 شخصاً.





وسلطت وسائل إعلام أوروبية الضوء على قصص من «عين الكارثة» روت كيف بذل المتطوعون جهوداً كبيرة لتفادي تراكم الخسائر البشرية والمادية في مناطق الفيضانات.

وقال موقع «فرانس إنفو» إن سكان بلدة أوسكيرشن جنوب كولونيا، حيث قتل أكثر من 20 شخصاً بسبب الفيضانات، يعيشون تحت الصدمة والإحساس بالعجز عن تقديم المساعدة اللازمة للأكثر تضرراً وسط فوضى صور الكارثة.





وأوضح فرانكو مالك مطعم في هذه البلدة (57 ألف ساكن): «لم يكن هناك شيء يمكننا فعله»، وذلك بعد أن شاهد بلا حول ولا قوة، غرق 3 نساء من بلدته جرفتهن مياه الفيضان على بعد أمتار قليلة من مطعمه.

وأضاف فرانكو «لم أنم منذ يومين!، أفكر في الصراخ الذي سمعته، الصور التي رأيتها، المشاهد تتراكم في رأسي ولا يمكن محوها».

ويشرح الشاب (32 عاماً) بألم واضح «حدثت الواقعة أمامي مباشرة، سمعت كل شيء، لكننا لم نستطع فعل أي شيء في المقابل، لأن الماء كان على بعد مترين منا»، مضيفاً «كان الأمر أشبه بمشاهد الحرب، كانت هناك فرصة ضئيلة لبقاء الغريقات على قيد الحياة، لقد غرقن ولم يستطع أحد مساعدتهن، لم نكن مستعدين لذلك. توقعنا بعض الماء، لكن خابت توقعاتنا مع تزايد قوة الفيضانات».



وأشار إلى أنه، ورغم سعادة السكان الناجين بتجاوز الأسوأ والبقاء على قيد الحياة، إلا أن صور ضحايا الكارثة تكدر المشهد وتجعل من الصعوبة بمكان تجاوز التأثيرات النفسية للحدث بسهولة، خصوصاً وأنه لا يزال هناك «أشخاص محاصرون في الأقبية والسيارات».

ومثل تذكير قاسٍ بالمأساة التي مرّ بها فرانكو، لا يزال موقف السيارات تحت مطعمه غاصاً بالمياه، فيما فقد الشاب جميع معدات مؤسسته بسبب الفيضان.

وبالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن أحبائهم، يتزايد القلق مع مرور الوقت في ظل حرمان الكثير من السكان من وسائل الاتصال في ظل انقطاع خدمات الإنترنت والهاتف لأيام.

وتوضح سيلفيا (69 عاماً) من سكان البلدة ذاته، أنها «كانت معزولة تماماً عن العالم لمدة يومين، لم أتمكن من الوصول إلى أقاربي وطمأنتهم، أمي تبلغ من العمر 98 عاماً» مضيفة أنها بكت كثيراً لأنها لم تتلق أي إشارة للحياة من ذويها طيلة ساعات طويلة.





ويشير الموقع إلى أنه وفيما يتناقص عدد الأشخاص المفقودين تدريجياً، يزيد هذا الانخفاض قائمة القتلى المؤكدين، حيث يعثر رجال الإنقاذ بانتظام على جثث هامدة في الأقبية وداخل السيارات المكدسة على الطرقات.

وبحلول السبت، انحسرت المياه في معظم المناطق المتضررة في ألمانيا، لكن المسؤولين يخشون من العثور على المزيد من الجثث في السيارات والشاحنات التي جرفتها المياه.