الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

روسيا تتصدّر سباق التسلح بترسانة خارقة للصوت

روسيا تتصدّر سباق التسلح بترسانة خارقة للصوت

طائرات ميج-31 الروسية الأسرع من الصوت تحمل صواريخ كينجال الخارقة للصورت. (أ ف ب)

من «أفانغارد» و«كينجال» والآن «زيركون»، تقود روسيا السباق لتطوير مجموعة من الأسلحة الخارقة للصوت وصفها الرئيس فلاديمير بوتين بأنها «لا تقهر».

وجاءت أحدث خطوة لموسكو الأسبوع الجاري مع اختبار آخر ناجح لصاروخ «زيركون» الخارق للصوت الذي يتم إطلاقه من السفن.

ولدى إطلاقه من إحدى سفن روسيا الحربية الأقوى وهي فرقاطة الأميرال غورشكوف، حلّق صاروخ «زيركون» الذي يتحرّك أسرع من الصوت بسبع مرّات على مدى أكثر من 350 كم ليضرب هدفاً على ساحل بحر بارنتس.

وإذا نجحت تدريبات أخرى، سيكون «زيركون» في طريقه للانضمام إلى ترسانة الأسلحة الروسية الخارقة للصوت التي تضم منظومة «أفانغارد» للصواريخ الانزلاقية وصواريخ «كينجال» التي تطلق من الجو.

وبإمكان الأسلحة فرط الصوتية أن تحلّق بسرعات تتجاوز بخمس مرّات على الأقل سرعة الصوت والقيام بمناورات أثناء تحليقها، ما يصعّب تعقّبها واعتراضها مقارنة بالمقذوفات التقليدية.

ويتفق الخبراء على أن روسيا متقدّمة حتى الآن في تطوير هذا النوع من الأسلحة.

وقال المحلل الدفاعي المستقل في موسكو ألكساندر غولتس لوكالة فرانس برس «روسيا وحدها تملك الأسلحة الخارقة للصوت لكن الجميع يريدها».

استغل بوتين خطابه عن حال الأمة عام 2018 ليستعرض لأول مرة مجموعة من الأسلحة فرط الصوتية، متباهياً بقدرتها على تجنّب جميع الأنظمة الدفاعية الموجودة حالياً.

أسبقية مؤقتة

وأعلنت الولايات المتحدة والصين وفرنسا وغيرها من القوى الكبرى عن خطط لتطوير أسلحة فرط صوتية خاصة بها ويتوقع أن تلحق بالركب قريباً.

وقال نائب مدير «المرصد الفرنسي الروسي» في موسكو إيغور ديلانو إن «الروس يدركون تماماً بأن الأسبقية التي يتمتعون بها مؤقتة».

وأضاف «سيلحق بهم الأمريكيون في غضون أشهر أو خلال عام ونصف العام أو عامين على أكثر تقدير».

ولم يمر اختبار الأسبوع الجاري مرور الكرام.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي إن صواريخ روسيا الجديدة الخارقة للصوت «يمكن أن تكون مزعزعة للاستقرار وأن تشكل مخاطر كبيرة»، فيما أشار مسؤول في حلف شمال الأطلسي إلى أن الأسلحة تتسبب «بزيادة خطر التصعيد ووقوع (أمور) غير محسوبة».

لكن المحللين يشيرون إلى أنه على الرغم من أن الأسلحة الخارقة لجدار الصوت مبهرة، إلا أنها لا تعد تكنولوجيا يمكنها تغيير قواعد اللعبة.

وقال غولتس «لكن من وجهة نظر عسكرية، لا يوجد فرق إطلاقاً بينها وبين رأس حربي عادي يتبع ببساطة مساراً بالستياً في الفضاء ومن ثم يضرب أراضي الولايات المتحدة من دون أي مناورات».

ولدى روسيا، التي تملك أكبر ترسانة للأسلحة النووية في العالم ومخبأ ضخما للصواريخ البالستية، قدرات عسكرية أكثر من كافية لردع أعدائها.

ورقة ضغط

يطرح ذلك تساؤلات بشأن المغزى من إنفاق المليارات على أسلحة جديدة فائقة السرعة.

ويعلق الباحث في مركز جامعة ستانفورد للأمن الدولي والتعاون كاميرون تريسي على الأمر بالقول إن «الفكرة ليست بالضرورة استخدام هذه الأسلحة لأي شيء... بل لإظهار الأسبقية في امتلاك أي سلاح يمكن لآخرين تطويره والبقاء دوماً في الطليعة».

كما أن الخطوة تمنح بوتين ورقة ضغط يمكنه استخدامها في أي مفاوضات مع واشنطن بشأن ضبط الأسلحة.

وقال تريسي «إنها استراتيجية معتادة بأن يتم تطوير أنظمة أسلحة جديدة مع فكرة أنك لن تستخدمها في الواقع، لكنك ستستخدمها كورقة للمساومة في المفاوضات».

وتطرّق بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مسألة استئناف المفاوضات بشأن «الاستقرار الاستراتيجي» بعدما أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب انسحاب واشنطن من عدة اتفاقيات لكبح التسلّح مع روسيا.

وقال الخبير بشأن الأسلحة النووية في «اتحاد العلماء الأمريكيين» هانز كريستنسن «إنها بالتأكيد المرحلة الأولى في سباق التسلّح».

وتابع «لا أحد يعرف كيف يمكن أن يتجه الوضع».

وأكد «أنه حالياً سباق خطير.. عندما يضيفون القدرة النووية إلى الصواريخ في حال تم ذلك، فسيخلق الأمر تحديات أمنية أكثر خطورة».