السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الصفقة الخضراء.. عقبات تواجه خطة أوروبا لمواجهة التغير المناخي

دشنت المفوضية الأوروبية خطة طموحة لمواجهة التغير المناخي، وخفض الانبعاثات الكربونية، بنسبة تصل إلى 55% بحلول عام 2030، عن المعدلات التي كانت عليها في عام 1990، والوصول إلى هدف منع الانبعاثات تماما أو ما يطلق عليه «صفر انبعاثات» بحلول عام 2050.

وتتضمن الخطة الأوروبية التي أعلن عنها الأسبوع الماضي، مجموعة من الخطوات الإصلاحية الشاملة، تتضمن منع بيع السيارات التي تستخدم الغاز والديزل كوقود لها بحلول عام 2035، وفرض ضرائب على الواردات من الدول التي لا تلتزم بخفض الانبعاثات.

وتلقي الخطوة الأوروبية بمزيد من الضغط على كل من أمريكا والصين، وغيرهما من الدول، لاتخاذ خطوات مماثلة، وذلك قبيل انعقاد الدورة 26 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في نوفمبر 2021 في غلاسكو، بحسب تقرير نشره مركز العلاقات الخارجية في أمريكا.

وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت في 2019، ما أطلق عليه الصفقة الأوروبية الخضراء، والتي تهدف لمنع الانبعاثات تماماً بحلول عام 2050، وتم وضع ذلك الهدف ضمن قانون المناخ الأوروبي والذي يدخل حيز التنفيذ خلال الشهر الجاري.

خطة خفض الانبعاثات

وتتضمن الخطة الأوروبية الجديدة 12 بنداً، وتحمل طموحات كبيرة، وتشمل خططاً لتنفيذها، مثل فرض ضرائب على الشركات المولدة للانبعاثات، بقيمة نحو 60 دولاراً لكل طن كربون، مع توسعته ليتضمن أيضاً قطاعي البناء، والنقل (ويشمل الطيران والشحن)، كما تطالب الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، بالتوسع في الطاقة المتجددة إلى 40% بحلول عام 2030، والتوسع في مجالات الزراعة والغابات واستخدام الأراضي، بخلاف زراعة 3 مليارات شجرة جديدة.

وتهدف الخطة إلى أن تكون جميع السيارات الجديدة اعتباراً من 2035 خالية من الانبعاثات الكربونية، من خلال الاعتماد على السيارات الكهربائية، والتي تستخدم الوقود الهيدروجيني.

مواجهة العقبات

وتواجه تلك الخطة بعض العقبات، ولعل أبرزها أن كل تلك القيود ستؤدي إلى هروب الصناعات المنتجة للانبعاثات إلى خارج القارة، وتعريض المنتجين الأوروبيين لمنافسة غير عادلة، ولمواجهة ذلك اقترحت المفوضية وضع آلية جديدة حول الكربون، تتضمن زيادة أسعار الواردات كثيفة إنتاج الكربون، مثل الأسمنت والحديد والألمنيوم والأسمدة، من الدول التي لا تطبق معايير خفض الانبعاثات.

وتواجه الخطة عقبة داخلية، تكمن في أن الدول الأعضاء عليها أن تقنع مواطنيها بها، حتى لا تتعرض لثورة سياسية ضدها، ويجب على المفوضية أن تتفاوض لإقناع البرلمان الأوروبي بالخطة، في حين تعبر حكومات أوروبية عديدة عن قلقها من أن الناخبين قد يكونون مشغولين بقضايا دخلهم ومشاكلهم المالية، أكثر من انشغالهم بمصير كوكب الأرض.

الصين وأمريكا

وتأمل أوروبا أن تدفع خطواتها لمواجهة تغير المناخ، كلاً من الصين وأمريكا، لتحفيز خطواتهما لتقليل الانبعاثات.

وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانز «الاتحاد الأوروبي لا يمكنه أن يفعل كل شيء بمفرده»، فأوروبا لا تنتج إلا 15% من الانبعاثات، وهو ما يعادل نصف الانبعاثات الصينية، ويعادل أيضاً نفس نسبة الانبعاثات الأمريكية.

وبالتالي فمصير الكوكب مرهون بقدرة الصين على التعجيل بخطتها للوصول إلى صفر انبعاثات بحلول 2060، بالإضافة إلى قدرة بايدن على التعجيل بالخطوات الأمريكية، كما يحتاج العالم أيضاً إلى خطوات متسارعة من كل من الهند واليابان وروسيا، وغيرهم من الدول.