السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

التغير المناخي.. حرائق وفيضانات الصيف نذير «الفرصة الأخيرة»

يشهد فصل الصيف الجاري، العديد من الحرائق والفيضانات التي تضرب دولاً عديدة، في شتى أرجاء المعمورة، كما أدت موجة الحر الشديد التي يصفها العلماء بأنها «أكثر موجة حرارة تتم ملاحظتها على كوكب الأرض»، إلى مقتل حوالي 800 شخص، بحسب تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

فقد أدت السيول التي اجتاحت بعض مناطق الصين، ومنها مدينة تشنغتشو، إلى محاصرة ركاب مترو الأنفاق، والذين لقي بعضهم حتفه.

كما أدت الفيضانات التي ضربت وسط أوروبا، وأيضاً نيجيريا وأوغندا في أفريقيا، وكذلك الهند في آسيا، إلى مقتل المئات، بينما تسببت درجات الحرارة المرتفعة في شهر يونيو والتي أعقبتها حرائق قوية، في محو قرية كندية بالكامل، في حين يعيش حوالي مليون شخص في ظل المجاعة في مدغشقر والتي تشهد أسوأ موجة جفاف منذ عقود، وتمتد الحرائق في سيبيريا عشرات الآلاف من الأميال ملتهمة الغابات.

أحداث الصيف مجرد بداية

ويقول العلماء إن أحداث الصيف الحالي، ما هي إلا جزء مما ستواجهه البشرية خلال العقود المقبلة، إذا لم يتم اتخاذ خطوات جادة لحماية النظام البيئي.

ويعتقد العلماء والخبراء أننا في لحظة، توفر لنا فرصة نادرة لتغيير المصير، وربما تكون الفرصة الأخيرة، قبل أن تصبح العديد من الظواهر المصاحبة للتغير المناخي، لا يمكن تغييرها.

اجتماعات المناخ في غلاسكو

وقال التقرير إن العالم يستعد الآن للتعافي بعد ما أصابه من تداعيات جراء جائحة كورونا، واستثمار المليارات لإنعاش الاقتصاد، وبالتالي من المهم تحديد طريقة إنفاق تلك الأموال، بالشكل الذي يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري، والاتجاه إلى الاتجاهات الخضراء، خاصة وأن العالم مقبل على عقد الدورة 26 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، بشأن تغير المناخ، في نوفمبر المقبل في غلاسكو.

وحدد أحد علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء، جيمس هانسن، أمام مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي، في عام 1988، تفاصيل الأزمة الحالية التي يعيشها العالم، قائلاً: «الانبعاثات الكربونية البشرية رفعت من معدلات درجات الحرارة، إلى أعلى مستوى لها في التاريخ، وأدت موجات الحر، والجفاف، وغيرها من المظاهر المناخية المختلفة، في تعطيل حياة الإنسان، لقد اكتشفنا تأثير الاحتباس الحراري، والذي يغير من مناخنا حالياً».

وبعد 4 سنوات من ذلك، وقع زعماء العالم على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، ووافقوا بمقتضاها على تثبيت معدلات الاحتباس الحراري عند معدل يسمح بمنع التأثير على النظام المناخي.

ولكن بعد عقود من ذلك، زادت معدلات الانبعاثات الكربونية، عما كانت عليه خلال القرن السابق بأكمله، ووقعت بالفعل العديد من الكوارث التي حذر منها هانسن.

وقالت عالمة المناخ والباحثة في المخاطر الطبيعية في جامعة ريدينغ البريطانية، هانا كلوك "لا يوجد شك في أن ما سببه الإنسان من احترار، لعب دورا بدرجة ما في الكارثة، فالهواء الساخن يمكنه أن يحمل كميات مياه بشكل أكبر، وبالتالي فقد أدى التغير المناخي إلى زيادة معدلات الأمطار التي تسقط خلال العواصف، ويعتقد أيضاً أن التأثير الإنساني كان السبب في أن تصبح العواصف أبطأ وبالتالي تستمر لعدة أيام وتصبح أكثر إغراقاً للمدن.