الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

صرخة 14 ألف عالم.. العالم يتجه إلى نقطة الانهيار المناخي

حذر علماء بارزون الأربعاء من أن «المؤشرات الحيوية» للكوكب تتراجع على وقع تقلبات الاقتصاد العالمي، مبدين قلقهم من احتمال حصول «انهيارات» مناخية في حال عدم اتخاذ تدابير «طارئة» للحد من التلوث.

واعتبر هؤلاء الباحثون الذين ينتمون إلى مجموعة تضم أكثر من 14 ألف عالم دعت إلى إعلان حال طوارئ مناخية على الصعيد العالمي، أن الحكومات فشلت بصورة منهجية في التصدي لأسباب التغير المناخي المتمثلة في «الاستغلال المفرط للأرض».

وبعد تقويم سابق أجري عام 2019، سلط الباحثون الضوء على «الزيادة غير المسبوقة» مذاك في الكوارث المناخية، من الفيضانات إلى موجات الحر، مروراً بالأعاصير والحرائق.

ومن بين 31 «مؤشراً حيوياً» للكوكب يشمل انبعاثات الغازات الدفيئة أو سماكة الأنهار الجليدية أو إزالة الغابات، وصل 18 مؤشراً إلى مستويات قياسية، بحسب نتائج البحث التي نشرتها مجلة «بايو ساينس».

وبذلك، على الرغم من الانخفاض في انبعاثات الغازات الدفيئة بسبب جائحة كوفيد-19، وصلت معدلات تركيز ثاني أكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجوي إلى مستويات قياسية في عام 2021.

كما أن سرعة ذوبان الأنهار الجليدية أعلى بـ31 % مقارنة مع ما كانت عليه قبل 15 عاماً. كذلك سجلت إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية رقماً قياسياً في عام 2020، ما حوّل بالوعة الكربون البالغة الأهمية هذه إلى مصدر صافٍ لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وقال تيم لينتون من جامعة إكستر البريطانية، وهو أحد معدي الدراسة «يجب أن نستجيب للأدلة التي تظهر أننا نتجه نحو نقاط انهيار مناخي، واتخاذ إجراءات عاجلة لإزالة الكربون من الاقتصاد والبدء في استعادة الطبيعة بدلاً من تدميرها».

ورأى معدو الدراسة أن ثمة بالفعل «أدلة متزايدة على أننا نقترب، إن لم يكن قد تجاوزنا فعلاً» بعض نقاط التحول التي يمكن أن تجر النظام المناخي نحو تغيير جذري لا يمكن إصلاحه.

وفي غضون ذلك، كشفت تحليل جديد أن كلفة توليد الكهرباء من محطات توليد الطاقة في اقتصادات الاتحاد الأوروبي الكبرى هي ضعف تلك المرتبطة بمصادر الطاقة المتجددة.

وقال التحليل الذي أجراه مركز أبحاث الطاقة «إيمبر»، إن كلفة توليد الكهرباء باستخدام الرياح والطاقة الشمسية أرخص بنحو 50% مقارنة بالمحطات التي تستخدم الوقود الأحفوري في الدول الأوروبية.

وأوضح المركز أن التغيير كان مدفوعاً بارتفاع أسعار الوقود مثل الفحم، مع انتعاش الطلب على الكهرباء مع تخفيف القيود التي كانت مفروضة في أغلب الدول الأوروبية لمحاصرة وباء كوفيد.

وطالب رئيس المركز، تشارلز مور، من الحكومات الأوروبية، بذل المزيد من أجل خفض الانبعاثات الكربونية، قائلاً: «ليس هناك وقت أفضل من الآن، لتسريع التحول إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية، خاصة في ظل ارتفاع كلفة الوقود، وهناك إجماع على أنه إذا كانت الدول الغنية صادقة في الوصول إلى صفر انبعاثات في عام 2050، فيجب أن تكون خططها لتأمين 100% من الطاقة النظيفة بحلول 2035».

وأضاف «تتجه الأنظار إلى بريطانيا والتي تستضيف في شهر نوفمبر المقبل، مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (المؤتمر 26 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ)، في غلاسكو، ويجب على بريطانيا أن تلتزم بصفر انبعاثات، وتساير توجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بتشكيل تحالف دولي طموح، من أجل الطاقة النظيفة».

وغطى التحليل فترة نصف العام الجاري، وتم نشره اليوم الأربعاء، وتضمن البيانات الحديثة حول توليد الكهرباء في المحطات الأوروبية، في النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بنفس الفترة في عامي 2019، و2020، قبل ظهور جائحة كورونا، ويتضمن التحليل أرقاماً وبيانات من 27 دولة أوروبية، بما فيها ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا.