السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«جيش المؤثرين».. أمريكا تحارب أعداء اللقاح عبر تيك توك وإنستغرام

«جيش المؤثرين».. أمريكا تحارب أعداء اللقاح عبر تيك توك وإنستغرام

سلطات الولايات أطلقت حملات مدفوعة لمحاربة التضليل بشأن اللقاحات.(الرؤية)

لجأت الحكومة الأمريكية إلى العديد من الطرق لمكافحة الشائعات المناهضة للقاحات، وكانت آخر هذه الطرق هي استعانة البيت الأبيض بمؤثري منصة إنستغرام وتيك توك الصينية، والتي قام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بحظرها في الولايات المتحدة.

وأشار تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، اليوم الاثنين، إلى أن البيت الأبيض جنَّد العديد من نجوم تيك توك للتشجيع على أخذ اللقاحات، بينما تقوم بعض الولايات بالدفع للمؤثرين المحليين مقابل الحملات المشجعة لتلقي اللقاحات.

البيت الأبيض يخاطب المؤثرين

وقالت الصحيفة إن إحدى مؤثرات تيك توك، والتي تمتلك أكثر من 10 ملايين متابع، وتدعى إيلي زيلر (17 عاماً)، تلقت رسالة إلكترونية من إحدى وكالات التسويق التي خاطبتها باسم البيت الأبيض، طلبت منها المشاركة في حملة يدعمها البيت الأبيض لتشجيع متابعيها على تلقي اللقاح المضاد لكورونا.

وإيلي هي طالبة في المرحلة الثانوية، تشارك متابعيها مقاطع قصيرة عن الموضة وأسلوب الحياة، ووافقت على الانضمام للحملة، وجاء في الرسالة التي تلقتها أن هناك حاجة كبيرة لزيادة الوعي ضمن الفئة العمرية من 12-18 عاماً، ويجب التحرك بسرعة لذلك.

وأشارت الصحيفة إلى أن أقل من نصف الأمريكيين الذين تراوح أعمارهم بين 18-39 عاماً، تلقوا اللقاح بشكل كامل، ونحو 58% من الفئة العمرية التي تراوح بين 12 و17 عاماً لم يتلقوا اللقاح على الإطلاق، وذلك مقارنة بأكثر من ثلثي الفئة العمرية التي تزيد على 50 عاماً، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وأوضحت الصحيفة أنه بهدف الوصول لهؤلاء الشباب، قام البيت الأبيض بتجنيد جيش انتقائي يضم أكثر من 50 مؤثراً على منصة تيك توك ويوتيوب وتويتر، بالإضافة إلى نجمة البوب أوليفيا رودريجو، وجميعهم لديهم متابعون بأرقام هائلة.

وفي نفس الوقت، قامت حكومات الولايات والحكومات المحلية بحملات مماثلة، ودفعت لبعض المؤثرين المحليين الذين يمتلكون ما يقارب 5-100 ألف متابع ما يصل إلى ألف دولار شهرياً مقابل ترويج اللقاحات بين معجبيهم.

مكافحة المعلومات المضللة

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الجهود هي جزء من خطة مكافحة المعلومات المضللة عن اللقاحات التي تنتشر عبر الإنترنت، إذ من الممكن أن يكون بعض النشطاء المناهضين للقاحات متعصبين للغاية، وهو ما دفع بعض المبدعين الشباب لاختيار التزام الصمت بشأن اللقاحات لتجنب رد فعل عنيف.

وقال سمير مزراحي الذي يدير العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، إحداها عليها ما يقارب 4 ملايين متابع على منصة إنستغرام، إن المعلومات الرقمية المضللة والمناهضة للقاحات لا تزال موجودة على الإنترنت.



وقالت رينيه ديريستا باحثة في المعلومات الخاطئة في مرصد ستانفورد للإنترنت، إنه على الرغم من أن حملات المؤثرين يمكن أن تكون مفيدة، فإنها لا تتطابق مع الحركات الجماعية على الإنترنت.

كما أشارت إلى لأن هناك تناقضاً بين المؤثرين الذين طلب منهم بث الرسائل المؤيدة للقاح، مقابل الذين جعلوا من التشكيك في اللقاحات مهمة شخصية.

وتابعت: «هذا ما يسمى بعدم التكافؤ، الأشخاص الذين يعتقدون أن اللقاح مؤذياً سيتحدثون عنه كل يوم، إنهم يقودون الهاشتاغ ويدفعون المحتوى ويفعلون كل ما في وسعهم».

وقالت كريستينا نجار (30 عاماً) وهي مؤثرة على منصة تيك توك، إنها لم تكن قلقة من أي ردة فعل عنيفة عندما قررت المشاركة في الحملة، وأشارت إلى أنها شعرت بسعادة غامرة عندما تواصل البيت الأبيض مع مدير أعمالها في يونيو الماضي، وسرعان ما نشرت مقطع فيديو يتضمن أسئلة وأجوبة مع أنتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية على إنستغرام.

المشاهير.. قوة ناعمة مؤثرة تاريخياً

أوضح تقرير الصحيفة أن مسألة لجوء مسؤولي الصحة العامة للحملات لإيصال المعلومات للجماهير ليست جديدة، فتاريخياً كانت طريقة سائدة منذ عام 1956 للحصول على لقاح شلل الأطفال.

وقالت الصحيفة إن إحدى الدراسات التي أجرتها وكالة التسويق Musefind في عام 2018، أشارت إلى أن ثقة فئة الشباب في نصائح المؤثرين المفضلين لديهم أكثر من ثقتهم في المشاهير العاديين.

وقال جيسون هاري وهو الرئيس التنفيذي لإحدى الوكالات المختصة بالتسويق للمؤثرين، إن هناك حاجة لوجود جيش من المؤثرين لدفع الشباب لتلقي اللقاح، وأوضح أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي سنحصل فيها على أصوات عالية بما يكفي على وسائل التواصل الاجتماعي لدحض المعلومات الخاطئة.

وقال روب فلاهيرتي مدير الاستراتيجية الرقمية في البيت الأبيض، إن البيت الأبيض بدأ النظر في قوة المؤثرين على السوشيال ميديا في يناير الماضي، عندما أعاد استخدام أساليب التسويق عبر المؤثرين.

وفي مارس الماضي، نظمت إدارة البيت الأبيض بثاً مباشراً عبر إنستغرام بين الدكتور فاوتشي والممثل المكسيكي أوجينيو ديربيز الذي يمتلك 16.6 مليون متابع على إنستغرام، وهو من المشككين علناً في اللقاحات.

إلزامية اللقاح

وطالبت أكثر من 400 كلية وجامعة أن يتلقى الطلاب لقاحات ضد كوفيد-19، كما طالبت العديد من المستشفيات والقطاعات الصحية الرئيسية من موظفيها تلقي اللقاح، وذلك بعد ارتفاع عدد الإصابات بسبب سلالة دلتا، وتراجع معدلات التطعيم بسبب المناهضين لفكرة اللقاحات.

كما أعلن بايدن عن إلزامية تطعيم كافة الموظفين الفيدراليين المدنيين ضد فيروس كورونا، أو خضوعهم بشكل دوري لاختبارات الكشف عن الفيروس، والالتزام بقيود التباعد الاجتماعي، وارتداء الأقنعة، ووضع قيود أخرى على السفر.

وقالت جيسيكا براليش، مديرة الاتصالات في وزارة الصحة العامة في كولورادو، إن المؤثرين كانوا يتلقون رواتبهم لأنه «في كثير من الأحيان، يُطلب من المجتمعات المتنوعة الوصول إلى مجتمعاتهم مجاناً. ولكي نكون منصفين، نعلم أنه يجب علينا تعويض الناس عن عملهم».

وكجزء من هذه الحملة، قام المؤثرون بمشاركة متابعيهم لصور لهم أثناء تلقيهم للقاح، كخطوة لتشجع متابعيهم على أن يحذوا حذوهم.