السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«ندم وحسرة».. روايات مأساوية لضحايا كورونا الذين قالوا «لا للقاح»

«ندم وحسرة».. روايات مأساوية لضحايا كورونا الذين قالوا «لا للقاح»

أقل من 0.004% من الأشخاص الذين تلقوا اللقاح الكامل عانوا حالات حرجة - رويترز.

مع استمرار تفشي جائحة كورونا، ومع انتشار سلالة دلتا الجديدة التي تفشت تقريباً في أغلب دول العالم، ووسط حالات عزوف الملايين عن تلقي اللقاحات بسبب المعلومات المضللة، ارتفعت نسبة الإصابات والوفيات بالفيروس عبر العالم، ولكن الملاحظ أن السيناريوهات الأكثر مأساوية كانت من نصيب أولئك الذين قالوا لا للقاح.

شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية استعرضت عدداً من تلك القصص المأساوية نقلاً عن هؤلاء الضحايا أو ذويهم، وقالت إنه كان بإمكانهم أن يحموا أنفسهم من الموت، حيث تواجه أمريكا حقيقة مروعة في معركتها مع الوباء وهي ارتفاع عدد العدوى الناتجة عن سلالة دلتا التي تستهدف الملايين الذين لم يأخذوا اللقاحات الآمنة والفعالة المضادة لكورونا.

فقدوا حياتهم



مايكل فريدي، هو أب لخمسة أطفال في لاس فيغاس، فقد حياته إثر الإصابة بكورونا، وبقي أطفاله الخمسة يتذكرون آخر جملة قالها قبل وفاته، وهي: «كان يجب أن أحصل على اللقاح».

والضحية الثانية كيم ماجين البالغة من العمر 63 عاماً، والتي كانت تتمتع بلياقة بدنية جيدة، توفيت وتركت ابنتها الممرضة راشيل روسر، التي تلوم نفسها وتسأل نفسها يومياً لماذا لم تستطع إقناع والدتها بالحصول على اللقاح.

وقالت روسر: أنا غاضبة لأنها لم تحصل على اللقاح وأشعر بالذنب لأنني لم أبذل جهداً أكبر.

آثار جانبية منهكة



أما بالنسبة للذين تعافوا من الإصابة بكوفيد-19 بعد فترة طويلة، ولا يزالوا يعانون صعوبة بالتنفس، أو آثاراً جانبية منهكة، ويتساءلون يومياً، لماذا لم يتخذوا خطوة بسيطة لإنقاذ أنفسهم من هذا الكابوس.

جانين ستارلينج 43 عاماً، مواطنة من فلوريدا، وأم لثمانية أطفال، كانت تعاني حالة رعب طوال فترة إصابتها حيث كان يشغل بالها التفكير فيما قد يحصل لطفلها البالغ 6 سنوات في حال عدم اجتيازها إصابتها البالغة التي أدخلتها إلى العناية المركزة.

واعترفت أنها أخطأت عندما استمعت للأشخاص الذين روجوا للقاحات بشكل خاطئ.

مأساة كبيرة



وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن المأساة الهائلة التي تسببت بأكثر من 600 ألف حالة وفاة في أمريكا وحدها لا يمكن احتمالها، ولكن العديد ممن فقدوا حياتهم في الموجات السابقة لم يحظوا بفرصة الحماية التي نحظى بها الآن حيث لم يكن هناك لقاحات أو علاجات فعالة للمرض في البداية.

وأضافت أن هناك أيضاً عدداً من الذين أصيبوا بسبب عدم تعاملهم مع الوباء بالجدية الكافية والالتزام بالإجراءات الاحترازية، ولكن الآن يمكن تجنب العديد من هذه المآسي، إذ عدم حصول ملايين الأمريكيين على اللقاحات ينذر بمرحلة أكثر إيلاماً.

وأوضحت الشبكة أن معظم الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات وأصيبوا بكوفيد-19، لم يفقدوا حياتهم، أو يتعرضوا للإصابات الخطيرة، وهو عامل آثر بوضوح على حسابات الكثيرين الذين يشككون في نصائح الصحة العامة، أو يعتقدون أن حصولهم على اللقاح يمكن أن يحدث لهم الأسوأ.

الأرقام أكبر دليل



وتشير أحدث بيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن نسبة ضئيلة جداً من الملقحين أصيبوا بسلالة دلتا الشرسة، وبالنسبة للذين أصيبوا عدد قليل جداً منهم اضطر إلى دخول المستشفى.

وبحسب البيانات فإن أقل من 0.004% من الأشخاص الذين تلقوا اللقاح الكامل، عانوا حالات حرجة استدعت دخولهم للمستشفى، ومات أقل من 0.001% منهم.

وتكشف البيانات أن عدد الإصابات بلغ 6587 بينما كانت الوفيات 1263، من إجمالي 163 مليون شخص تم تطعيمهم بالكامل في الولايات المتحدة.

وأفاد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بأن 70% من البالغين الأمريكيين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح.

أسباب العزوف عن اللقاح



قالت «سي ان ان» إن قرار العديد من الأمريكيين بالعزوف عن الحماية التي يمكن أن تنقذ حياتهم، كان محيراً بالنسبة للأشخاص الذين تلقوا اللقاح.

وأوضحت أن أحد الأسباب التي تدفعهم إلى ذلك هي أن البعض يريد الانتظار لمعرفة ما إذا كانت هناك أي آثار جانبية مع مرور الوقت للقاحات، بالإضافة إلى حملات التشكيك والمعلومات المضللة التي تقوض مناشدات البيت الأبيض والمسؤولين الصحيين.

أما السبب الآخر فهو الشعور بأن المرض لا يشكل تهديداً خطيراً على الحياة بسبب نسبة الشفاء العالية من العدوى، بالإضافة إلى الأسباب الناتجة عن الانتماءات السياسية والتي تتبع وجهة نظر شخص أو حزب معين.

وأشارت الشبكة إلى أنه بغض النظر عن السبب، إلا أنه من الواضح أن الأشخاص الذين يرفضون التطعيم معرضون لمخاطر كبيرة سواء على حياتهم او صحتهم.

وأضافت أن الجدل حول اللقاحات وقرار أخذها هو ليس قرار بحسب الهوة السياسية، بل قرار يتخذ لحماية المجتمع وأن التطعيم ليس خيار شخصي، بل هو دين للفرد على المجتمع.