السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«شباب ميركل».. جيل الفرص والأزمات يحدد مستقبل ألمانيا

«شباب ميركل».. جيل الفرص والأزمات يحدد مستقبل ألمانيا

جيل الشباب في ألمانيا يرون أن ميركل تحكم برصانة وثبات.(رويترز)

بالنسبة لملايين الشباب في ألمانيا، تعتبر الانتخابات الفيدرالية المقبلة، في 26 سبتمبر، نقطة تحول كبيرة لهم، فالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، سترحل بعد 16 عاماً عن المشهد السياسي، وهم لا يعرفون عالماً بدونها، فقد نشأ العديد منهم وترعرعوا على قرارات وسياسات ميركل.

«جيل ميركل» أو «جيل زد»، كما وصفه تقرير لموقع «تاغس شاو» الألماني، من بين العديد من الأسماء المتداولة لهم، كونهم الناخبين الشباب الذين يمكنهم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المقبلة لأول مرة، وهو الجيل الذي نشأ مع الهواتف الذكية والرقمنة، والعديد من الأزمات، كالأزمة المالية والهجرة والمناخ وحتى جائحة كورونا.

وأكد التقرير أن الجيل الذي لم يعرف سوى ميركل، سيكون له رأي في من سيحكم البلاد للأربع سنوات القادمة.

ووصف الباحث المتخصص في قضايا الشباب الألماني، زيمون شنيتزر، أن تأثير ميركل كبير على هؤلاء الشباب في قضايا السياسة والمجتمع، وأنهم من أكبر الفئات المناصرة لموقفها من استقبال اللاجئين السوريين عام 2015.

الحكم على طريقة ميركل

وأضاف أن العديد من هؤلاء الشباب يرون أنها تحكم برصانة وثبات، وأن هذا الجيل من الناخبين الجدد، الذين سيصوتون هذا العام، ينتمون إلى جيل نشط سياسياً، فقد تعلم أن يُسمع صوته ويدافع عن مصالحه، وأزمة المناخ وتداعيات جائحة كورونا تشكل جانباً كبيراً من حياتهم ومستقبلهم.

وقالت عالمة السياسة بجامعة بون، يوليا رويشنباخ بموقع صحيفة «دويتشلاند فونك كولتور»، إن ميركل شكلت جيلاً بأكمله من الشباب سيفتقدها بكل تأكيد.

وأوضحت «أعمل مع طلاب تبلغ أعمارهم 17 أو 18 عاماً.. وحتى الآن، لم يكن هناك أي شخص آخر غير ميركل بالنسبة لهم، لقد شكلت جيلاً من الشباب الذين يكبرون الآن، والذين يرون أسلوبها السياسي، وهناك كثيرون يرون أنها مؤهلة للانتخابات والمناصب، عكس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي تنتمي إليه، فهو لا يتمتع بسمعة جيدة لدى كثير من الشباب ويرونه غير مؤهل للانتخاب».

وبحسب رؤية الباحث الألماني، كلاوس هورلمان بالصحيفة، فإن جيل الشباب لا يعرف سوى نفس المرأة في منصب المستشارية بنفس الأسلوب السياسي المتبع لديها.

وقال «بالطبع المستشارة لا تشكل الجميع، لكنها تحدد النغمة وتضبط الحالة المزاجية لدى هؤلاء الشباب، فعند أبناء حقبة ميركل، وجهة نظر مماثلة حول كيفية صنع السياسة، حيث نشؤوا على أسلوب معين من السياسة، يعتبرونه أمراً مفروغاً منه، وهو أسلوب ومدرسة ميركل، التي تعتمد على النهج الهادئ والمعتدل، والميل إلى الانتظار، واتخاذ قرارات مدروسة».

بيئة مثالية رغم الأزمات

وأكد أن أبناء حقبة ميركل برغم مشكلات الإرهاب واللاجئين ومكافحة تغير المناخ، نشأ الكثير منهم في بيئة مثالية تحت قيادتها لألمانيا، فالاقتصاد مزدهر، والعديد من العائلات آمنة، وغالباً ما تكون فرص التدريب المهني والوظيفة ممتازة.

وأضاف أن جيل ميركل عاش حالة من الأمان، لأنها استطاعت أن تعطي الشعور دوماً بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وكانت هناك وعود في الأزمة المالية بأن «جميع الودائع آمنة»، وبالطبع سجل التاريخ قولها «يمكننا أن نفعل ذلك»، عند استقبالها لأكبر موجة لجوء عام 2015.

وأشار إلى أن الكثير من الشباب الألماني تحت حقبتها يتمتع بالالتزام الأخلاقي والذي يتضح في التزامهم بقضايا البيئة والمناخ، وأن هذه القضايا السياسية ستلعب دوراً كبيراً في اختياراتهم لمن سيحكم البلاد في السنوات المقبلة.